السيد شحتة

لماذا يجعل البعض فى القرى من الإصابة بكورونا سرًا حربيا؟

الأحد، 17 مايو 2020 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى تتعامل فيه الدولة والجهات الرسمية والنقابات بشافية كاملة مع أزمة فيروس كورونا، فإن هناك من يصر على أن يبقى نارا مشتعلة تحت الرماد بفعل حجج واهية وتقاليد بالية ترى فى المرض عيبا يجب ستره عن عيون الناس خوفا من شماتة متوهمة من الآخرين، والنتيجة أن هناك أسرا تفقد أعز ما تملك بفعل عائلات ترى فى الإصابة بفيروس كورونا ما يقلل من صورتها ومكانتها، وفى ظل سطوة الكبير، وتسليم الكثيرين خاصة فى القرى بكل ما يقول، فإن هناك للأسف من يتألم فى بيته ولا يذهب للمستشفى إلا متأخرا، وهو ما رصدته منظمة الصحة العالمية منذ أكثر من شهر مؤكدة أن حالات الوفاة فى مصر سببها أن البعض لا يصل المستشفى إلا متأخرا للغاية .
 
لا أرجم هنا بالغيب ولكن أتحدث بناء على معلومات وصلتنى عبر أكثر من مصدر تنم عن قدر كبير من الوعى الغائب، والقدرة غير الرشيدة على وزن الأمور بميزانها الصحيح إلى الحد الذى دفع البعض بعدة قرى إلى إخفاء أسماء أشخاص تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا عن الناس بزعم أن الأمر ربما يلحق ضررا ما بصور عائلاتهم.
أى ضرر ذلك الذى يمكن أن يلحق بأسرة شخص قدر الله أن يصاب بمرض ضرب من قبله الملايين حول العالم، وألا يعلم أولئك أن المريض يستحق من كل من يعرفه التضامن والدعم المعنوى له ولأسرته حتى يعود إليها بسلام.
 
يضرب أمثال هؤلاء فى الصميم تعليمات الصحة المستقرة بالعزل لكل من خالط مصابا بفيروس كورونا، وكيف يمكن للناس فى الريف الغارق فى خصوصيته حتى اليوم أن يطمئنوا إلى سلامتهم إذا كان هناك من يضع حول المصاب قدرا من سرية متوهمة .
 
صحة الناس وسلامة أسرهم والالتفاف خلف الدولة فى اللحظة الحالية والتى تبدو فارقة أهم ألف مرة من أوهام يسعى البعض إلى الترويج لها تحت ادعاء أن اسم المريض يجب أن يبقى سرا حربيا، لأن جهات الدولة الرسمية لم تقم بالإعلان عنه وهو ما يخالف الحقيقة على الإطلاق.
 
هل يريد البعض أن تترك الدولة مهمتها فى مكافحة المرض ومواجهة تداعياته المختلفة وتقوم بتخصيص منادٍ بكل قرية وكل حارة ليعلن كل صباح أسماء المصابين بالمرض ويطالب المخالطين لهم بعزل أنفسهم، هذا دور أساسى للشباب والعائلات والمجتمع المدنى يجب أن تقوم به بكل شجاعة.
 
الدولة والجهات الرسمية تعلن ذلك بالفعل مع الشخصيات العامة التى يعرفها الجميع، فالبرلمان لم يجد حرجا فى الإعلان عن إصابة النائبة شيرين فراج بفيروس كورونا بل وتم على الفور حصر جميع النواب المخالطين لها وإعلانهم بالاسم وإجراء التحاليل اللازمة لهم، لم يقل أحد أن فى الأمر مساسا بصورة السلطة التشريعية فى مصر أو إقلالا من قدر النائبة فى وسط أبناء دائرتها، لم نسمع صوتا واحدا يقول إنها سيدة ولديها أسرتها ويكفى الإشارة إليها بالحروف أو ذكر فقط أن هناك نائبة أصيب دون ذكر الاسم، وبالمثل خرجت جامعة أسيوط لتعلن إصابة الدكتور شحاتة بالفيروس، فيما تقوم النقابات المختلفة وخاصة الأطباء بإصدار بيانات رسمية تتضمن أسماء المصابين دون أى خجل لأن العقل والمنطق والعمل يقتضى ذلك فى مرض ينتشر عن طريق الاختلاط بل إن نادى القضاة أعلن إصابة 6 من أعضائه بالفيروس، كما أعلنت نقابة الصحفيين عن أول حالة بين أعضائها عقب الإصابة بالفيروس.
 
دوليا تكرر المشهد نفسه حيث جرى الإعلان عن إصابة بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطانى وخضع لفترة علاج وفحص كأى فرد عادى طوال فترة إصابته بالفيروس، وفى روسيا جرى الإعلان عن إصابة رئيس الوزراء والمتحدث باسم الكرملين .
 
يجب على أهلنا فى القرى ولهم منا كل التقدير أن يمتلكوا شجاعة التعامل مع الموقف فوضع الرؤوس فى الرمال لا يجدى نفعا، كما أطمح من الشباب أن يقوموا بدورهم على أكمل وجه لتشكيل وعى الناس بدلا من الاستسلام لمفاهيم تخالف العقل والمنطق قبل أن تتصادم مع إجراءات السلامة والصحة.
 
امنحوا الناس فرصة فى التضامن مع أسر المصابين ومد يد العون، وامنعوا العدوى عبر إعلان اسم المصابين والمخالطين حتى يتم وقف زحف الفيروس، واعلم أننا نعيش عصر السماوات المفتوحة وأن الحجب أبدا لم يجدى نفعا عزيزى المواطن.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة