الجانب الآخر من حياة مؤسس تسلا.. صاحب شركة صناعة السيارات الكهربائية يعانى خسائر شخصية حادة.. لم يلحق بزفاف أخيه.. أمضى عيد ميلاده بمكتبه.. يتناول مضادات الأرق.. والمسئولون فى تسلا يبحثون عن منصب "الرجل الثانى"

ينظر كثيرون إلى رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك على أنه واحد من أثرياء العالم، الذى تتجاوز ثروته الـ 20 مليار دولار، ويحيى حياة رفاهية لا مجال فيها للألم.. لكن موسك نفسه لا ينظر إلى حياته بهذا الشكل، وتحدث فى مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" عن العام الماضى الذى كان الأكثر صعوبة والأشد إيلاما فى حياته، وقد انعكس قدر من هذا فى إعلانه مؤخرا عبر تويتر أنه يأمل تحويل شركته تسلا للسيارات الكهربائية من شركة يجرى التداول العام عليها إلى شركة خاصة.

وتقول الصحيفة إنه خلال المقابلة التى أجرتها مع موسك، أشار إلى أنه لم يستطع اللحاق بحفل زفاف شقيقه هذا الصيف، ومضى عيد ميلاده محاصرا داخل مكاتب الشركة يسابق للوفاء بأهداف لإنتاج لأحد النماذج الجديدة.

وردا على سؤال عما إذا كان الإجهاد يؤثر على صحته الجسدية، قال إن الأمر لم يكن جيدا، لافتا إلى أن بعض أصدقائه أعربوا له عن قلقهم بشأنه.

وعلى مدار عقدين تقول نيويورك تايمز: "ظل مايك واحدا من أكثر رواد الأعمال طموحا فى وادى السليكون، ساعد على تأسيس العديد من الشركات التكنولوجية المؤثرة. وطوال أغلب مسيرة رجل الأعمال الكندى الحاصل على الجنسية الأمريكية، كان شجاعا ورفض الانتقادات واستثمر الأضواء التى جاءت مع نجاح وثروته". لكن فى مقابلته مع نيويورك تايمز، وكما تقول الصحيفة أظهر مستوى استثائيا من الضعف والتأمل الذاتى معترفا بأن مسئولياته التنفيذية الكثيرة تتسبب له فى خسائر حادة على المستوى الشخصى.

وفيما يتعلق بتحويل تسلا إلى شركة خاصة قال مايك إن لديه أموالا مؤمنة لمثل هذه الصفقة، التى قد تصل إلى 10 مليارات دولار.

وفى اليوم الذى أعلن فيه موسك قراره، استيقظ من نومه فى منزله مع صديقته، الموسيقية المعروفة باسم جريمز، وفى طريقه إلى المطار كتب تغريدته المصيرية دون أن يستشير أحدا قبل نشرها.

ويواجه الملياردير الأمريكى انتقادات لإعلانه أن التمويل متوافر لتحويل تسلا إلى شركة خاصة رغم عدم وجود عرض شراء رسمى. وتحقق لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية فى تغريدة موسك، فى الوقت الذى أقام فيه عدد من المستثمرين دعاوى قضائية ضده واتهامه بخرق قوانين هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، والتلاعب بسعر أسهم الشركة.

وارتفعت أسهم تسلا بعد التغريدة التى أثارت حيرة المستثمرين والمحللين والصحفيين لنشرها فى منتصف يوم تعامل تجارى رسمى، وهو وقت غير معتاد للكشف فيه عن الأنباء الكبرى مثل السعر الذى تحدث عنه موسك.

وعندما لا يكون فى العمل، يشير موسك إلى أنه يتعاطى فى بعض الأحيان عقار لعلاج الأرق، وهو ما أقلق بعض أعضاء مجلس الإدارة معه الذين لاحظوا أن العقار لا يجعل موسك ينام أحيانا، ولكنه يساهم فى جلسات متأخرة ليلا عبر تويتر، وفقا لشخص مطلع على تفكير مجلس الإدارة. وتقوم مصادر مطلعة إن بعض أعضاء مجلس الإدارة يدركون أن موسك استخدام أحيانا عقاقير ترويحية عندما لا يكون فى العمل.

ويحاول المسئولون التنفيذيون فى تسلا منذ سنوات تعيين مسئول تنفيذى آخر يكون الرجل الثانى ليقوم ببعض مسئوليات موسك اليومية. وقبل فترة كان على وشك تعيين شيريل سندبرج، التى أصبحت الآن ثانى أعلى مسئول تنفيذى فى فيس بوك، ورغم نفى موسك وجود أى بحث فى الوقت الراهن عن هذا المسئول إلا أن مصادر مطلعة تقول إن البحث يجرى، وإنه قد زاد عقب تغريدات موسك.