فى ذكرى بيعة ابن الإمام علي.. كيف حمى الحسن دم المسلمين ودفع الثمن؟

الإثنين، 04 يونيو 2018 11:00 م
فى ذكرى بيعة ابن الإمام علي.. كيف حمى الحسن دم المسلمين ودفع الثمن؟ صورة تعبيرية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التاريخ: رمضان 40هـ الموافق يناير 661م، الحدث: مبايعة المسلمين للإمام الحسن بن على، إماما وخليفة وأميرا للمؤمنين بعد مقتل والده، والذى قتل على يد عبد الرحمن بن ملجم.

كان لمقتل الإمام على، أثرا كبيرا على الأمة فى ظل الانقسامات والفتن التى ظهرت بعد مقتل عثمان، وكانت سببا فى عدم وحدة المسلمين ومن بعدها بدأ ظهور الخلافات السياسية بين المسلمين، والتى أدت إلى سقوط دولة الخلفاء الراشدين من صحابة النبى الكرام المقربين، وكان جديرا أن يختار الناس واحدا من بيت الرسول وأحد أحفاده وهو الإمام الحسن.

وبحسب كتاب "موسوعة آل بيت النبى (ص) 1-2 ج2" للدكتور مجدل باسلوم وسميرة مسكى، فإن المسلمين لم يجدوا أفضل من الإمام الحسن يبايعونه بالخلافة بعد أبيه على بن أبى طالب، وقد روى أن عليا حين طعن قال له الناس: استخلف يا أمير المؤمنين، قال: لا، ولكن أدعكم كما ترككم رسول الله (ص)، -أى بغير استخلاف- فإن يرد الله بكم خيرا، يجمعكم على خير، كما جمعكم على خير بعد رسول الله.

وروى أن عليا حين طعن أيضا، دخل عليه جندب بن عبدالله، فسأله: يا أمير المؤمنين، إن فقدناك ولا نفقدك فنبايع الحسن، فقال: ما آمركم ولا أنهاكم، أنت أبصر فدعا حسنا وحسينا فقال: "أوصيكما بتقوى الله، وألا تبغيا الدنيا، وأغيثا الملهوف، واصنعا للآخرة، وكونا للظالم خصما، وللمظلوم ناصرا، واعملا بما فى كتاب الله، ولا تأخذكما فى الله لومة لائم".

ومات الإمام، ولم يولى أحد من بعده، وترك الأمر شورى للمسلمين، وبعد دفن الإمام على تقدم قيس بن سعد بن عبادة إلى الحسن فقال له: ابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه، فسكت الحسن فبايعه ثم بايعه الناس بعده، وقد بويع الحسن فى الكوفة فى رمضان سنة 40 هـ، وعدة المبايعين للحسن بالخلافة أربعون ألفا.

بايع المسلمون الإمام الحسن، لكن فى نفس الرجل كانت هناك رغبة فى حفظ دماء المسلمين والنجاة بهم من تلك الفتنة المهلكة التى توشك أن تقضى على الأمة الإسلامية فآثر النزول عن الخلافة لمعاوية بن أبى سفيان حقنا لدماء المسلمين، فعرض الصلح على معاوية فى حضرة عمرو بن العاص.

وقد ساء بعض أنصار الإمام الحسن نزوله عن الخلافة، فأعد البعض ذلك وهروبا من المسئولية، ومن بين لائميه على ذلك أخوه الإمام الحسين.

وتم الصلح، وتوجه بعدها معاوية بن أبى سفيان إلى الكوفة والتقى بالحسن، وطلب إليه أن يخطب فى الناس ويعلن الصلح، وكان ذلك بنصيحة عمرو بن العاص، فخرج على الناس وقال: "أما بعد، أيها الناس، فإن الله هداكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا ألا إن أكيس الكيس التقى وأن أعجز العجز الفجور، وإن هذا الأمر الذى اختلفت أنا ومعاويه فيه، غما أن يكون أحق به منى، وإما أن يكون حقى تركته لله عز وجل ولإصلاح أمة محمد (ص)، وحقن دمائكم" ثم التفت إلى معاوية وقال: "وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين". فوجم معاوية وقال لابن العاص: ما أردت إلا هذا".

وترك الحسن وأهل بيته الكوفة وشدوا الرحال إلى المدينة، فبكى الناس على فراقه فقيل للحسن: ما حملك على ما فعلت: فقال: "كرهت الدنيا، ورأيت أهل الكوفة قوما لا يثق بهم أحدا أبدا إلا غلب، ليس منهم أحد يوافق آخر فى راى ولا هوى، مختلفين لا نية لهم فى خير ولا شر، لقد لقى منهم أبى أمورا عظاما، فليت شعرى لمن يصلحون بعدى، وهم أسرع الناس خرابا".

وكانت للحسن شروطا قبل عقد الصلح، وهى أن يكون الخلافة من بعد معاوية للحسن، وليس لمعاوية أن يعهد بالخلافة إلى أحد غيره، كما اشترط عليه الكف عن الإساءة للإمام على بن أبى طالب، وأن يدفع معاوية إلى كل ذى حق حقه.

لكن معاوية وكأن الخلاف كان يلازمه كظله، خالف تلك الشروط، وبدأ فى التخطيط للإخلال بشروط الصلح، ويخطط لاستخلاف ابنه يزيد من بعده، وكان له ذلك.

وقد توفى الإمام الحسين سنة تسع وأربعون من العجرة ويقال 50 من الهجرة، وتشير بعض المصادر التاريخية أنه مات مسموما على يد زوجته جعدة بن الأشعث، بوشاية من معاوية بن أبى سفيان.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة