لا يتوقف الإنسان عن البحث عما هو جديد فى كل شيء من أجل إدخال مزيد من الرفاهية والمتعة إلى حياته، ولم تقتصر الجهود المبذولة لتحقيق معيشة أكثر رفاهية وترف على التمدد والانتشار على سطح الأرض فقط، بل انطلقت الأبحاث والرحلات لغزو الفضاء سعيًا وراء مقومات الحياة التى يمكن أن يعيش عليها الإنسان فى كوكب آخر إذا اضطر إلى الرحيل عن كوكب الأرض بسبب التغيرات المناخية وذوبان الجليد اللذان يهددان الحياة فى الأرض على المدى البعيد.
ولكن مخاطر استمرار الحياة على الأرض ليست السبب الوحيد وراء البحث عن طرق متنوعة للحياة فى بيئة مختلفة بعيدًا عن سطح الأرض، بل هناك آخر هام وهو الرغبة فى إضفاء جانب من الرفاهية والمتعة أيضًا، ومن ذلك اتجاه الإنسان لاستغلال التكنولوجيا المتطورة التى وصل إليها فى كافة المجالات وتسخيرها لخلق بيئة صالحة للحياة دون مخاطر فى منازل على سطح أو فى أعماق البحار، وكذلك صناعة أماكن ترفيهية كالمطاعم.
بحثًا عن الرفاهية.. مطعم تحت الماء فى "بروكسل"
وعلى هذا المنوال، ابتكر بلجيكيون، غرفة طعام تحت الماء، صممت على شكل كروى، ويتوافر بداخلها أكسجين كافى للأفراد المتواجدين بداخلها، وتم وضعها على عمق 5 أمتار داخل حمام سباحة، يُعد من أعمق حمامات السباحة لبلوغ عمقه 33 مترًا، وتم بناؤه لتدريب الغواصين المحترفين.
وفى تجربة لهذا المطعم، تناول البلجيكيان، فلورنسا، ونيكولا، وجبة الغداء داخل غرفة الطعام الكروية، فى عمق المياه، دون حاجة لاستخدام اسطوانات الأكسجين داخل الغرفة محكمة الإغلاق، والتى تشبه مطعم صغير تحت الماء.
مطعم وملهى تكنومارين الليلى فى نيويورك
وتجربة المطعم البلجيكى لم تكن الوحيدة، بل يوجد مثلها عدة تجارب أخرى، إلا أن هناك تجربة أخرى شبيهه، بإقامة مطعم وملهى تكنومارين الليلى، فى نيويورك، الذى يقع على عمق 14 قدمًا تحت الماء، ويستطيع رواد الملهى الليلى التحرك بكل حرية بسبب مساحته الواسعة، إلا أن هذا المطعم يختلف عن سابقه البلجيكى، حيث توجد بداخله المياه، ولهذا يرتدى رواد الملهى خوذات التنفس التى تمدهم بالأكسجين، ولا تكون متصلة بأسطوانة أكسجين، مما يسهل الحركة أثناء ارتدائها والرقص بها دون قيود بسبب حجمها الخفيف.
ممارسة "اليوجا" وسط السمك فى الإمارات
وإلى جانب البحث عن مكان آمن تحت الماء لقضاء وقت ممتع وتناول وجبة الغداء، هنالك اهتمامات أخرى قد تشغل بالك، مثل الرغبة فى الاسترخاء والانفصال عن ضغوط الحياة اليومية، والتى يمكن تحقيقها بممارسة رياضة "اليوجا"، ولكن إذا كنت تستمتع بممارسة هذه الرياضة الروحية، فلك أن تتخيل أن يكون ذلك فى أعماق البحر، ففى الوقت الذى تمارس فيه رياضتك المفضلة، تجد أسماك متنوعة تسبح من حولك وتراها عبر الزجاج.
وقد أقيم بالفعل عرض "اليوجا تحت الماء" فى الإمارات العربية المتحدة، والذى يعد عرض يوجا فريد من نوعه، والذى أقيمت جلساته على مدار شهر سبتمبر من العام 2017، وكانت تلك التجربة محاولة استرخاء يجتمع فيها الإنسان مع الكائنات البحرية.
وتضمنت الفعاليات 4 جلسات أسبوعية مستوحاة من عالم البحار، وهى "السباحة مع التيار" و"ركوب الأمواج" و"المياه الهادئة" و"القفز إلى الأعماق"، ونظمت تلك الجلسات تحت إشراف خبراء متخصصين فى لعبة اليوجا، كما أمكن للمشاهدين أن يشاركوا فى ممارسة هذه الألعاب بحد أقصى 35 مشتركًا فى كل جلسة.
منازل وفيلات على سطح وفى أعماق البحر
وانتقالًا من قضاء فترات قصيرة تحت الماء وصولًا إلى البحث عن الإقامة الكاملة فى عالم البحار، أعلنت شركة كليندينست "المطور لمشروع قلب أوروبا"، منذ عامين، عن ابتكار فيلات عائمة أطلق عليها اسم "فرس البحر العائمة"، فى دبى، بمواصفات قياسية وتقنيات ذكية ذات إطلالة 360 درجة على المحيط، وفقًا لما جاء فى موقع islands.
والمنازل العائمة على سطح الماء، تتكون من 3 طوابق، ويتوافر تكييف لكل طابق يناسب الاحتياجات الفردية، كما تحتوى هذه المنازل على نوافذ زجاجية تتيح الاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وتتزود كل فيلا بحديقة صناعية من المرجان البحرى بمساحة 495 قدم مربع، وقد قال جوزيف كليندينست رئيس مشروع "قلب أوربا"، إن الفيلل العائمة تتألف من 3 طوابق الطابق الرئيسى على مستوى سطح البحر والطابق السفلى مغمور تحت الماء، والذى تقع به غرفة النوم الرئيسية، أما الطابق المساوى لسطح البحر فيوجد به حوض للاستحمام ومطبخ مصغر، بينما الطابق العلوى فهو مخصص للجلوس والاستمتاع بطبيعة الحياة المائية، وداخل هذا المنزل، يكون الحد الفاصل الوحيد بينك وبين المياه هو جدار زجاجى تطل منه على الشعب المرجانية بين الأسماك التى تسبح حولك فى كل مكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة