شيماء سمير

مش "استرونج اندبندنت وومان"

الإثنين، 28 أغسطس 2017 08:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"strong independent woman" مصطلح انتشر مؤخراً للتعبير عن حال المرأة فى المجتمع المصرى، وترجمته الحرفية هى "امرأة قوية ومستقلة"، وهذا بالفعل هو الوضع الذى تعيشه المرأة فى الوقت الحالى رغم كل الشعارات التى يرفعها المجتمع الشرقى من حقوق الرجل عليها، وسطوه على أبسط حقوقها الإنسانية التى يمكن تلخصيها فى كلمة واحدة وهى "الحرية"، تلك الحقيقة التى أعلم جيداً أن أغلب المجتمع سينكرها تماماً ويزعم أنها محض الخيال، إلا أن الواقع يقول إنه من حق الرجل أن يفعل أى شىء لأنه ببساطة رجل، أما المرأة فتحكمها عادات وتقاليد و" عيب وما يصحش " وأشياء كثيرة لا ترتبط بالخطأ والصواب من قريب أو من بعيد، لكننى لن أخوض فى تلك النقطة كثيراً .
 
فرضت على طبيعة عملى أن أتعرف إلى العديد من الفتيات والسيدات اللائى اقتحمن سوق العمل فى كافة المجالات حتى أصعبها التى تتطلب جلد الرجال، فرأيت الفتاة التى تعمل ميكانيكى، وتلك عاملة الدليفرى على السكوتر، وأخرى قررت العمل على عربة لبيع الساندويتشات أو سائقة تاكسى، وغيرها من الأعمال التى يمكنها إثبات جلد وصبر وقوة المرأة المصرية وقدرتها على اقتحام أى مجال وتحمل كل ما به من مخاطر فى سبيل تحقيق حلمها، أو الحصول على قوت يومها، ورغم يقينى التام بأن المرأة لم تعد بحاجة لمن يحقق لها أحلامها، إلا أننى اعترف أننا أحيانا نحتاج لعيش حياة "اللا مسئولية" حتى عن أنفسنا، تلك الحياة التى نتحرر فيها من كافة الأعباء التى تقع على عاتقنا يوميا، فلا عمل ولا أشياء يجب القيام بها، ولا حتى مسؤولية إطعام أنفسنا.
 
تحمل المرأة على عاتقها فى الوقت الحالى الكثير من المسئوليات تجاه نفسها وأسرتها وعملها ومجتمعها، الأمر الذى دفع عدد ليس بالقليل منهن للمطالبة بالاستقلال عن أسرهن والعيش بمفردهن طالما أنهن فى كل الأحوال "استرونج اندبندنت وومان" بكل ما تحمله الكلمة من معنى حرفى وضمنى، إلا أنهن واجهن الكثير من الانتقادات تحت مسمى "إحنا مجتمع شرقى وما يصحش البنت تعيش لوحدها"، ورغم تعاطفى الكامل معهن إلا أننى قررت أن أرفع شعار "مش استرونج اندبندنت وومان"، فكم أتمنى لو أن هناك حياة أتحرر فيها من كافة المسئوليات التى أثقلت روحى وعقلى، وأعترف أننى غارقة فى المسئولية حتى النخاع، وأرغب لو يمكننى العيش من دونها لفترة قصيرة، ولكن هيهات فقد اعتدت عليها للدرجة التى جعلتنى غير قادرة على التخلى عنها.
 
الغريب أن بعض الفتيات اتخذن من الشعارات التى يتم اختراعها سبيل للتعبير عن حالتهن الاجتماعية أو النفسية، أو حتى للسخرية من الواقع الذى يعيشن فيه، والبعض الآخر أعجبتهن الفكرة فقررن محاولة الانغماس فيها بشكل مبالغ فيه، وأنا أرى أن الإنسان بشكل عام يحتاج لفترة من الوقت التى يتحرر فيها من كافة الأعباء المحيطة به ليعيش دون قائمة من الأعمال التى يجب عليه القيام بها، لذا يجب أن يتعلم كل منا سواء كان رجلا أو امرأة أن يقتنص الفرص التى يمكن أن تساعده على ذلك، بل ويحاول أن يصنعها لنفسه أيضاً، فهى لن توفر له الراحة فقط، بل ستدفعه للمواصلة فيما بعد بقدر أكبر من النشاط، فإذا أُتيحت لكِ فرصة عيش حياة الـ" مش سترونج اندبندنت وومان " حاولى الاستمتاع بها قدر المستطاع، واقضى وقتك فى ممارسة أى شيء يدفعك للشعور بالسعادة سواء كان هذا الشىء هو القراءة أو الغناء أو السفر أو العزف أو ممارسة التمارين الرياضية، أو حتى النوم، فالمهم هو الاستمتاع بكل لحظة فى حياتك، وفى النهاية أقول لكل سيدة إنه من الجيد أن تمتلكِ كيان وشخصية ومجال عمل مستقل، ولكن من الجيد أيضاً أن يكون لديكِ حياة سعيدة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

مفيش يعني

مفيش يعني .. سترونج أندبندنت مان.......

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة