حماس تطرق باب الجزائر.. قياداتها المطرودون من الدوحة يطالبون حكومة بوتفليقة باستضافتهم.. الحركة تستغل موقف الدولة المحايد ونفوذ الإخوان لإيجاد أرض بديلة.. والمتحدث باسم الحركة: نتشرف بالإقامة ببلد المليون شهيد

الأربعاء، 19 يوليو 2017 11:23 ص
حماس تطرق باب الجزائر.. قياداتها المطرودون من الدوحة يطالبون حكومة بوتفليقة باستضافتهم.. الحركة تستغل موقف الدولة المحايد ونفوذ الإخوان لإيجاد أرض بديلة.. والمتحدث باسم الحركة: نتشرف بالإقامة ببلد المليون شهيد حركة حماس تحاول دخول الجزائر
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تقطعت بهم السبل بعد أن فقدوا العائل القطرى، الذى غرق فى أزماته الداخلية، جراء سياسة دعم الإرهاب فى المنطقة والتى أدت به الى أزمة مع جيرانه العرب، فقادة حركة حماس الذين اتخذوا من الدوحة مقرا لهم خلال السنوات الأخيرة وخاصة بعد أن فارقوا النظام السورى وأغلقوا مكاتبهم فى دمشق على خلفية اندلاع الأحداث بسوريا فى 2011، حيث باعوا الحضن السياسى الذى وفره لهم بشار الأسد من أجل خزائن المال التى فتحها لهم أمير قطر.

 

واليوم وبعد سنوات العشق بين قادة حماس وحكام الدوحة، أصبح مفروضا عليهم الفراق، حيث سقطت الأقنعة وانكشف الدور المشبوه الذى لعبته إمارة الإرهاب فى المنطقة لتفريق الشعوب وبث الفتن والعبث باستقرار وسيادة دول الجوار، وأصبح مطلب مغادرة قادة حماس للدوحة على رأس قائمة الأولويات التى وضعها الرباعى العربى "السعودية ومصر والإمارارت والبحرين" لعودة قطر لمحيطها الذى أدارت ضده المؤامرات.

 

قيادات حماس المطرودون قسرا من الدوحة أصبح عليهم إيجاد ملاذ آخر، وهو ليس أمرا يسيرا بعد أن أصبحت عودتهم لدمشق مستحيلة وأبواب بيروت لم تعد مفتوحة على مصراعيها لهم، كما كانت فى السابق، وتورط تركيا مع قطر فى ممارساتها الإرهابية ودعم التنظيمات المتطرفة فى المنطقة جعلها أيضا وجهة غير مستقرة لقيادات الحركة الإخوانية.

 

الحركة الفلسطينية يبدو أنها وجدت فى الجزائر ملاذا جديدا لها، حيث قام سامى أبو زهرى المتحدث باسم حركة حماس بزيارتها خلال الساعات الماضية، كاشفا عن أنه تقدم للسلطات الرسمية فى البلاد بطلب لإقامة قيادات الحركة بها، آملا أن يحظى بالموافقة من طرفها، وأن قيادات المقاومة تتشرف بالنزول فى أرض الشهداء.

 

وأوضح أبوزهرى فى حوار لصحيفة الشروق الجزائرية، أن قيادات حماس تلقى كلّ التسهيلات فى دخول الجزائر، حيث لا يستغرق الحصول على التأشيرة سوى ساعات فقط، على خلاف دول عربية أخرى تتجاوز فيها المدة شهرين كاملين، وبالتالى فهو يعتبر نفسه وباقى قيادات الحركة مقيمين فى الجزائر من الناحية العملية طالما أنهم يأتونها فى كل وقت يشاءون.

 

وغالى أبوزهرى فى مدح الجزائر وقياداتها ودورها تجاه القضية الفلسطينية، حيث أكد على دور الجزائر الاستراتيجى فى دعم القضية الفلسطينية، قائلا: "نريده أن يستمر وأن يتطور، فهو الأمل فى حالة الخنق التى نتعرض لها، ونحن واثقون أن هذا البلد سيبقى مفتوحا أمام الفلسطينيين مهما بلغت التطورات".

 

اختيار حماس للجزائر لم يأتى بمحض الصدفة، بل إنه يؤشر على أن الحركة الإخوانية درست الأوضاع الإقليمية المحيطة بها بدقة قبل اتخاذ خطوة رسمية لذلك، فالأوضاع فى الجزائر مواتية لقيادات الحركة خاصة فى ظل التزام الحكومة الجزائرية بموقف الحياد بين قطر والرباعى العربى الداعى لمواجهة الإرهاب ومموليه، حيث دعمت الجزائر جهود الوساطة الكويتية ونأت بنفسها عن أن تصطف فى جهة دون الأخرى.

 

هذا الحياد جعل الحركة تفكر فى الجزائر ولكن ليس هذا وحده، بل إن وضع الإخوان المستقر سياسيا فى البلد المغربى قد يكون السبب الأكبر فى التوجه نحو الجزائر، ففى الانتخابات التشريعية الأخيرة فى الجزائر والتى جرت مايو الماضى، رسخت لتواجد الإخوان على الساحة السياسية، بعد أن خسر حزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الأغلبية المطلقة فى البرلمان للمرة الأولى وصعدت حركة مجتمع السلم "حمس" – ذراع الإخوان - للمرتبة الثالثة برلمانيا.

 

هذا التطور الذى حظى به الإخوان فى الجزائر ، دفع بوتفليقة لتقديم عرض لهم بالمشاركة فى الحكومة رسميا، إلا أن حركة حمس التى تسعى إلى الحصول على مكانة أكبر على الساحة السياسية فى الجزائر، رفضت العرض وتعمل على الاستحواذ على نتائج انتخابات المحليات المقبلة لتدعيم موقفها أكثر والسيطرة على مفاصل الحياة السياسية.

 

تلك المكانة التى وصلت لها حمس واستقرارها على الساحة السياسية الجزائرية كان فى حسبان قيادات حماس، التى أدركت أن نفوذ الإخوان هناك سيمهد لها الطريق لدخول البلد المغربى دون مشاكل وبترحاب، وسيعمل على تذليل أى عقبات قد تواجهها مع السلطات الجزائرية أو فى الإقامة داخل البلاد.

 

مصادر فلسطينية أكدت أن حماس بعد تجربتها فى سوريا ومن ثم فى قطر اتخذت قرارا بعدم التمركز بشكل كامل فى أى من العواصم العربية، حيث أكد أنها قررت ألا تحصر تواجدها فى بلد واحد، وتسعى إلى توزيع مسئوليها وتخفيف الضغط عن أى دولة، بتواجد عدد أقل من قادتها فيها، لافتا إلى أن رئيس المكتب السياسى للحركة، إسماعيل هنية، سيظل فى قطاع غزة، حتى يصبح القطاع مركز الثقل لحماس، على أن يتوزع بقية قادتها فى دول مختلفة.

 

وقادت حركة حمس الإخوانية على مدار الأيام الماضية حملة دفاع عن حركة حماس فى محاولة لتهيئة الرأى العام الجزائرى لتقبل قيادات الحركة فى البلاد، والترويج إلى أن الحركة تعانى من حملة تشويه وتضييق وتحتاج إلى المساعدة، حيث اشتبك إخوان الجزائر مع السفير السعودى هناك بعد أن كشف فى تصريحات صحفية عن الوجه الحقيقى لحماس وأنها تعمل لخدمة مصالحها وليس مصلحة القضية الفلسطينية.

 

وأصدرت حركة مجتمع السلم "حمس" الإخوانية بيانا عبرت فيه عن إدانتها لتصريحات السفير السعودى، واختزلت القضية الفلسطينية فى حركة حماس متناسية أن هناك شعبًا ضحى بالمال والوالد والابن فى سبيل الدفاع عن الأرض وتصدى لقنابل وبنادق الاحتلال بصدور عارية، فى الوقت الذى كانت تنعم فيه قيادات حماس بالعيشة الكريمة خارج الأراضى المحتلة.

 

وحتى الآن لا يوجد رد رسمى من الدولة الجزائرية على طلب حركة حماس المدعومة من الإخوان، حيث طلب المسئولون بالجزائر من قيادة الحركة الانتظار ودراسة الطلب، وسط توقعات بعدم الاستجابة السريعة لطلب حركة حماس نظرا لتعقيدات الموقف بالنسبة للحكومة الجزائرية التى ترغب فى الحفاظ على علاقاتها بجميع العواصم العربية بما يخدم مصالحها.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة