أكرم القصاص

الحلقة المفقودة بين القاعدة وداعش

الثلاثاء، 30 مايو 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مفارقة أن تشارلس داروين صاحب نظرية التطور وأصل الأنواع كان بريطانيا، وانشغل فى كتابه أصل الأنواع بالبحث عن الحلقة المفقودة بين الإنسان وأسلافه، والمفارقة أن بريطانيا هى الأخرى تحمل تفاصيل الحلقات المفقودة بين التنظيمات المتطرفة، حيث يبدو أن التزاوج والتطعيم بين هذه التنظيمات تم بتقاطعات بريطانية. 
 
ولا أحد يمكنه التكهن بالهدف البريطانى من إيواء قيادات الإرهاب، طوال سنوات، وقد تحولت لندن إلى مركز لتجميع وتأمين الإرهابيين، وهناك أدلة وقرائن على أن لندن كانت دائما محطة تنسيق لسفر المقاتلين إلى سوريا من أنحاء العالم، ربما كانت أجهزة الأمن البريطانية تتصور أنها يمكن أن تأمن جانب الإرهابيين لو أنها حمت قياداتهم. 
 
كانت لندن منذ الثمانينيات محطة لإيواء كبار المتطرفين، ومنهم من كان محكوما عليه بأحكام قضائية، وكان ياسر السرى وعدد من المتطرفين، يحصلون على الحماية واللجوء، وكان غطاء حقوق الإنسان يقدم إنسانية بريطانية، لتبرير إيواء قيادات الإرهاب، وكان لافتا أن يتم تركيز الإعلام على استضافة الأكثر تطرفا ليمثل الإسلام فى المحاورات ويجرى تلميعهم، بينما يتم تجاهل المعتدلين، كل هذا يبدو اليوم مع ظهور تسريبات أو شهادات، كاشفا عن خيوط وعلاقات وعلامات استفهام.
 
بعض هذا ظهر بعد الكشف عن اسم انتحارى مانشستر سلمان العبيدى الداعشى المولود فى بريطانيا، واتضح أن البريطانيين يعلمون من الليبيين أن والد سلمان عضو بالقاعدة، وأن بريطانيا منحته اللجوء والجنسية بالرغم من علمهم بأنه إرهابى، ولهذا يمكن فهم إصرار الأمريكان على إعلان اسم سلمان العبيدى، بينما لم يكن البريطانيون يريدون إعلان اسمه، لأنه ابن كادر تصورت بريطانيا أنها جندته من القاعدة لحسابها، أو أن أجهزة الأمن البريطانية تخشى من ظهور خيوط تكشف التقاطعات والعلاقات المعقدة.
 
هناك تفاصيل كثيرة ترتبط بنشأة وتطور التنظيمات الكبرى مثل القاعدة، وأيضا كيفية ظهور داعش وما حولها ارتباطا بهجمات فى ليبيا أو سوريا، وكانت لندن تستضيف المرصد السورى لحقوق الإنسان، الذى كان مصدرا وحيدا لكل ما تنشره الفضائيات المعارضة للأسد، وفى ليبيا كان هناك دور مشابه لمنصات إعلامية، بل إن سلمان العبيدى الداعشى يمثل إحدى الحلقات المفقودة بين القاعدة وداعش، وهى من التنظيمات التى نشأت بتفاعل وتطعيم من تنظيمات وأجهزة، فيما يشبه المسخ.
 
ولهذا هاجم البريطانيون الأمريكيين لأنهم سربوا اسم سلمان العبيدى للصحافة، ثم إن عصر المعلومات يتيح المزيد من الأوراق، التى تقدم خيوطا لنشأة وتطور التنظيمات المتطرفة، وعلاقاتها بأجهزة الأمن فى العالم، ومدى تفاعلها مع تقاطعات السياسة الإقليمية والدولية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

إيواء الارهاب

إيواء الارهاب هل هو انسانيه بريطانيه أم بيزنس أم كراهية للاسلام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة