"المسجد العمرى".. شاهد على تاريخ غزة عبر العصور

الخميس، 16 يونيو 2016 07:00 م
"المسجد العمرى".. شاهد على تاريخ غزة عبر العصور المسجد العمرى فى غزة
(أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حى الدرج وسط مدينة غزة، يقع "المسجد العمرى الكبير" أحد أبرز المعالم الإسلامية والأثرية فى فلسطين، والذى يعد شاهدا على تاريخ فلسطين عبر العصور بدءًا بالحضارة الرومانية وانتهاءً بالحضارة الإسلامية.

وتبلغ مساحة هذا الصرح الأثرى 4100 متر مربع، ومساحة فنائه 1190 مترا مربعا، وتلامس جدرانه السميكة التى يفوح منها عبق التاريخ بيوت ومحلات مدينة غزة القديمة، وسمى بـ"العمرى" نسبة إلى عمر بن الخطاب ثانى الخلفاء الراشدين وصاحب الفتوحات، وبـ"الكبير" لأنه أكبر جامع فى غزة.

وقالت الباحثة فى الآثار ومديرة الدراسات والأبحاث فى وزارة السياحة والآثار بغزة هيام البيطار: "إن الجامع العمرى الكبير واحد من أقدم المساجد الأثرية فى غزة والأقدم بعد القدس، وكان يستخدم كمعبد رئيسى حينما كانت غزة تدين بالديانة الوثنية فى عهد الرومان، وجرى تحويل المعبد إلى كنيسة فى العصر البيزنطى بعد الاعتراف بالدين المسيحى كدين رسمى للبلاد وتلاشى الوثنية".

وأشارت إلى أنه بعد الفتح الإسلامى على يد الصحابى الجليل عمرو بن العاص فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب دخل معظم أهل مدينة غزة فى الإسلام، فطلبوا من الخليفة تحويل الكنيسة إلى جامع، فوافق على ذلك، وأطلق عليه "الجامع العمرى الكبير".

وأضافت البيطار، أنه خلال فترة الاحتلال الصليبى عام 1149، تم تحويل "الجامع العمري" بعد تدميره إلى كنيسة ضخمة سميت باسم "كنيسة القديس يوحنا"، وكان لانتصار المسلمين على الصليبيين فى موقعة حطين على يد القائد صلاح الدين الأيوبى عام 1187 الأثر الكبير فى كسر شوكة الصليبيين والحد من نفوذهم وسيطرتهم على فلسطين إلى أن تم تطهير البلاد تماما منهم فى أواخر القرن الثالث عشر الميلادى فى عهد المماليك.

واستطردت "تمكن المماليك آنذاك من إعادة مكانة "الجامع العمرى" مرة أخرى، خاصة أن السلطان المملوكى الظاهر بيبرس أنشأ مكتبة الجامع التى كانت تضم آنذاك أكثر من عشرين ألف مجلد فى مختلف العلوم".

وحول سبب تسمية "المسجد العمرى" بهذا الاسم، قالت البيطار "إنه عرف بهذا الاسم نسبة للصحابى الجليل وثانى الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب الذى تم فى عهده الفتح الإسلامى لفلسطين".

وأردفت "الجامع العمرى الكبير مازالت أهميته فى نفوس أبناء غزة إلى يومنا هذا باعتباره واحدا من الشواهد الأثرية القديمة على تاريخ غزة، بالإضافة إلى أنه مسجد جامع له الأثر الكبير فى الحياة ليست الدينية فقط بل الاجتماعية والسياسية".

وشيد معظم الهيكل العام للمسجد العمرى من الحجر الرملى البحرى المعروف محليا باسم "كركر"، كما يحيط صحن المسجد أقواس دائرية، وقد قام المماليك وفى وقت لاحق العثمانيون بتوسعة جانبى بناء المسجد من جهة جنوب وجنوب شرق البلاد.

وقالت البيطار "يوجد على باب المسجد نقوش مكتوب عليها اسم السلطان المملوكى قلاوون، وهناك أيضا نقوش تتضمن أسماء السلطانين حسام الدين لاجين وبرقوق".

ويتمتع المسجد العمرى بأربعة أروقة واسعة تفصل بينها الأعمدة التى تتوسط المسجد وتعلوها العقود، حيث شكلت مشهدا جماليا وتبدو بصورة مزينة، خاصة التيجان التى تعلو الأعمدة وتربطها بالعقود.

وتعتبر المئذنة من أشهر معالم المسجد العمري، وهى نموذج من الطراز المعمارى المملوكى فى غزة، وهى على شكل مربع فى النصف السفلى، ومثمنة فى النصف العلوى منه، وشيدت من الحجر من القاعدة إلى الأعلى، بما فى ذلك النصف العلوى المكون من أربعة مستويات، أما قمة المئذنة فيتكون معظمها من الخشب والبلاط، وهى تماثل معظم المساجد فى بلاد الشام.

وخلال الحرب العالمية الأولى بين 1914 و1918، أصيب المسجد العمرى بأضرار فادحة حينما قصفته الطائرات البريطانية بدعوى وجود ذخائر تعود للقوات العثمانية مخزنة فى المسجد، وهدمت أجزاء كبيرة منه، كما فقدت المكتبة التى أنشأها الظاهر بيبرس عندما زار غزة، وتم ترميم المسجد من قبل المجلس الإسلامى الأعلى فى فلسطين ما بين عامى 1926 - 1927.

ويتسع "المسجد العمرى" حاليًا لأكثر من ثلاثة آلاف مصل، ويضم فى طابقه الأول قاعة رئيسية للصلاة ومصلى للنساء، فى حين يضم فى طابقه العلوى مدرسة لتعليم القرآن الكريم، أما الطابق السفلى فيحتوى على قاعة استقبالات وقاعة أثرية يتعدى عمرها ألفى عام مجهزة لتكون متحفا إسلاميًا.



موضوعات متعلقة..


الصحافة الإيرانية: الحرس الثورى يحاول التعتيم على تصريحات تكشف عضوية سفراء إيران بفيلق القدس.. ومحاكمة مهاجمى السفارة السعودية 18 يوليو المقبل.. وجواد ظريف يلتقى جون كيرى 80 دقيقة خلف الأبواب المغلقة









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة