"الهند عبر العدسة".. معرض فوتوغرافى بمتحف البحرين الوطنى

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014 02:05 ص
"الهند عبر العدسة".. معرض فوتوغرافى بمتحف البحرين الوطنى جانب من المعرض
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستمر المعرض الفوتوغرافى "الهند عبر العدسة" حتى الأول من نوفمبر القادم، حيث تعرض الأعمال فى متحف البحرين الوطنى، ضمن فعاليات البحرين عاصمة السياحة الآسيويّة و"الفن عامنا".

يأتى المعرض بالتعاون مع مؤسّسة "تسفير"، إذ يقدم أعمالاً مختارةً لأربعة من المصورين البارزين، والذى اشتهر كلٌّ منهم بأسلوبه الخاص والمميّز، وهم جيوتى بات، تى. إس. ساتيان، ميمونة غيريسى، وكارين كنور، حيث تمثّل أعمال بات وساتيان حياة الشعب الهندى فى القرن العشرين فى مرحة ما بعد الاستقلال، وهى توثّق شتّى المشاهد من الحياة الاعتيادية والأحداث التاريخيّة، وتلتقط صوراً للإنسان العادى والشخصيات البارزة.

أما أعمال كنور وغيريسى والتى تمثّل القرن الحادى والعشرين، فهى تذهب إلى ما هو أعمق من التمثيل الوثائقى لهذه الدولة، وذلك عبر تصوير مشاهد مركّبة ومعدّلة تهدف إلى استكشاف تراث الهند الدينى والثقافى والبصرى، وتبين كيف يتم تجسيد هذا التراث عبر الفنون البصرية فى وقتنا الحاضر.

كانت وزيرة الثقافة الشيخة مى بنت محمد آل خليفة قد دشنت المعرض بحضور سفير جمهوريّة الهند لدى مملكة البحرين موهان كومار، وعددٍ من الشّخصيّات الدّبلوماسيّة والمثقّفين ومحبّى فنّ الفوتوغرافيا. وقالت بهذه المناسبة: جميلٌ أنّ الفنّ هو ما يخيط المسافات بين بلادنا فى القارّة الآسيويّة. عبر الصّورة التى هى فنُّ تسجيل الذّاكرة خارج وقتها أو مكانها نحن اليوم نحمل ملامح الهند فى متحفنا الوطنيّ، ونقترن بتجربةٍ فنّيّة وحقيقيّة أيضًا تلامسُ هويّة هذا البلد الصّديق.

يستعرض المعرض أعمال تى.إس. ساتيان (1923 - 2009) وجيوتى بات (من مواليد 1934)، وهما مصوّران من الهند يأتيان من عالم التصوير الوثائقى، وأعمال كارين كنور (من مواليد 1954) وميمونة غيريسى (من مواليد 1951). وهما فنّانتان معاصرتان ليستا من الهند تعملان فى مجال تعديل و إنشاء الصور.

ومن منطلق اعتبار التّصوير الفوتوغرافى وثيقةً صادقةً تسجّل وتحفظ للأجيال القادمة ما قد كان، كانت عقليّةُ ونهجُ كلٍّ من ساتيان وبات، بصورهما التى تتميّز باللّونين الأبيض والأسود، والتى التقطاها لفيلم 35 مليميترللـ"إنسان العادي" والحياة اليومية فى المناطق الحضرية أو الريفية فى الهند بعد قيامها كدولة مستقلة.

بالمقارنة مع ذلك، تستثمر وتوظّف كنور وغيريسى مختلف تقنيّات تعديل الصّور والكولاج وإنشاء أو ترتيب الصّور بطريقة متعمّدة كوسيلةٍ للتّعليق على مواضيع متعدّدة، حيث نجد فى صور كنور أنّه قد تمّ إدخال الحيوانات بشكلٍ رقمى فى مساحاتٍ داخليةٍ لا تتواجد فيها فى الواقع، أمّا فى أعمال غيريسى فنرى تصوّراتٍ معدّلةٍ إلى حدٍّ كبيرٍ للجسم عبر استخدام الأزياء والتركيب.

تَجاوُر أعمال هؤلاء الفنّانين لا يُبرز فقط التحوّل فى نظريّة وممارسة التصوير من منظوره الواسع على مدى أكثر من قرنٍ من الزمن فحسب، وإنّما تقدّم مجتمعةً صورةً عن دولة الهند وهى فى طور التحوّل والتغيّر. حيث تتمعّن صور ساتيان وبات فى حالة القلق التى كانت سائدةّ فى مرحلة ما بعد الاستعمار، وبحثها عن صورةٍ وطنيّةٍ لذاتها مُشكّلةٍ إلى حدٍّ كبيرٍ من مجموعةٍ جامدةٍ وصارمةٍ من الأفكار"التقليديّة"، بينما تظهر أعمال كنور وغيريسى إعادة الترتيب المستمرة للهويّات والعلامات الثقافيّة فى عالم ما بعد الحداثة والعالميّة.













مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة