سامح جويدة

فى لوم آلهة العجوة

الإثنين، 27 يناير 2014 06:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قديما كانوا يصنعون الآلهة من العجوة حتى يلتهموها بعد أن يعبدوها. ونحن برعنا فى صناعة الفرعون ليلقى نفس المصير المقدس، فلم نشكر فى حكم فرعون على مر التاريخ. فمازلنا نبحث عن أسطورة أشبه (بزيوس) إله اليونان لنتلو عليه مطالب البشر (طهر بيديك أصل الشر واغسل الكون منه وأمحه من القلوب. امسح بيديك على الأرض الجرداء لتتحول إلى أنهار وبحيرات ماء ووديان خضراء وامنح لكل منا رزقه ولتجعله وفيرا يفيض على نسله). قالوا هذا وأكثر حتى خرج عليهم الحكيم «ايسوب» قائلاً: (تساعد الآلهة من يساعد نفسه فقط). ولا أعرف هل حرقوه أم كرموه على تلك النصيحة؟. ولكنها الحقيقة المجردة التى عرفها الإنسان العاقل حتى وهو يعبد آلهة وهمية، وجاء الحق سبحانه وتعالى ليؤكد ذلك فى كتابه العزيز (إن اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ‏). فإذا كان جل جلاله يقول عن نفسه ذلك، فما حال البشر حتى لو محارب عظيم أو حكيم أو ولى من الصالحين. أقول هذا لأنى مدرك تماماً لطبيعتنا العاطفية التى تجعلنا نتخيل أن القائد أو الزعيم قادر على فعل المستحيل، وللأسف نحن نظلم أنفسنا ونظلمه بذلك. فنظل نمجد فيه ونقدسه وننفخ فى صفاته مقتنعين أنه وحده قادر على أن يعدل الحال ويطور الاقتصاد ويزيد الإنتاج ويحول الخيبة إلى أمجاد. بينما ننظر إلى أنفسنا بتواضع شديد ونشعر أن قدراتنا وإرادتنا أضعف من إحداث أى تغيير رغم أننا لو فكرنا قليلا لعرفنا أننا فقط القادرون على فعل ذلك. باختصار شديد يخرج من الجيش ألف قائد ولكن لا وجود لقائد بلا جيش. ونحن نحمل القائد ما لا طاقة لبشر به. فعلى مر الشهور الماضية وبعد أن خرجنا بصعوبة من حكم الإخوان وعلى الرغم من أننا نمر بظروف فى منتهى الخطورة على المستوى السياسى والاقتصادى إلا أن سلبية الشارع لم تتغير واللامبالاة والناس لم تتبدل والتناحة والفهلوة والفساد مازالت سمة سائدة فى العمل والتعامل والمعاملات. فلا قانون يشفع ولا أخلاق تنفع. ولا ينقطع الحوار بيننا عن ضياع الفضيلة والقيم والاحترام والشرف ونحن من سيئ لأسوأ لنظل نتساءل كيف ولماذا ومتى؟. فهل سينزل علينا التغيير كالسيل حينما يحكمنا من نريد. أم أننا كما قال الفيلسوف «راسل» (نختار فقط الرجل الذى ينال اللوم فى النهاية؟).








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مودى

تقريبا كدة ان هذا المقال لة تكملة لانة بلا مضمون وبلا هدف

***********************

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة