إذا كان الإسلام هو خاتم الديانات السماويَّة، فإنه من المنطقى والطبيعى أن يكونَ رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم مُرْسلًا إلى كل مَن كان فى عصره مرورًا بالتاريخ كله حتى قيام الساعة.
لقد خلق اللهُ تعالى الكون كله- وفى مقدمته الإنسان- على سُنَّة ثابتة وقانون مُطَّرِد ، وهو أن يكون مُتنوِّعًا ومتعددًا، سواءٌ من ناحية الكَمِّ بما فيه من مخلوقاتٍ لا يعلمها إلا الله سبحانه.
لابد أن يُدرِكَ كلُّ مثقفٍ، فضلًا عن المتخصص، الفارق الكبير بين العقليَّة التى تأخذ من كتبِ الفقه كلَّ شيءٍ من دون تمحيصٍ وتدقيقٍ فيما يصلح منه للتطبيق فى هذا العصر وما لا يصلح.
يحتاج كل إنسان فى حياته وشئونه أن يكون له ثوابت تضبط تفكيره وفكره ومنهجه فى العيش والتعامل مع غيره، وتعينه على أداء رسالته كإنسان له روح وعقل وقلب ونفس وجوارح.
إن المفاهيم هى المدخل الأول لتحديد العلوم أو المجالات المختلفة، سواء أكانت متعلقة بعلوم الشريعة أو العلوم الإنسانيَّة أو الاجتماعيَّة أو التطبيقية،
إن مشكلة الثنائيات في التفكير تنتج بمحض العقل وعلم المنطق أربعة احتمالات أو تطبيقات على وجه الحصر، ويتفاوت الناس، صوابا وخطأً أو استقامة وانحرافا، بحسب التعلق والأخذ بما يفيد منها.
تُعّدُّ القيم والأخلاق هى القاسم المشترك الأكبر بين بنى الإنسان بعد اشتراكهم فى الخصائص الخِلْقية البدنية والنفسية؛ بل أخذت تلك القيم من القوة والرسوخ ما جعلها محل اتفاق بين أصحاب العقول السليمة والفطرة السوية.
ذكرنا فى المقال السابق أن من أسس التفكير الدينى الصحيح الذى ينبغى الالتفات إليها والتوعية بها على سبيل التجديد والرجوع بالشىء إلى أصله –