ماريان جرجس تكتب: نتحاور فنختلف.. ولكن لا يفسد ذلك للوطن قضية

الخميس، 14 سبتمبر 2023 11:38 ص
ماريان جرجس تكتب: نتحاور فنختلف.. ولكن لا يفسد ذلك للوطن قضية ماريان جرجس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تُرى كم يستغرق من الوقت لبناء آلية حوار وطني تدوم لعقود عدة ؟  كم يستغرق الوقت لبناء بنية تحتية فكرية مؤلفة من الوعي والانتماء والاختلاف الناضج والنقد البنّاء ؟

 

بالطبع ؛ الكثير من الوقت ، فنضوج الوعي الوطني ليس بأمر يسير ، ولكن كان صوت السيد الرئيس عندما دعا إلي حوار وطني بمثابة البوق الأول لبداية جولة أولى  من جلسات الحوار الوطني والتي جاءت تلبية لرغبة داخلية وطنية ألا وهي بناء الوعي وتأسيس وترسيخ آلية حوار تبدأ ولا تنتهي ، وليس إبراء ذمة أمام أطراف غربية  واثبات مزيد من حرية الرأي ، على العكس فهذه الحصانة السياسية التي تصبغ الثوب المصري  قد تقلق الغرب لأنه يعد باستقلالية القرار المصري أكثر وأكثر.

 

ومازالت جلسات الحوار الوطني تناقش كثير من الملفات الهامة في أسبوعها السادس  التي تمس الشأن المصري مثل الاستثمار في الخصائص السكانية وقضية الانفجار السكاني ودمج الأحزاب ودمج الاقتصاد غير الرسمي .

 

وهي ملفات هامة في المحاور الثلاثة ؛ فالقضية السكانية هي قضية بقاء ،تمس الجميع وتمس الموارد المحلية ولابد أن تكون قضية كل مواطن أن يساعد الدولة على التوازن بين الموارد والمواطنين ، كذلك دمج الأحزاب والقضاء على التعددية السياسية الواهية واختزال التعددية في عدد أحزاب حقيقي بأجندات واضحة  وإيديولوجيات حقيقية ، أيضًا دمج الاقتصاد الغير رسمي ، والذي يحقق العدالة الاجتماعية الذي نادي بها المصريين في 2011 ، فلا يمكن أن يكون هناك عدالة اقتصادية أو مجتمعية وهناك كيانات اقتصادية تحقق أرباحًا خارج الهيكل الاقتصادي للدولة وتؤدى مالها وما عليها من ضرائب للدولة ، ولا يمكن أن تكون هناك منافذ بيع لمنتجات دول أخري تنافس المنتج المحلي وتجد طريقها للداخل دون رقابة اقتصادية وكأن دولة أخرى استأجرت قطعة أرض أو محل مجانًا داخل مصر لتكون منفذا لبيع منتجاتها .

 

تُقاس نجاح تجربة ما بالمخرجات ، ولكن أرى أن نجاح تجربة الحوار الوطني في جولته الأولى لابد أن تٌقاس بقدرته على تشكيل حالة صحية  تنٌقل من المتحاور وصانع القرار إلى المواطن وتُقاس بقدرته على النجاح في تشكيل آلية حوار وهيكل حواري  بمعايير معينة يلتجأ الأطراف المختلفة إليها في التحديات والأزمات على اختلاف أشكالها .

 

لم تشهد أوروبا تجارب حوار وطني كثيرة ولكن كانت ايرلندا نظمت حوارًا وطنيًا خاص بقضية المُناخ من قبل وزارة البيئة من قبل لذا أعتقد أن الأمم المتحدة لابد أن تعتمد الحوار الوطني كواحد من أهم الممارسات السياسية الديمقراطية  الدولية التي أقيمت في العقد الأخير واعتبارها تجربة ناجحة ومثال ناجح يحتذي حذوه الآخرين .

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة