مريان جرجس تكتب: قمة القاهرة للسلام.. الحق - العدل – السلام

الخميس، 26 أكتوبر 2023 10:51 م
مريان جرجس تكتب: قمة القاهرة للسلام.. الحق - العدل – السلام مريان جرجس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قضية كل العرب ، أقدم قضايا المنطقة ، صراع مزمن ، شهداء كًثر ، حُلم الدولة ، هكذا كانت القضية الفلسطينية على ممر العقود السابقة ، واختلف الرؤساء والأنظمة  وتغير الوطن العربي والشرق الأوسط وتعرض لموجات من الاضطراب الشديدة التي ربما في وقت من الأوقات طمست القضية الفلسطينية حتى أصبحت قضية مزمنة  دون حل ، وكان العالم الغربي دومًا يتعامل مع تلك القضية بتعاطف تارة وبشفقة تارة ، ولكن هذا ليس الذي تستحقه القضية الفلسطينية التي لابد أن تُحل قبل أن يكمل قرنًا على تلك القضية .
 
جاء التصعيد العسكري تلك ، من الجانب الإسرائيلي الذي انفطرت القلوب العربية لأجله ولكن ربما يخرج من بطن الألم أمل ! وهذا ما طرحته قمة القاهرة للسلام ، والتي حاولت أن تخلق حالة من التوافق الدولي حيال القضية بل وتغير نظرة وطريقة التعامل الدولي مع تلك القضية ، لا يقاس نجاح تلك القمة بالمخرجات والتي عادة ما تكون حبرًا على ورق بل تُقاس بصداها الدولي وفى وسائل الإعلام الغربي ،  يقاس بسرعة تنظيم تلك القمة وحضور غالبية الدول الكبرى لها من رؤساء وزعماء ووفود أجنبية وعربية .
 
وكعادة الرئيس في معرض كلمته يُعلن أمام الجميع المشهد بكل وضوح و يعبر عن الرفض المصري بحيث لا يكون هناك تصفية للقضية الفلسطينية وألا تكون تلك التصفية على حساب الدولة المصرية ، لأنها ستكون تصفية زائفة ، فأي حل سوى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 هو مجرد تهجير قسري ووأد فكرة المقاومة ويؤكد عن ضرورة السماح بوصول المساعدات لأهالينا في غزة.
ما يمّيز قمة القاهرة للسلام 2023 أنها لم تروج للقضية بمظلومية تستثير العاطفة الإنسانية تجاه القضية ، ولم تطلب تبرعات ولم تنادى بشعارات عصماء فحسب ، بل ما يميزها أنها قمة حقيقية  أشارات إلى الهدف الرئيسي لحل تلك القضية من جذورها وهو إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية ، والحق في إقامة دولة آمنة للشعب الفلسطيني وألا يكون من بين أبنائهم لاجئين  ،و فضح المخططات الآثمة لاستغلال سيناء ورفض ذلك قطعا، كضربة سياسية استباقية قبل أن يُطرح ذلك الحل مقابل وقف إطلاق النار ، وكأن القاهرة لا تريد تكرار سيناريو 2011  ، عندما انشغل الوطن العربي في اضطراباته السياسية ، بدأ الآثمون في طرح فكرة صفقة القرن وكان تفكيك الدولة المصرية هو الهدف لإقامة دولة بديلة لأشقائنا في فلسطين وسلب منهم أرضهم وسلب من مصر أرضنا ودولتنا بأكملها .
 
الحق أقول لكم أن قمة القاهرة للسلام كانت قمة ناجحة وقوية استطاعت أن تترك بصمة في وجدان كل الدول المشاركة طبيعة الحل الصحيح لتلك القضية في نقاط وجيزة ؛ إقامة دولة فلسطين ، السماح بدخول المساعدات الإنسانية ، لن تكون الأرض مقابل السلام ، وهذا الوعي الدولة الذي شكلته القمة  سيكون أساسًا للمفاوضات القادمة ووقف إطلاق النار والوصول إلى تهدئة سياسية وأمنية .
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة