د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: ابحث عن الماضي

الخميس، 26 أكتوبر 2023 02:06 م
د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: ابحث عن الماضي داليا مجدي عبد الغني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقولون إن أفضل طريق لحل مشاكل الحاضر والمستقبل نجدها في طيات الماضي، وهذه الكلمات صحيحة إلى حد بعيد، فالماضي لديه أجوبة كثيرة على العديد من الأسئلة، فالماضي مثل المكتبة الوثائقية حافل بكل ما يشتهيه العقل، ففيه زخم غير عادي من الأفكار والأحداث والمواقف والمعلومات، فمن خلاله نستطيع أن نبصر على الأحداث القادمة، فهو كالمادة الأرشيفية، فقديمًا كنا نرى الأحداث بعين مُبصرة، أما الآن فنرى بعين بصيرة، فكل شيء قد تغير، وأولها نظرتنا للأمور، تفسيرنا للأحداث، تحليلنا للمواقف، رؤيتنا للأفعال، وشكل تقبلنا لردود الأفعال.
 
والسبب الواضح والصريح في اعتمادنا على الماضي إما يرجع إلى الخبرة التي اكتسبناها من تجاربه، لذا علينا أن نعود إليه عندا تمر بنا محنة أو مشكلة، فمما لا شك فيه سنجد فيه جذور حل المشكلة.
حتى الأحداث المطروحة على الساحة السياسية، بالقطع إذا تبحرنا في الماضي، سيتكشف لنا أن التاريخ كثيرًا ما يُعيد نفسه، حتى لو تبدلت أو تغيرت الأحداث إلى حد ما في بعض التفاصيل، ولكنها في النهاية ستصب في خانة الفكرة الرئيسية التي يتحرك من خلالها الأشخاص، أو الدول، أو الكيانات.
 
فالماضي أحيانًا كثيرة ما يكون مرآة للحاضر والمستقبل، ولكن ما يختلف فيه هو نظرتنا للأمور، ومعالجتنا للأحداث، لأننا بالأمس كنا نُواجه الموقف للمرة الأولى، وبالقطع هذا الأمر كان بالغ الصعوبة، بسبب قلة الخبرة، وانعدام التجربة، أما الآن، فهناك قريحة لا بأس بها من المعلومات الحياتية ستعيننا على مواجهة المواقف الحالية.
 
فلا تنساق خلف مَنْ يُردد مقولة: "اطوي صفحة الماضي، وأغلق بابه إلى الأبد"، لأنك بالقطع ستحتاج إليه في يوم ما، أو بمعنى أدق ستحتاج إلى خبرته لكي يمنحك القوة التي ربما تفتقر إليها في بعض الأحيان.
 
فلا تستهين بالماضي، لأنه سلاح ذو حدين، إذا عشت معه وفي تفاصيله، ستتحول حياتك إلى جحيم مُؤكد، وإذا استخلصت منه الدروس المُستفادة، ستُغير حياتك تمامًا، لتُصبح أكثر إيجابية، أما إذا نحيته جانبًا، وطويت صفحته للأبد، فستتحول إلا إنسان عديم الخبرة والتجربة، كلما مر عليك موقف ستتعامل معه، وكأنه الحدث الأول في حياتك، وهذا السلوك لا يمت للمنطق والواقع بصلة.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة