يستعد الأمريكيون ليوم حاسم فى السباق التمهيدى لانتخابات الرئاسة الأمريكية، والذى يعرف باسم الثلاثاء الكبير، حيث يصوت الناخبون فى 15 ولاية ومنطقة لاختيار مرشحهم لخوض الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر المقبل.
وتوضح شبكة سى "إن إن" أن أهمية هذا اليوم تكمن فى العدد الكبير من الولايات التى يتم التصويت فيها فى يوم واحد. حيث يعقد السباق الجمهورى فى 15 ولاية، والديمقراطى فى 16 ولاية.
ويحسم الثلاثاء الكبير أصوات ثلث المندوبين الجمهوريين، الذين سيصوتون لاختيار مرشح الحزب فى المؤتمر العام المقرر فى الصيف، وهناك نسبة متقاربة من المندوبين الديمقراطيين أيضا يحسمها الثلاثاء الكبير.
وفاز الرئيس الديمقراطى جو بايدن فى كل السباقات التمهيدية التى أجريت حتى الآن، بينما خسر منافسه المتوقع الجمهورى دونالد ترامب سباقا واحدا فى واشنطن العاصمة، وفاز فى السباقات الأخرى.
أما عن الولايات المشاركة فى سباقات الثلاثاء، فهى جمهورية وديمقراطية، فى الشمال والشرق والجنوب والغرب. وهذه الولايات هى ألاباما وألاسكا وأركنساس وكاليفورنيا وكولورادو وماين وماسوشستس ومينسوتا وكارولينا الشمالية وأوكلاهوما وتينسى وتكساس ويوتاه وفيرمونت وفرجينيا.
كما يمثل الثلاثاء 5 مارس أيضا نهاية عملية التفضيل الرئاسى بالبريد فى أيوا، بالنسبة للديمقراطيين، وانعقاد التجمع الديمقراطى فى منطقة سامو الأمريكية.
كيف كان أداء ترامب وبايدن فى سباقات الثلاثاء الكبير من قبل؟
بالنسبة لترامب، كان الثلاثاء الكبير فى 2016 اللحظة التى هيمن فيها على السباق الجمهورى. فقد فاز ترامب فى 7 من 11 سباق فى ذلك اليوم، وإن كان قد خسر الجائرة الكبرى فى تكساس. وكان لا يزال هناك سباقا على المندوبين فى 2016، عكس ما هو الحال هذا العام حيث فاز ترامب فى أغلبية سباقات ما قبل الثلاثاء الكبير.
وفى عام 2020 فاز بايدن بـ 10 من 14 من سباقات الثلاثاء الكبير. ولم يواجه الرئيس أى منافسة حقيقية هذا العام ومن المتوقع، مثلما هو الحال بالنسبة للرئيس شاغل المنصب، أن يفوز بكل سباقات الثلاثاء الكبير.
ولن تحسم نتائج السباقات إلا فى وقت لاحق فى شهر مارس. وسيحتاج ترامب للفوز بأصوات 1215 من إجمالى 2429 مندوب، بينما يحتاج بايدن لأصوات 1968 من إجمالى 3934 مندوبا.
وبغض النظر عن النتائج، فإن السباقات التمهيدية مستمرة حتى يونيو المقبل. ويعقد المؤتمر العام للحزب الجمهورى فى يوليو، ومؤتمر الحزب الديمقراطى فى أغسطس.
وتوقعت صحيفة واشنطن بوست أن يهيمن ترامب على سباقات الثلاثاء الكبير، ورأت الصحيفة أن نتائج تلك الانتخابات تختبر مدى السرعة التى يحتشد بها الجمهوريون خلف الرئيس السابق.
وحقق ترامب انتصارات حاسمة فى كل السباقات التمهيدية حتى الآن، ماعدا واشنطن العاصمة التى فازت فيها منافسته نيكى هيلي، ومن المتوقع أن يكتسح الثلاثاء الكبير، فى لحظة لها أهمية خاصة عادة فى التقويم الانتخابى التمهيدى، والذى جردته من تشويقه المعتاد هيمنة ترامب عليه.
لكن على الرغم من وضع ترامب المهيمن فى السباق، فإن نسبة كبيرة وإن كانت خاسرة من الناخبين اختاروا التصويت لمرشح آخر فى سباقات عديدة، بما يسلط الضوء على تحفظات بعض الناخبين والتحديات القادمة المحتملة فى الانتخابات العامة. وقد أشارت هيلى، آخر المنافسين المتبقين أمام ترامب، إلا هذا الاتجاه عندما دافعت عن مواصلة حملتها رغم خسارتها.
ويبدو أن إعادة السباق بين ترامب وبايدن قادمة بشكل كبير، وأعرب الخبراء والمراقبون عن آراء متباينة بشأن ما تنذر به "الهوامش" فى السباقات الجمهورية بالنسبة لترامب فى نوفمبر. فالرئس الحالى وحلفاؤه يكثفون انتقاداتهم لترامب باعتباره تهديدا للديمقراطية وحقوق الإجهاض والحريات الأخرىن، فى حين أن دونالد هاجم بايدن فى الهجرة والاقتصاد. كما أنه من المتوقع أن تؤثر الاتهامات الجنائية الـ91 التى يواجهها ترامب والتى يستخدمها لحشد الدعم فى السباق التمهيدى، على حملة انتخابات الرئاسة.
ويقول مستشارون لترامب أن فريق الرئيس السابق يتوقع حسم الترشح بحلول 19 مارس. وقد تعهد نيكى هيلى بالبقاء فى السباق حتى الثلاثاء، مما يمهد لاحتمال خروجها سريعا.