كشف الدكتور ابراهيم نجم ، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء بالعالم ، عن موعد وعنوان المؤتمر القادم للأمانة السنوى، حيث سيقام الفترة من 16 - 18 أكتوبر المقبل، تحت عنوان "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة"، موضحا ان رسالة المؤتمر ستكون إبراز دور الفتوى والمؤسسات الإفتائية في مواجهة التحديات الكبيرة التى تواجهها البشرية فى الألفية الثالثة.
وأضاف فى تصريحات لليوم السابع أن أهداف المؤتمر تكمن فى إبراز دور الفتوى في القضايا الإنسانية المحورية، و تحديد أخطر التحديات التي تواجهها البشرية في الألفية الثالثة، ودعم التوجهات العالمية لمواجهة التحديات الصحية والاقتصادية وغيرها، والتأكيد على ضرورة التمسك بالقيم والأخلاق الحميدة، ومواجهة السيولة الأخلاقية والفكرية، ومحاولات طمس الفطرة السليمة التي خلق الله الناس عليها.
وأوضح أن من أهداف المؤتمر التأكيد على دور الدين فى حياة الأفراد والمجتمعات، والتحذير من الانسياق نحو المادية وحدها، دون اعتبار للدين والقيم الإنسانية، الحث على مواكبة التقدم التكنولوجي والإفادة من معطياته بما يخدم البشرية ويحقق تطلعاتها، تحديد الضوابط اللازمة للتقدم التكنولوجي بما يكفل الحفاظ على الإنسان والبيئة والكون،و تطوير الأداء الإفتائي من خلال أدوات الفضاء الإلكترونى، ومواجهة سلبيات الفضاء الإلكتروني،و الخروج بمبادرات إفتائية لمواجهة تحديات الألفية الثالثة.
وأشار إلى أن شعار المؤتمر سيكون "نحو فتوى مواجِهةٍ للتحديات ومواكِبةٍ للمستجدات"، كون الإفتاء أحد أهم أدوات الخطاب الدينى الذى يرتبط بالواقع المعاش، ينطلق منه، ويعكس اهتماماته ومشكلاته وتحدياته، ويؤثر فيه بما يقدمه من حُكم الله تعالى كما ينقله المفتي بحسب اجتهاده وما لديه من معطيات وبحسب اختلاف جهات الفتوى الأربع: الزمان والمكان والأحوال والأشخاص.
وتابع : التحديات تكاد تكون من لوازم الحياة؛ فإن الله سبحانه لم يجعل الدنيا دار نعيم ومستقر، إنما جعلها دار عمل، وابتلى عباده بالخير والشر، كما قال سبحانه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ [سورة البلد: 4]، وقال تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [سورة الأنبياء: 35].، ولذلك فإن مواجهة التحديات ومجابهة الصعاب مما لا ينفك عنه الإنسان، وبقدر ما تكون مواجهته لتلك التحديات وتغلُّبه عليها بقدر ما يشتد ويقوى، وتتعدد خبراته وتتنوع مهاراته.
وأضاف منذ دخلت البشرية فى الألفية الثالثة وهي تواجه تحديات خطيرة، ربما لم تواجه مثلها من قبل، ولعل أهمها: التحديات البيئية المتعلقة بالتغير المناخي الناتج عن الممارسات السلبية المتعلقة باستهلاك الطاقة، والتخلص من النفايات الخطرة، والتعدي على الرقعة الزراعية، وتلويث الهواء والتربة ومياه الأنهار والبحار والمحيطات، والتعدي على المحميات الطبيعية، وعلى الكائنات المهددة بالانقراض، واستعمال موادٍّ ضارَّةٍ بالبيئة. وكل هذا يمثل تحديًا كبيرًا يحتاج إلى تضافر الجهود في سبيل مواجهته.
