مارك روتى يدخل خط السباق على منصب الأمين العام لحلف الناتو.. رئيس حكومة هولندا يتمنى المنصب فى لقاء إذاعى ويصقل أوراق اعتماده بالتعاون مع إدارة بايدن.. وعلاقته المستقرة بترامب تدعم موقفه

الخميس، 02 نوفمبر 2023 07:00 ص
مارك روتى يدخل خط السباق على منصب الأمين العام لحلف الناتو.. رئيس حكومة هولندا يتمنى المنصب فى لقاء إذاعى ويصقل أوراق اعتماده بالتعاون مع إدارة بايدن.. وعلاقته المستقرة بترامب تدعم موقفه مارك روته
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع اقتراب اختيار من يحل محل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي"الناتو" ينس ستولتنبرج، والذى من المقرر أن تنتهى فترة ولايته أكتوبر 2024، بعد 10 سنوات كاملة تربع فيها على عرش التحالف، معلنًا الاكتفاء من المنصب ورغبته في العودة إلى بلده النرويج حيث كان رئيسًا للوزراء، صعد نجم رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، بعد أن أبدى اهتمامًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن سيتعين عليه التغلب على سجل بلاده غير المستقر في الإنفاق الدفاعي بالإضافة إلى جنسه ليتمكن من الحصول على المنصب.
 
وما بين صعود لمرشحين ثم سقوطهم تدور الأضواء حول المرشح للحلف الأقوى في أوروبا، والذى يضم 31 دولة بعد الانضمام الأخير لفنلندا، حيث لا يوجد إجراء رسمي لتعيين الأمين العام لحلف الناتو، ويجب على الدول الأعضاء عقد مباحثات بشأن المرشحين المحتملين، حتى يتوصلوا إلى إجماع.
 
وفى نفس الوقت التزمت الحكومات حتى الآن الصمت رسميًا بشأن ترشيح روتي، لكن ثلاثة مسؤولين أوروبيين قالوا لصحيفة بولتيكو، إنه من المتوقع أن يحظى بدعم واسع النطاق، وتوقع أحدهم أنه سيحظى بدعم دول الجناح الشرقي، التي سيكون القضية الأهم بالنسبة لها هي موقف المرشح من روسيا وأوكرانيا.
 
وقال المدير التنفيذي لمكتب برلين للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بن شرير، إن روته يتمتع  بميزة كونه سياسيًا يتمتع بخبرة كبيرة من بلد كان تقليديًا بمثابة حزام نقل بين وجهات النظر الأنجلوسكسونية ووجهات النظر الأوروبية القارية، ويمكن أن تنظر إليه الدول الأعضاء الأكبر في حلف شمال الأطلسي (الناتو) على أنه حل وسط جيد.
 
ووفقًا لبولتيكو، فإن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، منصب يعتمد على صفقات خلف الكواليس للحصول على دعم جماعي من جميع الأعضاء البالغ عددهم 31 عضوًا، بالإضافة إلى الحصول على موافقة من الولايات المتحدة، العضو الأكثر أهمية في الحلف.  
 
وبصرف النظر عن وجود سجل سياسي طويل في توجيه الناتو خلال حرب روسيا المستمرة ضد أوكرانيا، هناك اعتبار مهم آخر وهو خبرة روتي في التعامل مع دونالد ترامب، في حالة عودة الرئيس السابق في الانتخابات الأمريكية العام المقبل.
 
ويشاع منذ فترة طويلة أن روته، وهو هولندي يبلغ من العمر 56 عامًا يدير خامس أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي منذ 13 عامًا، مهتم بالانتقال إلى حلف شمال الأطلسي نظرًا لأن حياته المهنية في السياسة الوطنية ستنتهي بعد الانتخابات العامة في البلاد في 22 نوفمبر، و تحدث  في مقابلة إذاعية الأحد الماضى، عن طموحه  في منصب الأمين العام، قائلًا:"سيكون مثيرا للاهتمام لأنه سيوفر الفرصة للمساهمة لبضع سنوات على الساحة الدولية في فترة من الزمن، بتغييرات عالمية دراماتيكية."
 
وأعقب ذلك مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأشاد روتي بوضع هولندا كأول دولة من خارج مجموعة السبع تتفاوض بشأن الالتزامات الأمنية الثنائية مع كييف وهي خطوة تم الاتفاق عليها خلال قمة قادة الناتو في يوليو، وقد وضعت حكومته نفسها بعناية باعتبارها واحدة من شركاء أوكرانيا الأكثر جدارة بالثقة.
 
وعندما بدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لأول مرة فاترة بشأن تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة الطائرات المقاتلة من طراز F-16، أخذت هولندا زمام المبادرة في يوليو - إلى جانب الدنمارك - في إنشاء مركز تدريب في رومانيا واحتمال نقل الطائرات المتطورة إلى كييف،  واستغرق الأمر من الولايات المتحدة حتى أكتوبر  للموافقة أخيرا على المشاركة في قيادة المبادرة.
 
 كما صقل رئيس الوزراء الهولندي أوراق اعتماده عبر الأطلسي من خلال التعاون مع إدارة بايدن في فرض ما يعتبر فعليًا حظر تصدير ضد الصين على معدات صنع أشباه الموصلات المتقدمة - على الرغم من أن القرار تحايل على المسار  الأبطأ لصنع السياسات في الاتحاد الأوروبي .
 
ومع ذلك، فإن المهمة الأكثر أهمية لخليفة ستولتنبرج ستكون إدارة رئاسة أخرى لترامب،  خلال فترة ولاية ترامب الأولى، حيث كانت العلاقات بين الولايات المتحدة وهولندا مستقرة نسبيا، حتى أن روتي انتقد "النخب التي تحتسي النبيذ الأبيض" في بلاده لانتقادها ترامب وهجماته على المنظمات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
 
 وتمثل العقبة الأقل قابلية للتغلب عليها بالنسبة لروتي هي جنسه، فمنذ إنشاء الناتو عام 1949، كان حلف شمال الأطلسي يديره دائما رجل، وسيكون روتي، إذا حصل على الوظيفة، رابع هولندي يتولى هذا المنصب، متفوقا على جميع الجنسيات الأخرى، لكن هناك دعم السياسي لأن  تذهب هذه الوظيفة إلى امرأة أوروبية  إلا أن المرشحات الأخريات يواجهن  رياحًا معاكسة حتى الان.
 
 وعلى صعيد آخر، تتأرجح المنافسه  بين  رئيس وزراء إستونيا كاجا كالاس أحد الأصوات الرائدة في العالم الداعمة لأوكرانيا، لكن البعض في أوروبا الغربية والولايات المتحدة يعتقدون أن رئيس دول البلطيق لحلف شمال الأطلسي سيكون استفزازيًا للغاية بالنسبة لموسكو.
 
وهناك شائعات أخرى تقول إن رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن هي مرشحة أخرى، على الرغم من أن بعض دول الناتو تخشى تعيين أمين عام ثالث لدول الشمال على التوالي بعد ستولتنبرغ وزميله الدنماركي أندرس فوج راسموسن.
 
ومن ناحية أخرى، أوضحت فرنسا أن الزعيم القادم يجب أن يكون من الاتحاد الأوروبي، واستخدمت حق النقض ضد شخصيات ذات ثقل مثل نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند، وهي من أصل أوكراني، وكذلك وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس .
 
فيما  لا تزال رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من بين المرشحين المحتملين، على الرغم من أنها تسعى حاليًا للحصول على فترة ولاية أخرى في أعلى منصب في الاتحاد الأوروبي.
 
كل هذه الاعتبارات، في الوقت الحالي، تترك روته في وضع مريح في السباق - على الرغم من استمرار المخاوف الصامتة.
 
 
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة