سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 أكتوبر 1973.. اجتماع سرى بقيادة جولدا مائير يناقش ضرب دمشق لإخراج سوريا من الحرب والانفراد بمصر.. والمشاركون يحددون الأهداف داخل وخارج المدينة

الإثنين، 09 أكتوبر 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 أكتوبر 1973.. اجتماع سرى بقيادة جولدا مائير يناقش ضرب دمشق لإخراج سوريا من الحرب والانفراد بمصر.. والمشاركون يحددون الأهداف داخل وخارج المدينة جولدا مائير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاهد الحاضرون خرائط للعاصمة السورية دمشق، كان اللواء إلياهو زعيرا، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، يشرح عليها الأهداف التى يمكن أن تضربها إسرائيل فى دمشق، وكان الحاضرون فى جلسة المشاورات بمكتب رئيسة وزراء إسرائيل، جولدا مائير، يناقشون بحماس لافت فى الساعة السابعة صباح 9 أكتوبر، مثل هذا اليوم 1973، العوامل المطروحة أمامهم لوقف التفوق المصرى السورى فى الحرب، التى بدأت يوم 6 أكتوبر 1973، حسبما يكشف محضر الاجتماع المنشور فى كتاب «انتصار أكتوبر فى الوثائق الإسرائيلية.. وثائق القيادة السياسية»، إشراف ومراجعة ودراسة الدكتور إبراهيم البحراوى.
 
ضم الاجتماع جولدا مائير وعددا من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين أبرزهم، يجال آلون نائب رئيس الوزراء، والوزير يسرائيل جاليلى، ووزير الدفاع موشى ديان، ورئيس الأركان الفريق دافيد إليعازار، ورئيس المخابرات العسكرية اللواء إلياهو زعيرا، وطبقا لمحضر الاجتماع، كانت الفكرة الرئيسية المطروحة هى «بذل أقصى جهد لإخراج سوريا من الحرب».
 
طرح «ديان» الفكرة بعد تأكيده صعوبة وضع القوات الإسرائيلية على الجبهة المصرية، وقال نصا: «ليست لدينا فرصة جيدة للعبور، ومن الأفضل فى الفترة المقبلة - ليس فقط ألا نعبر - بل أيضا ألا نقترب لنطيح بالمصريين، سوف تزهق الأرواح، ولن نغير من الأمر شيئا، كل النقاط الحصينة واقعة تحت الحصار، لم يتبق حصن واحد غير محاصر باستثناء حصن بودابست، ليس فقط أنهم لا يستطيعون الصمود، بل إن الدبابات لا يمكنها الوصول إلى النقاط الحصينة، سيفقدون قتلى ودبابات أكثر من الأفراد داخل النقاط الحصينة، وعلينا أن نبذل أقصى جهد لإخراج سوريا من الحرب، وما أقترحه وأريد الموافقة عليه هو القيام بعمليات قصف داخل دمشق».
 
بدأ النقاش حول اقتراح «ديان» بسؤال «مائير» حول ما إذا كان يقصد بأن يكون الضرب داخل دمشق، فرد «ديان»: «داخل المدينة وفى المنطقة المحيطة، لكسر السوريين. إنهم يطلقون علينا صواريخ فروج منذ يومين، لا بد من التخلص من هذا الوضع الذى نواجهه»، وعلق اليعازر رئيس الأركان: بالنسبة إلى القناة، وضعنا صعب، من الممكن أن يصبح وضعنا أفضل فى حالة واحدة فقط وهى أن يصبح وضع السوريين أصعب، لكن وضع السوريين أفضل، فلديهم احتياطيات، ونحن لم نوصلهم إلى درجة الانهيار المسبق، لكن من الممكن أن تنكسر سوريا قبل المصريين، ضرب دمشق أمر حيوى من أجل كسر سوريا، أنا أسعى لإحراز تقدم جذرى، واختراق بأقصى درجات التحول، والتحول يحقق بممارسة الضغوط، سواء كان ذلك بالهجوم على مقر قيادة أم قصر رئاسة أم الأسد «الرئيس السورى حافظ الأسد».
 
انضم للنقاش اللواء إيلى زعيرا، رئيس المخابرات العسكرية، وعرض خرائط دمشق قائلا: «فيما يخص دمشق، فإن الأهداف تنقسم إلى المجموعات التالية: مقر القيادة العامة للأركان، ووزارة الدفاع، وقيادة سلاح الطيران، ذلك فى وسط المدينة، ويمثل عصب السلطة، والمنطقة قليلة الكثافة، من حيث المنازل، لكنها داخل المدينة، والمركز التجارى بعيد، فهو يقع بضواحى المدينة».
 
تسألت «مائير»: «ما الأهداف المهمة خارج المدينة؟ يجيب إيلى زعيرا: جبل قاسيون خارج المدينة، بالإضافة إلى المركز العسكرى، وهناك أهداف مهمة أخرى تعد خارج المدينة وهى محطة كهرباء دمشق، وخندق سلاح الطيران، ومحطة الطاقة الكهربائية لمدينة حمص، ومعامل التكرير، وجميع تلك الأهداف ستكون مؤثرة، لكن ذلك لن يكون مؤثرا جدا مثل منطقة وسط دمشق التى ستكون أكثر تأثيرا، ويمتلك سلاح الجو القدرة على مهاجمة هذا الهدف أو ذاك».
 
تعلق «مائير»: «وددت لو كان البدء بأهداف أخرى»، فيرد «ديان»: «تلك فقط مسألة إعلام»، يتدخل يجال آلون: «موشى، صحيح أننا لو بدأنا بمقر الهيئة العامة للأركان، فإن ذلك سيكون مفاجئا أكثر مما لو بدأنا بموقع آخر، نحن مضطرون إلى أن نستهل الأهداف العسكرية بالهيئة العامة للأركان»، يعلق «زعيرا»: «حسين معترض، فهذا ما سيؤثر فيه، أما استهداف معامل التكرير فلن تؤثر فيه»، ولا يوضح محضر الاجتماع ولا الكتاب من هو «حسين» الذى يعطى «زعيرا» أهمية لاعتراضه.
 
يقترح اللواء أهارون ياريف: «إذا قررنا مهاجمة وزارة الدفاع فى دمشق، وليس مقر قيادة سلاح الطيران، فهذا أمر جيد»، فيعلق «آلون»: «يا للأسف، يا للأسف»، وتقول «مائير»: «إذا أقدمنا على ذلك الموقع، إذن فمن الأفضل أيضا استهداف مقر الهيئة العامة للأركان، فنحن فى نظر العالم مجرمون فى جميع الأحوال».
 
يناقش الاجتماع قضايا أخرى، منها ما أطلقته «مائير» من اقتراح وصفته بالجنونى بسفرها بشكل سرى ومعها رجل عسكرى مناسب إلى واشنطن لمدة 24 ساعة للقاء الرئيس الأمريكى نيكسون لإطلاعه على خطورة الأوضاع قائلة: «ليعلم ما فعله الروس، لقد أعطوهم أكثر مما عندنا، لم يعد عندنا شىء.. إن حياة الناس صارت مهددة بسبب الأسلحة السوفيتية، هذا الاقتراح الجنونى استحلفكم بالله أن يظل سرا بيننا».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة