جمال عبد الناصر

كان ياما كان.. السينما خلود الزمان

الأحد، 29 يناير 2023 12:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل قصص ألف ليلة وليلة كانت دائمًا تبدأ بجملة كان يا مكان في سالف العصر والزمان، وكانت تلك القصص التي يمتزج فيها الواقع بالخيال تؤرخ لأماكن وتوثق لأشخاص، وكنا جميعًا نتخيل ونتصور ونرسم في خيالنا الأماكن بمجرد قراءة القصص، فقد خلدت هذه القصص أماكن كثيرة، ثم جاءت السينما لتحول الخيال لواقع وتوثق وتؤرشف وتخلد الأماكن والأزمان، ويصبح هذا أحد أهم أدوارها.

اختيار شعار الدورة الـ 12 وهو " السينما خلود الزمان" اختيار عبقري ومعبر جدًا عن فلسفة ودور السينما، والسينما الأفريقية بالتحديد تحتاج للكثير من التوثيق والخلود الزماني والمكاني، وأنا شخصيًا كل دور عندما أشاهد أفلامًا من دول قارتنا الأفريقية الأم، أعيش مع أزمنة مختلفة وأماكن متعددة.

لديّ قصتان من أهم القصص التي لها علاقة بشعار المهرجان هذا العام، القصة الأولي تخص ثورة 1919، كلنا شاهد فيلم "بين القصرين"، أحد أجزاء الثلاثية والذي عُرض عام 1964 وقام ببطولته يحيي شاهين وآمال زايد ومها صبري، من الأفلام القليلة والمهمة التي استعرضت ثورة 1919 وأحداثها والأجواء التي عاشت فيها المحروسة أثناء اندلاع هذه الثورة الشعبية.

سجل هذا الفيلم وأرخ لهذه المرحلة الفاصلة من تاريخ مصر ونقل المظاهرات الحاشدة واتحاد القساوسة والشيوخ وتبادل الخطب بين الكنائس والمساجد، وبين أحداثه برزت صيحات الطلاب المنادين بالاستقلال، ووحشية الاستعمار وجنوده الذين صبوا غضبهم في المصريين السلميين عبر أسلحتهم التي أطلقت نيران الغدر على وطنيتهم المتأججة، وبالطبع كان للمخرج حسن الإمام دور مهم في خروج هذا الفيلم بهذه الصورة الواقعية، فقد جسد الثورة وكان حريصًا حتى على أدق التفاصيل لكى تبدو أحداثها وشخصياتها كما كانت في هذه المرحلة الزمنية، فكان دقيقًا في اختيار الملابس وشكل "المجاميع" التي شاركت في المظاهرات المناهضة للاستعمار وبدت المشاهد وكأنما الواقع كما ذُكر في كتب التاريخ، وأصبحت مشاهد هذا الفيلم الهام مصدرًا وثائقيًا للإشارة إلى ثورة 1919 وأحداثها.

القصة الأخرى بطلها الفنان الراحل نور الشريف الذي قال أثناء تكريمه في مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما: "أي شريط سينمائي هو "أثر"، ويجب أن نتعامل معه كآثار القدماء المصريين" .. صدق حقًا الراحل نور الشريف فعندما نشاهد أي فيلم من أفلام الأبيض والأسود تري الأماكن التي تغيرت ملامحها وتري العصر بأكمله، وتتعرف علي طريقة اللغة وسرعتها وشكل الأزياء، وكل تفاصيل الزمان والمكان.

فحقًا السينما خلود الزمان










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة