سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 أغسطس 1970.. هيكل فى مؤتمر صحفى بوصفه وزيرا للإرشاد القومى: «قدمت ياسر عرفات لجمال عبدالناصر.. وهذه أسباب قبولنا مبادرة روجرز»

الجمعة، 12 أغسطس 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 أغسطس 1970.. هيكل فى مؤتمر صحفى بوصفه وزيرا للإرشاد القومى: «قدمت ياسر عرفات لجمال عبدالناصر.. وهذه أسباب قبولنا مبادرة روجرز» روجرز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 بعد أربعة أيام من بدء سريان وقف إطلاق النار على الجبهة المصرية مع إسرائيل، تنفيذا لمبادرة «روجرز»، عقد الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل مؤتمرا صحفيا، يوم 12 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1970، وذلك باعتباره وزيرا للإرشاد القومى «الإعلام»، ووفقا لتغطية الأهرام للمؤتمر فى عددها 13 أغسطس 1970، فإن الغرض من المؤتمر كان الإعلان عن الترتيبات الجديدة، التى أعدتها الوزارة لتسهيل مهمة المراسلين الأجانب فى القاهرة، ثم ألح المراسلون على «هيكل» أن يجيب على بعض أسئلتهم، وحضر المؤتمر نحو 50 مراسلا من جنسيات مختلفة.
 
كان «هيكل» وزيرا بقرار من جمال عبدالناصر منذ 25 إبريل 1970 إلى جانب رئاسته لتحرير الأهرام، وتقدم باستقالته إلى الرئيس السادات يوم 3 أكتوبر 1970، واكتسب المؤتمر الصحفى الذى عقده يوم 12 أغسطس 1970 أهميته، لأنه جاء فى توقيت بالغ الحساسية، على أثر قبول مصر مبادرة وزير الخارجية الأمريكية، وليام روجرز، بينما رفضتها أطراف عربية أخرى، فى مقدمتها العراق والجزائر ومنظمة التحرير الفلسطينية.
 
كان موقف منظمة التحرير الفلسطينية هو المجال الأكثر فى أسئلة المراسلين لهيكل، وفى إجابته، كشف العديد من الأسرار حول حديث البعض عن فشل المباحثات، التى جرت فى القاهرة بين مسؤولين من مصر ووفود المنظمة.. قال: «أنا ذلك المسؤول المصرى، الذى كان يتحدث مع ممثلى اللجنة المركزية للفدائيين الفلسطينيين. إننى مازلت أحاول التمسك بشخصيتى الصحفية ولا أريد أن أفقدها، وتعرفون أننى قابلت هؤلاء كصديق فى حقيقة الأمر، وفى الواقع أنه لم يطلب منى رسميا أن أجرى محادثات معهم بصفتى وزيرا للإرشاد القومى، وكنت طوال الوقت الماضى حلقة الاتصال بين منظمة فتح والحكومة المصرية».
يضيف: «أنا منذ ثلاث سنوات ذلك الشخص الذى قدم ياسر عرفات للرئيس جمال عبدالناصر، وظللت فترة من الوقت بمثابة حلقة الاتصال بين الحكومة المصرية ومنظمة فتح، ولما حدث سوء تفاهم بيننا وبينهم، كان من الطبيعى أن أقابلهم، وقابلتهم بصفتى رئيسا لتحرير الأهرام، وجرت المحادثات فى جو بعيد عن الرسميات وفى مكتبى فى الأهرام».
 
يذكر هيكل، أنه قال للفلسطينيين: إن مشروع روجرز لا يعد مشروعا للسلام، ولا يؤدى إلى توقيع معاهدة للسلام بيننا وبين إسرائيل، مثلما يقول البعض.. يؤكد: «قلت لهم أنتم تعرفون أن فى مشروع روجرز شيئين فقط ولا ثالث لهما، أولهما هو وقف إطلاق النار لمدة 90 يوما، وهذا يعنى أنه فى فترة وقف إطلاق النار سوف يتاح ليارنج «مبعوث الأمم المتحدة» أن يعيد إحياء مهمته، ويعود إلى ما كان يفعله قبل أن يتخلى عنها أو قبل أن يوقف جهوده لتنفيذ قرار مجلس الأمن بتاريخ 22 نوفمبر 1967 أو توضع تفاصيله موضع التنفيذ، وهما وحدهما الشيئان الوحيدان اللذان تضمنهما مشروع روجرز وليس شيئا غيرهما».
 
يضيف هيكل: «كنا باستمرار نؤيد قرار مجلس الأمن، وقبلناه وكنا نرى طوال هذا الوقت أنه يمكنه أن يؤدى إلى حل لأزمة الشرق الأوسط، إذا ما طبق بجميع بنوده، ومن ثم فإذا ما أتيحت لنا فرصة وجاءت فيها الحكومة الأمريكية، التى تجاهلت لمدة طويلة وجود ذلك القرار الصادر من مجلس الأمن تجاهلا تاما، إذا ما جاءت وقالت إنها مستعدة لأن تقدم تأييدها لمحاولة أخرى يقوم بها دكتور يارنج، لتنفيذ ذلك القرار، فإننى لا أرى سببا يدعونا إلى الرفض».
 
يرى هيكل، وحسبما قال للفلسطينيين: إن هناك ثلاثة عوامل عامة دعت الحكومة الأمريكية إلى تقديم تلك المبادرة، أولها، أن الإسرائيليين ظلوا على الدوام تحت تأثير فكرة إجبار المصريين بعدة وسائل على الركوع، وحاولوا هذا بعد الحرب ولم ينجحوا، وحاولوه بشن الغارات وبعمليات الهليكوبتر على نجع حمادى، وعلى ساحل البحر الأحمر، ثم جربوا تكتيكا جديدا وهو الغارات فى العمق، والحق أن كل هذه المجهودات لم تزعزع يقين الشعب المصرى أو يقين الحكومة المصرية فى إيمانها بالصمود والمقاومة، والعامل الثانى هو عملية إعادة بناء الجيش المصرى، التى أعطت ثمارها، والجيش المصرى الذى يواجهه الإسرائيليون الآن ليس هو على اليقين، ومن نواحى عديدة الجيش المصرى الذى واجهوه فى عام 1967، أما العامل الثالث الذى لعب دورا مهما للغاية، فهو زيادة العون السوفيتى، الذى استدعى انتباه الحكومة الأمريكية لأول مرة إلى أن هذا الصراع ليس مجرد صراع محلى يمكن تنحيته جانبا.. يؤكد: «نحن نعتقد أن قبولنا لمبادرة روجرز لا تشكل أى عنصر جديد على المقاومة الفلسطينية، فهم لهم الحق فى أن يستمروا أو يفعلوا كل ما يريدون أن يفعلوه».
 
وفى إجابته على سؤال، حول إصرار جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل على المفاوضات المباشرة، قال: «هم لا يستطيعون أن يفرضوا إرادتهم علينا، وليس فى وسعهم هذا، ومن ثم فإنه بوسع جولدا مائير أن تجلس منتظرة إلى الأبد».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة