كامل الخلعى.. كيف تحول أكبر موسيقار إلى ماسح أحذية؟.. الحلو لما تبهدله الأيام

السبت، 11 يونيو 2022 10:00 م
كامل الخلعى.. كيف تحول أكبر موسيقار إلى ماسح أحذية؟.. الحلو لما تبهدله الأيام
كتبت زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاش كثير من نجوم الفن وأساطيره حياة صعبة تحملوا فيها الكثير من أجل الفن، حتى وصلوا إلى مكانة عالية وشهرة فائقة، وبعد أن سطع نجمهم وكانوا من أهم كبار ورواد الفنون ونالوا من الشهرة والمجد ما جعل أسمائهم وفنونهم تمتد إلى أجيال لم تعاصرهم، عانوا من نهايات مأساوية تبدل فيها حالهم وفقدوا صحتهم وأموالهم.
 
وربما سمع الكثيرون اسم كامل الخلعى أحد رواد الموسيقى فى بدايات القرن العشرين، حيث ولد محمد كامل الخلعي في عام 1881 بمدينة كوم الشقافة بمحافظة الإسكندرية، وقضى بالإسكندرية سنوات صباه الأولى، إلى أن انتقل مع والده إلى القاهرة وعمل في كتابة اليفط بشارع محمد علي، وهناك تعامل مع أعلام الموسيقى البارزين في تلك الفترة، ما دفعه إلى تعلم العزف على الآلات الموسيقية، وتطورت موهبته ودرس الموسيقى والتلحين عن كبار الموسيقيين وقتها وسافر للشام وبغداد واستانبول وتونس، ودرس الموشحات الأندلسية، وذاع صيته فى مصر والعالم العربى.
 
تعاون كامل الخلعي مع الشيخ سلامة حجازي، وانضم إلى أول فرقة للمسرح الغنائي، ووضع الكثير من الألحان للمسرحيات، وتتلمذ على يديه العديد من كبار الملحنين ومنهم محمد القصبجي، كما كان أديبًا ينظم الشعر، ويكتب المقالات في الأدب والموسيقى، وألف العديد من الكتب المهمة في الموسيقي، ومنها ثلاثة كتب من أعظم الكتب التي ظهرت في مصر في علم الموسيقى أوائل القرن العشرين وهي: "نيل الأماني في ضروب الأغاني"، و"الأغاني العصرية"، و"كتاب الموسيقى الشرقي".
 
ولحن الخلعي ما يزيد عن الأربعمائة من الموشحات والروايات التاريخية، والأوبريتات، كما لحن لأكبر الفرق المسرحية ومنها فرقة منيرة المهدية، وفرقة جورج أبيض.
 
ورغم هذا التاريخ الحافل لكامل الخلعى إلا أن عوامل الحزن والبؤس افترست نهاية حياة الموسيقار الكبير، فذات يوم كان الموسيقار محمد العقاد وهو أيضًا من إعلام الموسيقى فى بداية القرن العشرين يجلس على مقهى مع بعض زملائه  وأصدقائه، واقترب منهم ماسح أحذية وهو يدق على صندوقه، فأشار له العقاد ليمسح حذاءه دون أن يلتفت إليه.
 
وجلس ماسح الأحذية عند قدمى الزبون ليقوم بمهمته، وفجأة التفت العقاد إلى ماسح الأحذية، فأصابته الدهشة والصدمة فى آن واحد وهو لا يصدق ما يراه، ليفاجئ بأن ماسح الأحذية هو زميله الموسيقار والملحن كامل الخلعى، وبسرعة انحنى العقاد وأمسك بيد الخلعى لينهضه ويجلسه بجواره وهو لا يتمالك نفسه من البكاء تأثرًا بحال زميله الموسيقار الكبير، الذى لم يتخيل أن يصل به الحال إلى هذا الحد الذى جعله يتهن مهنة مسح الحذية.
 
ومد العقاد يده إلى جيبه ليقدم لزميله معونة مالية تساعده على تكاليف الحياة، ولكن رفض الخلعى بشدة، وقال للعقاد: "لا استحق سوى نصف قرش ثمن مسح الحذاء".
 
وكان الخلعى طوال حياته لا يهتم بالمال، رغم أنه كسب من عمله فى التلحين مئات الجنيهات ولكنه أنفقها كلها، حيث كان مسرفًا لا يهتم بكنز الأموال أو حفظها لتعيينه على المستقبل، وأصيب الخلعى بالشلل فى نهاية حياته وعاش ظروفًا صعبة ورحل عام عام 1938 تاركًا وراءه تراثًا موسيقيًّا كبيرًا.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة