يعتبر الإمام أبان بن عثمان بن عفان، أحد أبرز الفقهاء المسلمين، وهو تابعى مدني، وأحد رواة الحديث النبوى، ووالى المدينة المنورة بين سنتى 75 هـ-82 هـ فى خلافة عبد الملك بن مروان، وأول من روى أحاديث فى السيرة النبوية، وحدّث بها.
يعد أبو سعيد أبان بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي من كبار تابعى أهل المدينة، فأبوه هو الخليفة الثالث للمسلمين "ذو النورين" عثمان بن عفان، وأمه أم عمرو بنت جندب الدوسية، وهو شقيق التابعي عمرو بن عثمان بن عفان لأبيه وأمه، وقد اختُلف في كنيته فقيل أبو سعيد، وقيل أبو عبد الله، وقيل أبو سعد تفقّه أبان بن عثمان في المدينة، ونال حظًا كبيرًا من دراسة الحديث والفقه.
وكان أبان بن عثمان أول من حدث في السيرة النبوية، ولكن ليس فى صورة سردية، وإنما فى صورة أحاديث تتناول سيرة النبى محمد جمعها، وكان يقرأها على طلبته، كان لأبان أحاديث قليلة، وقد وثّقه العجلى وابن سعد، ولم يرو له البخارى فى صحيحه بل روى له فى كتاب رفع اليدين فى الصلاة، وفي كتابه الأدب المفرد.
شارك أبان بن عثمان في موقعة الجمل مع عائشة بنت أبي بكر والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله، وقد تولى أبان بن عثمان إمارة المدينة المنورة سنة 75 هـ بعد يحيى بن الحكم بن أبي العاص في خلافة عبد الملك بن مروان، وظل واليها لسبع سنين حتى عزله عبد الملك سنة 82 هـ، وولّى مكانه هشام بن إسماعيل المخزومي. وقد توفي أبان في سنة 105 هـ بالمدينة في خلافة يزيد بن عبد الملك.
