مغامرات فلة وريحان: ماما لا تساعدني

الخميس، 07 أبريل 2022 05:00 م
مغامرات فلة وريحان: ماما لا تساعدني ماما لا تساعدنى
تكتبها: سارة درويش ـ رسوم: أحمد خلف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مقدمة

«ماما لا تحبني إنها لا تريد مساعدتي» كان آدم يبكي ويقول لنفسه تلك الكلمات من بين دموعه وهو يحاول بصعوبة أن يخلع ملابسه ليرتدي ملابس النوم. مرت أمه من جوار الحجرة وتباطأت خطواتها وهي تسمعه ينهنه ويغمغم مجددًا «لماذا توقفت أمي عن مساعدتي؟ لماذا لم تعد تحبني؟». وقفت تراقبه من بعيد لتتأكد من أنه لا مشكلة، وابتسمت حين رأته نجح فعلاً بعد عدة محاولات في أن يرتدي ملابسه بالطريقة الصحيحة، لكنه كان لا يزال غاضبًا.

حين تأكدت أنه انتهى من ارتداء ملابسه بالشكل الصحيح، اقتربت منه وضمته وقالت «أنا فخورة بك يا آدم.. لقد نجحت أن تعتمد على نفسك»، ابتسم نصف ابتسامة وهو يحاول الاحتفاظ بملامح وجهه الغاضبة «ولكنني لازلت صغيرًا يا أمي لماذا لا تساعديني؟ هل توقفتِ عن حبي؟» ابتسمت الأم بحنان وقالت له «سأحكي لك قصة يا آدم ستجيب عن سؤالك».

قالت فلة لريحان وهما يتابعان المشهد «أتمنى أن تحكي له تلك القصة الصينية.. هل تذكر يا ريحان؟ كنا نحن من حكيناها لها في واحد من الأحلام في طفولتها» وتنهدت وقالت بصوت حالم «آاااه الوقت يمر بسرعة يا صديقي»، ابتسم ريحان وهو يتذكر ثم اتسعت ابتسامته وهو يسمع الأم تقول لآدم «إنها قصة من الصين، لا أتذكر أين قرأتها ولكنها تحكي عن صياد طيب يدعى تشنج، كان يذهب للنهر كل يوم للصيد، ليكسب قوت يومه مما يجود به النهر عليه، وفي أحد الأيام التقى برجل فقير جدًا كان جالسًا على جانب الطريق وهو عائد من الصيد، قاله له بتضرع.. أنا جائع جدًا يا سيدي هل يمكن أن تساعدني من فضلك؟» ولأن تشينج كان طيب القلب، انتقى أكبر سمكاته وقدمها للرجل، فشكره وفرح جدًا بالسمكة.

بعد يومين التقى الرجل من جديد، كان جائعًا أيضًا وخجلاً وهو يكرر طلبه من تشينج، إلا إن الصياد الكريم لم يبخل عليه بسمكة كبيرة أخرى.

من بعيد كان هناك رجل حكيم يراقب المشهد، وشاهده وهو يتكرر، فاستوقف تشينج وقال له: «هل يمكن أن أطلب منك طلبًا؟»، «رد تشينج»: «طبعا تفضل» قال الحكيم: «حين تذهب للصيد غدًا خذ معك سنارة إضافية، وإذا قابلت الرجل الفقير الذي يطلب منك السمك قدم له السنارة واطلب منه أن يأتي ويصطاد معك» اندهش تشينج لأنه يعلم القصة، ولم يفهم السبب لكنه نفذ نصيحة الحكيم.

حين قابل تشينج الرجل الفقير مجددًا قدم له السنارة وطلب منه أن يصحبه في الصيد، وافق الرجل وشعر بالسعادة حين علمه تشينج كيف يصطاد بها ونجح فعلاً في العودة بسمكة كبيرة، في الأيام التالية أصبح تشينج يعود بسمكاته كاملة والرجل الفقير لم يعد جائعًا أصبح يصاحبه في الصيد ويعود هو أيضًا بسمكاته بنفسه وأصبحت سعادته مضاعفة.

حين التقى تشينج الرجل الحكيم سأله لماذا طلبت مني ذلك أجابه الحكيم بالعبارة الشهيرة «إذا أعطيت الرجل سمكة فأنت تطعمه ليوم واحد، ولكن إذا علمته الصيد فأنت تطعمه مدى الحياة.. لهذا يا صغيري أريد أ ن أعلمك كيف تعتمد على نفسك، لأنني أحبك جدًا وليس لأنني توقفت عن حبك».

 

غلاف-فلة-وريحان-









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة