د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: يضع سره في أضعف خلقه

الجمعة، 18 مارس 2022 06:34 م
د. داليا مجدي عبد الغني تكتب:  يضع سره في أضعف خلقه داليا مجدي عبد الغني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أتعجب من أمر الأشخاص الذين يستاؤون من تربية الكلاب، ويعتبرونها سببًا للنجاسة وينفرون منها، والحقيقة أن مَنْ يُعاشر الكلاب يكتشف أن مقولة الكاتب الكبير "جورج برنارد شو": "كلما ازددت معرفة بالبشر، كلما ازددت احترامًا لكلبي"، إنها حقًا عبارة صحيحة للغاية، فعِشْرة الكلاب تُعلم الوفاء، والإخلاص، والمودة، ومَنْ يقترب منها يشعر بمعنى القيم النبيلة والإنسانية، التي تتلاشى كثيرًا عند بني البشر عندما تحضر المصالح أو النزوات.

منذ أسبوع تُوفيّ كلبي الذي احتضنته لمدة ثلاثة عشر عامًا، كنت قديمًا قبل أن أقتنيه أعتقد أن هذا الأمر هينًا، ولكنني عندما خُضت التجربة، اكتشفت أن عِشْرة الحيوانات، وخاصة الكلاب، لها مذاق خاص جدًا، ولذا تألمت بشدة على فراق كلبي، لأنني اكتشفت أنني فقدت حُبًا خالصًا وصادقًا، لن أعوضه بسهولة، وقارنت بين مشاعره ومشاعر كثير من البشر، المُفترض أن لديهم عقل ومنطق وحكمة وخبرة، فتيقنت أن الكلاب فاقت في مشاعرها النبيلة، وأحاسيسها الصادقة العديد من البشر، فالكلب وفيّ وصادق، في حين أن الإنسان قد يكذب ويخون، والكلب يفرح بوجود صاحبه إلى جواره، في حين أن الإنسان قد يملّ صاحبه ويضيق به ذرعًا.

فكلبي الحبيب اختار أن تفيض روحه في مكان لم يعتاد أن ينام فيه، حتى لا يُؤلمني أثناء فراقه لي، في حين أن الإنسان لن يتوانى عن فعل الكثير من الأشياء التي تُؤلم خِلّه لمجرد إرضاء غُروره وكبريائه.

والحقيقة أنني كرهت المنزل والحياة بسبب فراقه، فلمدة ثمانية وأربعون ساعة وأنا خارج نطاق الخدمة، بسبب غيابه عني، ولم يهدأ لي بال إلا عندما أحضرت كلبًا صُورة طبق الأصل منه، وذات فصيلته وأطلقت عليه نفس الاسم، حتى يظل في حياتي على الدوام. فهل هناك إنسان ينجح في أن يجعل صاحبه يبحث عن شبيهه عندما يفقده؟!

فللأسف، الحيوان الضعيف نجح فيما فشل الإنسان في تحقيقه، لأنه صادق، ووفيّ، ومُخلص، والأهم من ذلك أنه سويّ نفسيًا، على عكس الكثير من البشر. وصدقت المقولة القائلة: "يضع سره في أضعف خلقه".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة