تحل اليوم ذكرى ميلاد المؤرخ والكاتب الأمريكي وول ديورانت والذى يعتبر مؤلفه قصة الحضارة واحدًا من أشهر المؤلفات التاريخية وقد شاركته زوجته "أريل ديورانت" في تأليفه لاسيما في الجزء الخاص بالتاريخ اليهودي.
ولم يكن قصة الحضارة كتاب وول ديورانت الأول بل نشر قبله كتاب "قصة الفلسفة" فلقي رواجاً كبيراً ومن ثم مكنته عوائده المالية من التحرر من رباط الوظيفة.
أصدر بعدها كتابه "التحول" ويتضمن أفكاره عن البرمجة الثقافية وتحرر عقله من الأفكار المسبقة، ثم أصدر كتابه "مباهج الفلسفة" بمجلدين وترجم للعربية، ثم كتاب "مغامرون في بحار العبقرية".
تفرغ وول ديورانت للمشروعه الكبير "قصة الحضارة" وفي الجزء التاسع والثلاثين بأن يُصدر كتاباً مستقلاً عن "عظات التاريخ"، وقد أصدره فعلا وصدرت له ترجمة باللغة العربية، وله كتاب بعنوان "تفسير الحياة" ، وآخر بعنوان "سيرة حياتنا" وهو سيرة حياته وحياة زوجته التي أضاف اسمها على أغلفة الأجزاء الأخيرة كمشاركة في التأليف، وعند نهاية حياته أنجز كتابه الأخير أبطال من التاريخ، ومات عام 1981 وهو في السادسة والتسعين من العمر.
ولد "وِل ديورانت" في "نورث آدمز" بمدينة "ماساشوستس" في الخامس من نوفمبر سنة 1885؛ وتلقى تعليمه في مدارس "نورث آدمز" وهي مدارس تتبع الكنيسة الكاثوليكية وتلقاه كذلك في كلية القديس بطرس اليسوعية في مدينة جيرسي وفي جامعة كولومبيا بنيويورك؛ كما عمل مراسلاً لجريدة نيويورك وكان ذلك عام 1907 لكنه وجد هذا العمل شديد الوطأة على نفسه فلم يحتمل المضي فيه، فاكتفى بتدريس اللاتينية والفرنسية والإنجليزية وغيرها من المواد في كلية "ستين هول" وفي سنة 1913 ركز اهتمامه في الدراسة ليحصل على الدرجة الجامعية من جامعة كولومبيا.
عقب حصوله على الدكتوراه بدأ إلقاء المحاضرات في الفلسفة والأدب ما مهد لإنتاج كتابيه "قصة الفلسفة" و "قصة الحضارة" فقد كان معظم المستمعين إليه في تلك المحاضرات من العمال والعاملات الذين يتطلب تدريسهم وضوحا تاما وربط ما يقال بالحوادث الجارية.
