وأشار الكاتب -في مقال نشرته "الجارديان"- إلى أن القصف الصاروخي من جانب القوات الروسية ضد البنية التحتية للطاقة والمياه في أوكرانيا قد لا يكسر الإرادة الوطنية في الحرب ضد روسيا ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرك قطعًا أن تلك الخسائر التي تتكبدها أوكرانيا ترفع من التكاليف الباهظة التي يتحملها الغرب جراء تلك الحرب.

وأوضح الكاتب أن استهداف القوات الروسية أمس الإثنين لمحطات توليد الطاقة من المياه في أوكرانيا يمثل مسعى جديدًا من جانب روسيا لإنهاك الروح المعنوية لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن قطاع الكهرباء في أوكرانيا يعاني بالفعل منذ عدة أسابيع من الهجمات الروسية على محطات الكهرباء ولاسيما مع حلول فصل الشتاء قارس البرودة.

ويضيف الكاتب أنه حتى الآن، لم يتحدد بعد حجم الخسائر التي تسبب فيها القصف الروسي أمس والذي استهدف محطتي توليد كهرباء على نهر دينبر إلى جانب محطة أخرى على نهر دينستر، إلا أنه من المؤكد أن القصف يهدف إلى إغراق أوكرانيا في ظلام دامس حيث أن تلك المحطات كانت توفر قبل الحرب ما يقرب من 14 بالمائة من احتياجات أوكرانيا من الكهرباء.

ويشير الكاتب إلى تحذيرات أوكرانيا أن روسيا قامت بزرع ألغام عند سد نوفا كاخاوفكا في جنوب البلاد وأنه من المحتمل قيام القوات الروسية بتدميره في حالة انسحابها من المنطقة، بينما تتهم روسيا الجانب الأوكراني بمحاولة تدمير السد الواقع على نهر دينبر.
ويرى الكاتب أن عدم توافر إمدادات الطاقة في أوكرانيا سوف يكون له دون شك أكبر الأثر على قدرات القوات الأوكرانية إلا أن القدر الأكبر من المعاناة سوف يقع على عاتق الشعب الأوكراني بسبب انقطاع التيار الكهربائي في وقت قد تنخفض فيه درجات الحرارة إلى ما يقرب من 20 درجة تحت الصفر في فصل الشتاء.

ويسلط الكاتب الضوء على تقدير "جون لوف" خبير الشئون الروسية في معهد تشاتم هاوس - الذي يتخذ من لندن مقراً له - أن تلك الأوضاع سوف تكون قاسية على الشعب الأوكراني والذي تولدت لديه قناعة أن روسيا تسعى لتكبيده أكبر قدر من المعاناة.

وفي هذا السياق، يرى الكاتب أن روسيا تستهدف في الوقت نفسه بهذا القصف الدول الغربية من خلال إجبار ملايين من الشعب الأوكراني إلى النزوح إلى دول مجاورة هرباً من ويلات الحرب في بلادهم.

ويضيف الكاتب أن السلطات الأوكرانية ناشدت بالفعل المهاجرين خارج البلاد عدم العودة على الأقل خلال فصل الشتاء في محاولة لترشيد استهلاك الكهرباء، بينما تسعي روسيا في نفس الوقت لزيادة تكلفة الحرب في أوكرانيا على الدول الغربية التي تساند كييف ولاسيما بعد أن قامت أوكرانيا بشراء موارد طاقة من دول أوروبية أخرى الأسبوع الماضي لتعويض خسائرها الناجمة عن القصف الروسي، بعد أن كانت تصدر الطاقة للدول الأوروبية قبل الحرب.

ويلقي الكاتب الضوء على تقديرات صندوق النقد الدولي أن أوكرانيا في حاجة إلى ما يقرب من 3 إلى 4 مليارات دولار شهرياً حتي تتمكن من الوفاء باحتياجاتها حتى العام القادم، محذرًا من أن تلك الأرقام مرشحة للزيادة إذا ازدادت احتياجات أوكرانيا لإصلاح البنية التحتية وتوفير احتياجات المواطنين.

ويختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن الخسائر التي تتكبدها أوكرانيا تزداد على نحو مضطرد بسبب حرب من المتوقع أن يطول مداها على الأقل للعام القادم.