أحمد جمال الدين

إعداد جيل من المبدعين والمفكرين.. المكتبة المدرسية البداية

الأربعاء، 22 سبتمبر 2021 09:42 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أيام قليلة تفصلنا عن العام الدراسى، والذى من المقرر أن يبدأ فى التاسع من شهر أكتوبر المقبل بحسب ما قررته وزارة التربية والتعليم والذى يتزامن أيضا مع  الاحتفال باليوم العربى للمكتبات المدرسية والذى تنظمه المنظمة العرية للتربية والثقافة والعلوم، والمقرر له الأسبوع الثانى من شهر أكتوبر من كل عام، وهى مناسبة من الممكن أن يتم من خلالها تسليط الضوء على أهمية المكتبة المدرسية ودورها فى تعويد الطلاب على القراءة والمطالعة بشكل حر.

وهو ما سينعكس فيما بعد على مداركهم ورؤيتهم وزيادة الحصيلة المعرفية لديهم بما يعود بشكل إيجابى على العملية التعليمية نفسها وتربية نشأ يهتم بالقراءة والكتب والبحث لديه ملكة التحليل والنقاش بعيدا عن الحفظ والتلقين. 

لذلك يجب بداية تغيير النظرة التقليدية للمكتبة المدرسية فهى ليست مكانا لقضاء بعض أوقات الفراغ أو مكان فقط للتزود ببعض المراجع والأبحاث فقط، فهذه وجهة نظر تقليدية جامدة قاصرة لا تتوافق مع الهدف الأعظم من تواجد المكتبة المدرسية.

فالمكتبة المدرسية ستعمل على بناء شخصية الطالب والنشأ منذ الصغر من خلاله مساعدته على البحث وتحليل المعلومات التى يتلقاها فى المناهج المدرسية، لكن بشكل أوسع ومن خلال وجهات نظر مختلفة، بجانب إكساب الطالب الثقة بالنفس من خلال شعوره بقدرته على البحث عن المعلومة واستخلاصها، ما يمنحه مهارة التعلم الذاتى ومهارات متنوعة، غرس حب الكتب والمعرفة والمطالعة والقراءة فى نفوس الطلاب وتجعلها مستمرة معه، زيادة الحصيلة المعرفية والثقافية واللغوية لديهم،  التعرف على شخصيات مؤثرة واتخاذها كقدوة لهم فى المستقبل من العلماء والمفكرين والأدباء، القدرة على التعامل مع المواقف المختلفة بنوع من الحكمة والتعقل من خلال الاطلاع على مواقف وتجارب الآخرين.

ولتحقيق هذه الأهداف يفترض بداية أن يكون إيمان كامل بأهمية المكتبة المدرسية ودورها العظيم للعملية التعليمية، وذلك عبر وضع خطة شاملة وتوفير الآليات التى تجعلها تقوم بهذا الدور من توفير كتب معرفية تتناسب مع أعمار الطلاب تمدهم بالمعلومات المختلفة وتزويدها بكل الأدوات الحديثة.

الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم الحالى كانت له تجربة رائدة فى تحديث العملية من خلال الاستعانة بالأفكار الجريئة "خارج الصندوق" لتطوير العملية التعليمية برمتها، وكذلك للتغلب على بعض المواقف الصعبة "خلال جائحة كورونا" من خلال تنفيذ سياسة التعليم عن بعد والاستعانة بالإنترنت وبنك المعرفة وغيرها.

لذلك يمكن العمل على تنفيذ بعض الأفكار التى تهدف لتشجيع الطلاب على ارتياد المكتبة وتعميق حب القراءة لديهم.

ومنها الاهتمام بمظهر المكتبة وجعلها فى رؤية بصرية تجذب الطلاب وتحسين مظهرها وجعلها مكانا مريحا لهم، إمداد المكتبة المدرسية بالكتب المعرفية الحديثة  فى العلوم المختلفة وهناك عددا من الموسوعات العلمية المهمة المعرفية ومنها سلسلة  "ما" التى أصدرتها الهيئة العامة للكتاب وهى كتيبات صغير تعتبر مدخل للعلوم والمعارف المختلفة ومنها "ما الفلسفة، ما علم الاجتماع، ما الفضاء، ما الموسيقى، ما الشعر" وغيرها من العلوم والمعارف المختلفة ومن الممكن أن يتم توقيع بروتوكول بينها وبين وزارة التربية والتعليم لإمداد المكتبات بهذه الموسوعة.

بجانب بعض الإصدارات الهامة التى تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، الإعلان  ايضا عن ما تضمه المكتبة من كتب وإصدارات، تنظيم فعاليات أسبوعية بين الطلاب للتشجيع على القراءة وعمل مسابقات  فيما بينهم ، بجانب الإعلان عن مسابقة ثقافية بين الطلاب وجوائز للمتميزين وتكريمهم، تخصيص  فقرات من كتاب يتم اختياره   وقرأتها فى الإذاعة المدرسية، والاستفادة من الإنترنت فى عرض بعض المؤلفات بشكل بصرى ومسرحيات ومواد علمية للتشجيع على القراء كذلك من  الممكن عمل مسابقات فى تلخيص بعض الكتب  وتضمينها ضمن أنشطة أعمال السنة التى يحاسب عليها الطلاب.

هذه بعض الأفكار قد تخطئ أو تصيب وقد يكون من الصعب الأخذ ببعضها أو تطبيقها فى الوقت الحالى ولكنها محاولة فى نشر الوعى بأهمية المكتبة المدرسية ودورها الهام فى إعداد جيل مبتكر واعٍ محب للمعرفة والإطلاع، وكذلك إيمانا بالثقة الكاملة فى القائمين على العملية التعليمية وحرصهم على التطوير والأخذ بمبادئ التعليم الحديثة التى تساعد فى الاستفادة من طاقات الطلاب وتعظيم إمكاناتهم وتفجير مواهبهم الإبداعية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة