أوائل الثانوية العامة بشمال سيناء يروون رحلة التحدى.. بدر توفى والده فأهدى روحه النجاح.. محمد "متفوق" يعمل "مكوجى".. وسمير يعمل بمجال البناء فى الإجازة.. وأبونافل والعمارى تحديا المرض فانضما لقائمة المتفوقين

الأحد، 22 أغسطس 2021 02:00 م
أوائل الثانوية العامة بشمال سيناء يروون رحلة التحدى.. بدر توفى والده فأهدى روحه النجاح.. محمد "متفوق" يعمل "مكوجى".. وسمير يعمل بمجال البناء فى الإجازة.. وأبونافل والعمارى تحديا المرض فانضما لقائمة المتفوقين طلاب شمال سيناء المتوفقين
شمال سيناء - محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت نتيجة الثانوية العامة بشمال سيناء هذا العام عن قائمة متفوقين من نوع مختلف، خلف كل منهم حكاية خلدت تفوقه، بينهم من فقد والده أثناء دراسته ومن يقتنص فرصة فراغ ليعمل ويوفر هامشا مِن مصروف دراسته ومن تحدى علل مرضية إصابته قبل أيام وأثناء الامتحان.

روى الطلبة المتفوقين لـ"اليوم السابع" حكايتهم التى تعددت تفاصيلها بدأها الطالب محمد عبدالله النجار بقوله إنه يضع دائما وصية والده "يا ابنى أوعاك الغش ولو غشيت عمرى ما هسامحك"، لافتاً أن والده صاحب محل خياطة وغسيل وكى ملابس بمدينة بئر العبد بشمال سيناء، وهو كلما وجد وقت فراغ يساعد والده فى المحل بتنظيم الملابس وكيها وتجهيزها للزبائن.

وأضاف أنه حصل على المركز الثانى فى قائمة أوائل الثانوية العامة على مستوى محافظة شمال سيناء بشعبة علمى رياضة وبنسبة نجاح وصلت 95.37%، وهو طالب بمدرسة بئر العبد الثانوية، ولم يكن يتوقع أن يكون من بين الأوائل ولكنه كان على يقين أنه لن يقل مجموعه عن 90%، وأنه طوال العام الدراسى حرص أن يذاكر دروسه أولا بأول وكانت مادة الرياضيات بالنسبة له هى الأصعب وحلمه دخول كلية الهندسة، وأنه الابن الأكبر لوالده الذى يعمل فى محل غسيل وكى الملابس .

وبدوره قال والده، عبدالله، إنهم أسرة بسيطة يعتمدون فى يوميات حياتهم على كسب لقمة العيش بعرق الجبين، وأن أبنه الأكبر محمد مثال للأخلاق الطيبة، وكانت وصيتى له دائما " أوعى تغش فى الامتحان ولو غشيت مش هسامحك"، وكان صريحا معى وأتابعه أثناء الامتحانات .

وتابع والد الطالب المتفوق، أن ابنه كلما سنحت له الفرصة بين أوقات المذاكرة يقف معه فى المحل يساعده، وخلال الإجازة يعتمد عليه فى كثير من العمل.

وقال بدر الحسين مصطفى، طالب ثانوية عامة متفوق من مدينة العريش بشمال سيناء، وأن والده وجدته توفيا قبل بدء اختبارات الثانوية العامة هذا العام، وبعد أسبوع من الحزن أفاق على نصيحة والده له قبل وفاته أنه لابد أن يكون من بين المتميزين هذا العام، ليطوى صفحة أحزانه ويستعد لمواجهة مع المذاكرة انتهت بتحقيقه نسبة النجاح 96.59%، شعبة علمى علوم، وتصل به لمركز ثالث محافظة شمال سيناء، والثالث على إدارة العريش التعليمية، والأول على مدرسته، وفرحة انطلقت من منزله أنه حقق لروح والده ما يريد.

 

وأضاف بدر، أنه أفاق من صدمة فراق والده وجدته على نداء تكرر على مسامعه وهى وصية والده له قبل وفاته " اجتهد وذاكر ولا يهمك من أى حاجة"، فكان قراره أن يسعد والده بعد رحيله ويحقق له ما كان يريده، وهو اليوم سعيد بهذا التفوق وهذا النجاح وأنه حقق لوالده ما كان ينتظره.

وأضاف طالب الثانوية العامة، أن والدته وأشقائه وعمه شقيق والده كان لهم أشد تأثيرا فى تماسكه، وأن ظروف الثانوية العامة هذا العام كانت صادمة لكل طالب لأنها بنظام جديد من نوعه، ومع ذلك تغلب وحاول بتكثيف المذاكرة، واللجوء لتصفح بنك المعرفة، وتجاوز صعوبة مادة اللغة العربية، وخلال كل هذا المحافظة على أداء الصلاة فى وقتها فهى فى حد ذاتها سر قوى من أسرار النجاح لكل طالب مجتهد.

وبدوره انتصر طالب الثانوية العامة، محمد جمال أبو نافل، على "حمى التيفود"، التى فاجأته قبل أيام قليلة من دخول الامتحان بعزيمة المجتهد حتى حقق المركز الثالث فى قائمة أوائل محافظة شمال سيناء، بمجموع 94.88%، علمى رياضة .

الطالب ابو نافل مع والده
الطالب ابو نافل مع والده

قال " أبو نافل"، لــ" اليوم السابع"، أنه من أبناء مدينة بئر العبد وكان يدرس بمدرستها الثانوية وكان دائما حلمه وطموحه أن يكمل مسيرة عائلته وأشقائه الاثنين الأكبر منه بدخول كلية الهندسة وهو ما يسعى له الأن بعد تفوقه .

 

وأضاف طالب الثانوية العامة، أن هذا الحلم شاهد لحظات مرعبة كادت أن تطيح به رغم اجتهاده عندما فاجئته " حمى التيفود" لمدة 10 أيام متواصلة وشفى منها قبل الامتحانات بأيام قليلة، وقاوم كل تبعات المرض وفترة التوقف عن المذاكرة بمضاعفة الجهد والمذاكرة وتعويض كل فائت وتحصيل دروسة بتشجيع من والدته فى البيت ووالده الذى يعمل وكيل المديرية المالية بشمال سيناء .

وقال الطالب سمير محمد عبد المفيد، الحاصل على ترتيب الرابع مكرر علمى علوم على مستوى محافظة شمال سيناء بنسبة نجاح 96.1%، مضيفا أنه بهذا التفوق حقق حلم والديه وحلمه وأصبح لديه أمل فى دخول كلية الطب وتحقيق رغبة أن يصبح طبيبا مشهورا.

وأضاف أنه من أبو حماد من محافظة الشرقية ويعيش مع أسرته، حيث يعمل والده بمدرسة رمانة بشمال سيناء بينما والدته ربة منزل.

وأشار إلى أنه فخور، وخلال فترة الصيف لا يعرف شيئا اسمه الراحة وينطلق فى العمل أيا كان طالما كان شريفا ويعمل فى المعمار قائلا" بشيل زلط وأسمنت ورمل، واشتغل كل حاجه فى المعمار والشغل عمره ماكان عيب " واستطرد أنه فخور أنه مجتهد وبيعرق لتوفير مصروفه، مشيرا إلى أن هذا العمل يكون مع والده أحيانا الذى بدوره يتفرغ له خلال إجازاته من أجل تحقيق رزق ولقمة عيش ودخل إضافى للأسرة.

ولم يعق المرض الطالب أحمد إبراهيم العمارى الحاصل على المركز العاشر علمى علوم بشمال سيناء عن التفوق وحصل على نسبة نجاح 94.8٪.

الطالب احمد العمارى
الطالب احمد العمارى

وقال العمارى، لـ"اليوم السابع"، إنه كان يتوقع التفوق الذى حققه ويطمح لأكثر من هذا ولكنه يحمد الله أن وصل لهذا المستوى رغم طارئ المرض بحساسية الصدر الذى فاجئه مرتين وتحداه واستمر فى مذاكرته واجتهاده بينها مرة أخيرة خلال الامتحانات واستكمل الامتحان فى مواده بصعوبة وسافر للإسماعيلية للعلاج والعودة قبل الامتحان التالى، وسبقه أثناء فترة الدراسة أن أقعده المرض 20 يوما متواصلة كان خلالها لا يستطيع المذاكرة وبعد التعافى استعاد كل ما فقد من دروس بمضاعفة جهده والتركيز بشدة.

وتابع أنه فخور وأنه من بين الشباب الذين لا يعرفون راحات وإجازات وخلال فترات الصيف يعمل فى مجال المقاولات مع الشركات التى تقوم بعمل مشروعات وإنشاءات فى المناطق القريبة منهم.

 

الطالب سليمان احمد
الطالب سليمان احمد

ونجح الطالب سليمان أحمد سليمان، فى الانضمام لقائمة أوائل إدارة الشيخ زويد التعليمية بشمال سيناء محققا المركز الخامس على شعبة علمى علوم بنسبة نجاح 91.71‎‎%.

وقال "سليمان" لـ"اليوم السابع"، إن سر تفوقه كان حرصه على أداء الصلاة فى وقتها وطاعة الوالدين، كما أنه استجاب لنصيحة والده بعدم الانشغال نهائيا بمواقع التواصل حتى أنه للآن لا يوجد له صفحة على فيس بوك ولم ينشغل بهذا الأمر وكان تركيزه فى مذاكرته ودروسه.

 

وأضاف أنه كان يتوقع مجموع أعلى ولكنه راضى بما وفق إليه، لافتا إلى أن كثيرا من المعاناة عاشها فى مدينته الشيخ زويد كان أصعبها الانتقال من بيتهم القديم بحى أبو رفاعى لمنزل آخر بمدينة الشيخ زويد، وسط ظروف ليست بالسهلة، وإيجاد بدائل لعدم تعطيل المذاكرة خلال فترات انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، والسير على الأقدام لمسافات طويلة وصولا للمعلمين وتحصيل الدروس لافتا أنه كان يقضى فترات مذاكرة وصلت لـ12 ساعة قبل الامتحانات.

 

الطالب بدر الحسين مع والده قبل وفاته
الطالب بدر الحسين مع والده قبل وفاته

 

الطالب سمير محمد
الطالب سمير محمد

 

الطالب محمد عبد الله فى محل عمله
الطالب محمد عبد الله فى محل عمله

 

الطالب محمدعبدالله فى محل مكوى وغسيل
الطالب محمدعبدالله فى محل مكوى وغسيل

 

محمد مع والده فى محل العمل
محمد مع والده فى محل العمل

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة