قرأت لك.. "فالس الغراب" أحداث تجمع بين الواقع والخيال

الجمعة، 09 يوليو 2021 07:00 ص
قرأت لك.. "فالس الغراب" أحداث تجمع بين الواقع والخيال فالس الغراب
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يوظف القاص الأردنى يوسف ضمرة فى مجموعته القصصية "فالس الغراب" أجواء الفانتازيا والغرائبية، حيث الأحداث مزيج من التشكيل والرسم والدراما والخرافة والسخرية السوداء، وتتحرك ضمن أطر غير واقعية وإن امتلكت منطقها الخاص، وتتسم المجموعة الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" بالجمع بين الحقيقة والخيال، من خلال 33 قصة وتتنوع فى طبيعة المشاهد التى تقدمها، وجاءت أكثر القصص فى صفحتين لتقدم صوراً خاطفة تحدث فيها المفارقة.

ويقول السارد فى مشهد يجسد إحدى مفارقات العالم الفانتازى للمجموعة: "لا أعرف لماذا أصرت زوجته أن تدفن ساقه الخشبية وهى مربوطة بإحكام فى ركبته وفخذه! ما الحكمة فى ذلك؟ ولماذا لم تستمع إلى من أخبرها أن هذه الساق قد تفيد أحدًا يحتاج إليها ولا يملك ثمنها، لكنها منذ الليلة الأولى التى أصبحت فيها وحيدة بعد انتهاء مراسم العزاء، استيقظت على صوت تلك الساق تدق الأرض فى اتجاه المطبخ، مشت إلى المطبخ وفرحت لأنها لم تر شيئًا، كذلك توقف الصوت تمامًا، عادت بعد أن قرأت المعوذتين وحاولت النوم، لكن الساق الخشبية عادت أيضًا إلى نقر الأرض برتابة ممزوجة بوحشة".

ويقول فى مشهد آخر يظهر الجانب الأسطورى الذى كان له حضورا فى أكثر من مكان داخل المجموعة: "إن الصرخة تأتى من ملاك يرافق الطفل آن الولادة لحراسته، وإن الوليد ما إن يخرج إلى الحياة حتى يرى وجه الملاك فيشعر بالخوف ويصرخ، ربما لهذا السبب أُشيح بوجهى عن الجدار ليلًا حين تتحرك الظلال، قلت لزوجتي: إننى لا أريد ستائر للنوافذ، ولا أريد صورًا أو أى شيء يُعلَّق على الجدران. وبعد محاورات وسجال وصراخ صمتت زوجتى مكرهة، واضطُرت المسكينة كلّما زارنا أحد أن تقول بعتب كبير إننى أنا الذى أمنعها من تركيب ستائر، وتعليق لوحات وصور وشهادات".

وتظهر صورة الغراب فى مشهد ثالث مؤكدة "ثيمة" المجموعة التى تكثر فيها مشاهد الألم والموت والخوف، وهى معانٍ يمكن ربطها بالغراب فى الموروث الشعبى الذى ينتمى إليه المؤلف: "لكنّ البناية انهارت صباحًا، ومات الغراب وصاحب البناية فى يوم واحد، وأثناء الحفر ورفع الركام، عثر العمّال على ثعبان ضخم فى أحد خزّانات المياه. انتقلتُ إلى بناية جديدة، وكان أول ما فعلته أن تفقدتُ خزانات المياه. لم يكن ثمة ثعابين فى أى منها. لكنّ الغربان تملأ الحي، ونعيقها يملأ الفضاء. وبدون أى مقدمات انهارت البناية بعد أسبوعين. نظرت حولى وأنا أراقب الأغربة الجميلة، وأخمّن أى البنايات سوف تكون التالية".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة