لم يكن الحادث الذى تعرضت له أمل الشوادفى صاحبة الـ29 عامًا سببًا ليأسها، بل حولته على مدار 10 سنوات إلى حافز وتحدٍ أكبر لقدراتها، بعد أن بحثت لتجد شغفها فى لعبة تنس الطاولة وتجد فيها مجالاً لتحقيق حلمها وكسر قيود الكرسى المتحرك، بل وواصلت مشوارها إلى أن حصلت على المركز الثالث ببطولة تنس الطاولة على مستوى الجمهورية.
امل الشوادفي
قالت أمل ابنة محافظة الشرقية فى حديثها لـ"اليوم السابع" إنها لم تستطع استكمال تعليمها منذ الصغر واضطرت للنزول للعمل بعد حصولها على الثانوية الفنية التجارية، وتابعت: " كانت ظروف أهلى صعبة وتغاضيت عن حلمى بدأت اشتغل فى إحدى شركات الملابس فى العاشر من رمضان ويوم 10 أغسطس 2010 عملت حادثة أثرت على النخاع الشوكى".
قالت أمل "الدنيا اسودت فى وشى لحظتها" وأوضحت أنها أصبحت قعيدة تعانى من شلل رباعى أثر على أطرافها، وجعلها حبيسة غرفتها لا تعلم كيف تبدأ حتى هداها تفكيرها وبمساندة والدتها الداعم الأول لها بدأت فى جلسات العلاج الطبيعى وبدأت تلاحظ تحسنا تدريجياً فى يديها، لكن الكرسى المتحرك أصبح صديقها الصدوق كما تحدثت عنه.
وأضافت: "كانت حركتى بسيطة فى الأول لكن قضاء الله وقدره مليش تدخل فيه، نظرات الناس ليا طبعا كانت صعبة، أنا مش عاوزة مساعدة ولا شفقة، ودى ممكن تتخيلوها إنها سيئة جدا لأبعد الحدود"، لكن جلوسها على صفحات التواصل الاجتماعى وتعرفها على أبطال من ذوى الهمم وقصص كفاحهم وإصرارهم جعل عزيمتها أقوى ومنها تعرفت على إحدى الحالات التى اتخذتها قدوة للتحدى.
وتابعت: "قرأت منشور لفتاة كان مضمونه إنها حصلت على بطولة لأحد الألعاب الرياضية، ودا خلى عندى فضول أعرف إزاى وفين تواصلت معاها وعرفت مكان النادى اللى بيقدم لهم الدعم اتفقنا إننا نتقابل واعرف أكتر".
أمل
وأردفت: "ذهبت لنادى أهلى فاقوس اللى قابلونى ودعمونى فكرت بين كذا لعبة اختارها كان عندى تشتت بس اخترت لعبة تنس الطاولة"، بالرغم من عدم تحكمها فى كف اليد بسبب الشلل الرباعى إلا أنها بإرادتها وتمسكها بحلمها جعلها تبتكر طريقة لربط المضرب بيدها واللعب به.
الميدالية الفضية
وتابعت: "موضوع ربط المضرب كان مؤلم، صعوبة وما بعدها أسهل بالفعل بعد مرور سنة أو أقل من التدريب، دخلت بطولة تنس الطاولة، وحصلت على مركز رابع جمهورية"، شاركت أمل فى عدة مسابقات للجرى بالكراسى المتحركة منافسة 500 متسابق، كما حصلت على برونزية المركز الثالث لتنس الطاولة على مستوى الجمهورية قائلة: "ألف شكر لكل اللى واقفين معايا وفى ضهرى، كل اللى بيدعمنى ومآمن بأنى أستطيع، واللى شاركنى فى الكفاح والتعب والنجاح".
