غرفة المسافرين.. رحلة عزت القمحاوى فى النفس المسافرة

الأحد، 31 يناير 2021 03:00 م
غرفة المسافرين.. رحلة عزت القمحاوى فى النفس المسافرة غرفة المسافرين
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"غرفة المسافرين" للكاتب الكبير عزت القمحاوى، كتاب يحكى عن السفر كتجربة وحالة إنسانية، تتجاوز فكرة الحل والترحال وتنطلق إلى رحاب النفس، حيث كل شىء دال، وكل فكرة لها معنى.
 
غرفة المسافرين
غرفة المسافرين
الكتاب ليس استعراضا للمعلومات، بل إنه رحلة شيقة وجميلة عبر الكتب والأماكن، ويمكن لنا التوقف عند أشياء كثيرة أولها شخصية الكاتب، فذلك النوع من الكتب، بشكل ما، هو نوع من كتابة السيرة الذاتية، وبالتالى لا تختفى شخصية المؤلف خلف الكلمات أو الأقنعة، بل يظهر ليقود المعنى ويدفعنا إلى الغاية التى يريدها، لذا كلما رأيت عزت القمحاوى، سأتذكر أنه حلم ذات يوم بالحياة فى الريف الانجليزى سأعرف أنه يرى العالم إما بلاد سعيدة أو بلاد حزينة.
وعزت القمحاوى هنا يسعى للحديث عن شيء يحبه بحق، وعلى الرغم من أنه يعرف متاعبه، ولكنه يلقى الضوء على السفر بوصفه معادلا للحياة، بوصفه فرارا مع الموت، وفى أحيان أخرى يتعامل معه بوصفه موتا مؤقتا، يتناول الحالة النفسية للمسافر، ولأهله ولمستقبليه ولضباط المطارات، وللفنادق والغرف والشوارع أيضا.
 
الجملة الأولى التى تواجهك فى الكتاب هى "من لم يسافر ولو عبر قصة فى كتاب لم يعش" وعلى الرغم من كون القمحاوى حاول تخفيفها، لكنه عبر الكتاب كان دلل بكل السبل على صدق هذه الفكرة.
 
منذ أن يسأل عزت القمحاوى سؤاله: ماذا فى السفر؟ تواجهنا تجربتان، الأولى وهى متعددة المعانى لأنها تأتى من الكتب تأتى من تجارب الآخرين تأتى من النصوص الدينية، أبطالها هم سيدنا نوح والأنبياء وأبطال ألف ليلة وليلة وشخصيات الروايات العالمية وعلى رأسهم الأمير الصغير، وهذه التجربة يميزها أنها تحيط بالحالة النفسية والفلسفية للكتابة.
 
والتجربة الثانية ذاتية، تتعلق بما قام به عزت القمحاوي، وما رآه فى مدن إيطاليا وفى مدريد وفى اليمن وسوريا وغيرها، وفيها نرى المدن وقد صارت "خلقا" يعانى وينعم يما فيه.
 
ويظل الحديث عن الحقيبة، كمدخل لفهم الإنسان، واحدا من أبرز ما ورد فى الكتاب، فالحقيبة هى نفس الإنسان، هى مفتاحه أمام الناس، هى ما يدل على وجوده أصلا.
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة