"الاعترافات" 5 كتب لكشف الذات وأسرار الأسرة.. نجيب محفوظ ولويس عوض أثارا الجدل

الجمعة، 18 سبتمبر 2020 02:00 م
"الاعترافات" 5 كتب لكشف الذات وأسرار الأسرة.. نجيب محفوظ ولويس عوض أثارا الجدل مذكرات نجيب محفوظ
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يندرج أدب الاعتراف تحت جنس كتابة الذات، وهو وثيق الصلة بالسيرة الذاتية، بما أنها بوح وكشف، وهناك من يرى أنه النواة الأولى التى خرجت من عباءته كتابة السيرة الذاتية بشكلها الذى تعارف عليه النقاد، كما هى عند الغرب، وقد اكتسبت السيرة الذاتية شرعيتها مع الاعترافات التى بدأت باعترافات القديس أوغسطينوس (354-430) التى صدرت فى القرن الرابع، ثم اعترافات جان جاك روسو(1712-1778) التى صدرت فى القرن الثامن عشر، وفقا للناقد الدكتور ممدوح النابى.
 
لكن العديد من كتب الاعترافات أثارت الجدل حول محتواها، خاصة فيما يخص عائلة المؤلف، فبعض تلك الأعمال حملت بوحا أو فضحا للعائلة، واتجهت بعض العائلات لرفع دعاوى قضائية، ومن هذه المذكرات أو الاعترافات:
 

اعترافات جان جاك روسو

اعترافات جان جاك روسو
 
ولم يترك «روسو» شاردة ولا واردة إلا ذكرها بداية من سرقاته الصغيرة لأشياء اشتهاها ولم يكن بمقدوره الحصول عليها إلا بالسرقة، ثم التحرشات الجنسية التى تعرض لها صغيرًا من رجال دين وثق فيهم، وأعقبها تحرشاته بالفتيات والتلصص عليهن، وكتاب الاعترافات ملىء بالتفاصيل العائلية التى أعدت فضحا لأسرته.
 

أوراق العمر

أوراق العمر
 
صدرت عام 1989، وصنفها عديد من النقاد بانتمائها إلى أدب الاعتراف، إلا أنه تم مصادرة النسخ الأخيرة منها عقب وفاة لويس عوض عام 1990م لما جاء فيها من مساحات كبيرة من البوح، تلك المساحات التى مثلت عنصر إزعاج لآخرين، فى مقدمتهم الناقد رمسيس عوض (شقيق لويس)، الذى خاض حملة إعلامية مضادة لما تضمنته الأوراق بما سماه رمسيس وقتها "فضائح"،  ففى "أوراق العمر" لم يتردد لويس عوض أن يكشف طبيعة علاقته بأسرته، مما اعتبره أخوه تشهيراً، كما أن لويس قلل من القيمة العلمية لإنتاج أخيه، وهذا ما كان يؤلمه ويجرحه.
 

الخبز الخافى

الخبز الخافى
 
رواية "الخبز الحافي"، التى أثارت ضجة فى الأوساط الثقافية المغربية بعد نشرها بالعربية عام 1982. "كان هناك إجماع على منعها فى المغرب وفى عدد من الدول العربية، مباشرة بعد نشرها باللغة العربية، وهذا ما أعطى قيمة كبيرة للسيرة الذاتية الروائية".
 
وتحكى أساة إنسان أبت ظروفه إلا أن يبقى فى ظلمات الأمية حتى العشرين من عمره فكانت حداثته انجرافاً فى عالم البؤس حيث العنف فى بيئة مسحوقة، بطل هذه السيرة وسط أسرة كان دور الأب فيها ظالما وقاسيا، يتعاطى السعوط ويسب الإله، العنف الذى نشأ فيه الابن، يفضى إلى تدميره روحيًا وقيميًا وأخلاقيًا، واحتوى الكتاب على الكثير من الألفاظ الخارجة والأوضاع الجنسية الغريبة والشإذة، وأصدرت عائلته بيان أكدت فيه  رفضها الرواية "الخبز الحافي" ورد فيها من مشاهد جنسية صادمة، وكذلك لتطرقها إلى علاقة الأب مع الأسرة التى كان يطبعها العنف".
 

مذكرات نجيب محفوظ

مذكرات نجيب محفوظ
 
دوى هائل احدثته مذكرات نجيب محفوظ فى أوساط النخبة الثقافية والسياسية، منذ صدورها فقد وقعت هذه المذكرات على أوساط النخبة مثل صخرة عظيمة القيت فجأة فى بركة آسنة، وهكذا فقد تفجرت معارك حادة حول ما تضمنته من آراء ومواقف فى الفكر والسياسة والثقافة والحياة، المذكرات اعدها الناقد رجاء النقاش وأصدرتها مؤسسة الأهرام فى كتاب عنوانه "نجيب محفوظ: صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على ادبه وحياته" لكن اطرف المعارك التى دارت حول الكتاب خاضتها عائلة نجيب محفوظ نفسه، حيث أشار إلى ابن أخته وسرقته أوراقه الخاصة، وقد دفعه هذا الاتهام إلى تهديد محفوظ ومكانته ومقاضاته، فقد رفع المهندس محمود الكردى (70 سنة) ابن شقيقته نيابة عن العائلة دعوى قضائية امام محكمة الازبكية، مما اضطر محفوظ لإصدار طبعة أخرى جديدة بعدما أزال منها الأجزاء الخاصة بعائلته.
 

اختراع العزلة

اختراع العزلة
 
مذكرات للكاتب الأمريكى الشهير بول أوستر، عن والده الذى توفى بشكل غير متوقع، كما يرى الروائى الأمريكى، فضلاً عن أن الكتاب هو فى الوقت ذاته تأمل شخصى فى طبيعة الذاكرة والخسارة حيث قال عنه أوستر:" إنه، بشكل أو بآخر، جوهر أعمالى كلها"، فعلى حد قوله "قد لا تكون، هذا الكتاب عند صدوره اعتبرته عائلة أوستر اليهودية، فضيحة حتى أنهم صرحوا فى الجرائد والمجلات بأنه يكذب وأنه اخترع تفاصيل هذا الكتاب من خياله، وهو ما أشار إليه مترجم الكتاب أحمد العلى.
 
يصف "أوستر" الأب بتفاصيل كثيرة كالبخل، كما ظهر فى مواقف الأب من مساومته للباعة، وعدم الذهاب إلى السينما بسبب أن الأفلام ستعرض فى التلفزيون بعد عام أو عامين، وكذلك ذوقه فى الملابس الذى كان متأخّرًا عشرين سنة، أو حتى اعتزاله الناس واحتفاظه بأشياء فى منزله تنم عن إنسانٍ حريص إلى حدّ البخل والتقشف الشّديدين، إلى الهجوم على ما خلقه فى نفس أبنائه من خذلان وكسر لهمة الابن، ويصفه بأنّه «شخصية خيالية، رجل ذو ماضٍ مُظلمٍ، أما حياته الحاضرة فلم تكن سوى محطة وقوف فقط».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة