فيديو .."النمل يفعل ما يريد" قصيدة لـ وائل السمرى من ديوان رواية مفقودة

الأحد، 21 يونيو 2020 04:36 م
فيديو .."النمل يفعل ما يريد" قصيدة لـ وائل السمرى من ديوان رواية مفقودة ديوان رواية مفقودة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
ننشر قصيدة "النمل يفعل ما يريد" لـ الشاعر وائل السمرى، وهى واحدة  من ديوان رواية مفقودة الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، واللوحات المصاحبة للقصيدة للفنان الكبير فاروق حسنى، والفنان أحمد مرسى.
 

 رواية

رواية

تقول كلمات القصيدة:

والنملُ يفعل ما يُريد
 
رَجُلًا
كبيرًا
صامتًا
أبدو
والنملُ في عيني
يسابِقُني
إلى جُحْرٍ قصيٍّ
يملأُ الشكوى
بأوقاتٍ مِن الحظِّ السعيدْ
والنملُ..
يفعلُ ما يُريدْ.
يٌشكِّلُ الأُنثى
على شكلِ الرمادِ المستجيرِ
مِن الرمادِ
يُزاحِمُ الأبناءَ في طبقٍ
مِن الضَّحِكاتْ.
يُغازِلُ البنتَ التي طافت على رئتي
فيورثُني عيونًا
ذابلاتْ
وأنا أشاهِدُهُ
أُشاهِدُ
مِن بعيدٍ
مِن بعيدْ
***
ملعونةٌ.. يا جاذبيةُ
مثل كفٍّ مُشْرَعٍ
فوقَ الوجوهْ
مثل كرسيٍّ
يشدّ ضفيرةَ البنتِ التي اشتهتِ الهواءَ
فلم تجِدْ
غيرَ الدخَانْ
مثل برجٍ تافهٍ
لا يؤنسُ الجنديَّ
في الليل البهيم 
بما تبوح به الرمال 
مثل شمسٍ تطعن الليلَ الوديعَ
بنورِها
مثل هذا النملِ في عيني
يسابِقُني إلى قدرٍ
وليدْ
والنملُ يفعلُ ما يُريدْ
***
عجفت عيونُ الناظرينْ
ذبلتْ حياةٌ..
مثل أخرى
سرنا نيامًا.. واقفينْ
غابَ القمرْ
سادَ الخدَرْ
طالَ السهَرْ
ثَقُلَ اللسانْ
حتى اختيار الصمتِ صارَ
"المستحيلْ"
لا شيءَ يمشي في الزمانِ أوِ المكانْ
لا شيءَ يصعدُ في الهواءِ
سوى الخواءْ
لا شيءَ في هذى الدماءْ
لا شيءَ في هذا الوريدْ
والنملُ يفعلُ ما يُريدْ
***
بابانِ ينفتحانِ
بابانِ ينغلقانِ
بابانِ يبتعدانِ
والعُمْرُ مثل نكاتِ جارتِنا البدينةِ
لا تزيلُ شحومَ رِدْفَيْها
ولا تحمي ضناها مِن مقابلة الوعيدْ
والنملُ يفعلُ ما يُريدْ
***
وحدي..
أراقبُني مليًّا
دونَ أدنى موقفٍ مِن أيِّ شيءْ
وبلا شغفْ
تنسابُ حباتُ العرقْ
تهوي إلى أدنى الجبينْ
تتخلَّلُ العينين 
عبر مفارق الوجهِ المسالمْ
تدنو إلى شفةٍ تحاصرها الحقيقةُ 
بالسكونْ
لتغوصَ في صدرٍ أمينْ..
وحدي..
أراقبُني مليًّا
وبلا شغفْ
وبلا هدفْ
فأرى الحواسَّ تهاجرُ الجسدَ القديمَ
بدافعِ المللِ المقيمْ
جسدي كما الأطلال يبدو
لا يودِّعُ تاركِيهْ
يكفيهِ.. جيشُ النملِ فِيهْ
والشاعرُ الباكي على طللِ الأَحِبَّةِ
لم يجِدْ عينًا لتدمعَ فوق أبياتِ النشيدْ
فالنملُ يفعلُ ما يُريدْ
وصدر ديوان "رواية مفقودة" للشاعر وائل السمرى، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ولوحة الغلاف إهداء من الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، بعنوان "ظل المحارب" ويشار إلى أنها للمرة الأولى التى تزين إحدى لوحات فاروق حسنى عملا أدبيا، وصممت الغلاف الدكتورة هند سمير. 
 
و"رواية مفقودة" هو الديوان الثانى للشاعر بعد ديوانه الأول "الساقى" الذى صدر عن دار ميرت للنشر فى 2011، والإصدار الثالث له حيث نشرت الدار المصرية للشاعر كتاب نثرى بعنوان "ابنى يعلمنى" أطلق عليها السمرى اسم "سيرة إنسانية" وفيها تناول تجربة الأبوة لأول مرة، متخذا من تلك الحالة الإنسانية المتفردة فرصة لمعرفة الإنسان واكتشاف أسراره الروحية والإنسانية.
 
يحتوى ديوان "رواية مفقودة" 10 قصائد مقسمة إلى قسمين، جاء الأول بعنوان "جُرحٌ" وضم قصائد (سطر يتيم، من مذكرات مؤرخ لم يضل الطريق، وتنفست الأرض وشاية، رواية مفقودة، متفق عليه، في خفي نشيد) ويغلب على هذا القسم الطبيعة التاريخية، التي تتجلى منذ البداية في إهداء الديوان الذي جاء نصه " إلى التاريخ.. تعظيمًا وتسليمًا على عبَثِكَ الأزليّ المقدَّس"  كما حيث يستغل الشاعر فيه بعض التيمات التاريخية المختلفة، وبعض القصص التراثية المثيرة للجدل والفكر، كما يتخذ من قناع المؤرخ وسيلة لقراءته للتاريخ وربما إعادة كتابته مرة أخرة، حيث يقول "وأنا المؤرِّخُ/ أكتُبُ الوحيَ المقطَّرَ مِن فمِ البَشَرِيِّ/والمنسيِّ/أجمِّعُ الأحداثَ مِن بين المقاعدِ في المقاهي/مثل أعقاب السجائرِ/أقتفي أثرَ الشفاهِ/لكي أُلملِمَ ما تبقَّى مِن بقايا سادةِ التنهيدِ والوطنِ المرادْ".
 
بينما جاء الجزء الثاني بعنوان "تعديل" واحتوى قصائد (موكبها قبل أن تختفى، والنمل يفعل ما يريد، هوام، عشت سعيدا أيها الموت). ويغلب عليها الطابع الذاتي الذي يستعرض الخبرة الحياتية بين الحب والقدر واليأس والأمل والموت الحقيقي أو المجازى. 
 
وائل السمرى، شاعر ورئيس التحرير التنفيذى لموقع وجريدة اليوم السابع، حصل على الجائزة الأولى في مسابقة كتاب اليوم فرع شعر الفصحى عام 2009، والجائزة الأولى في مسابقة ديوان شعر الفصحى فى المسابقة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2007، والجائزة الأولى فى مسابقة المجلس الأعلى للثقافة لأفضل قصيدة عام 2003، وجائزة أفضل قصيدة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 2001.
 
صدر لوائل السمرى ديوان "الساقى" عن دار ميريت للنشر 2011، و "ابنى يعلمنى" سيرة إنسانية، عن الدار المصرية اللبنانية 2015، وله تحت الطبع "كما لا ترون" مسرحية شعرية، و"فقهاء التنوير" مقالات فكرية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة