الموت الأسود.. الطاعون قضى على قرابة 50 مليون إنسان فى 5 سنوات بأوروبا

السبت، 30 مايو 2020 02:12 م
الموت الأسود.. الطاعون قضى على قرابة 50 مليون إنسان فى 5 سنوات بأوروبا الموت الاسود
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما نتحدث عن الأوبئة نتذكر واحدة من أسوأ ضربات مرض الطاعون فى التاريخ والتى وصلت إلى شواطئ أوروبا فى عام 1347، وبعد خمس سنوات راح ضحية للطاعون عدد  يتراوح 25 إلى 50 مليون شخص، وبعد ما يقرب من 700 عام من اجتياح الموت الأسود لأوروبا، لا يزال يطارد العالم باعتباره أسوأ سيناريو للوباء، ويشير التحليل الجينى الحديث إلى أن الطاعون الدبلى كان ناتجًا عن بكتيريا يرسينيا بيستيس أو بى، ومن أهم أعراضه تورم الغدد اللمفاوية بشكل مؤلم والذى يشكل دمامل مليئة بالصديد، ويعانى المصابون أيضًا بالحمى والقشعريرة والصداع وضيق التنفس والنزيف والبلغم الدموى والقىء والهذيان، وإذا لم تتم معالجته، فإن معدل البقاء على قيد الحياة يبلغ 50%. وخلال الموت الأسود، ظهرت ثلاثة أشكال مختلفة من الطاعون في جميع أنحاء أوروبا، وفيما يلى جدول زمنى لهجومه البشع على الإنسانية، جاء ذلك بحسب ما ذكر موت هيستورى.
 
الموت الاسود
الموت الأسود
 
فى عام 1346
ظهر الطاعون فى منغوليا وكان الملك المغولى جانيبرج وجيشه فى مدينة تانا القريبة وعندما اندلع شجار بين التجار الإيطاليين ومجموعة من المسلمين، بعد وفاة أحد المسلمين فر الإيطاليون عن طريق البحر إلى البؤرة الاستيطانية الجنوية فى كافا وجانيبرج، وحينها حصل صدام بين الطرفين.
 
مايو 1347
الناجون من هذه الحرب هربوا عن طريق البحر، وتركوا وراءهم الشوارع مغطاة بالجثث التى تتغذى عليها الحيوانات الوحشية، وقد وصلت سفينة واحدة إلى القسطنطينية وبسببها فقدت المدينة 90% من سكانها.
 
أكتوبر 1347
رست سفينة أخرى من" كافا" في صقلية، ومن هنا قتل الطاعون نصف السكان وانتقل إلى ميسينا، ثم قام السكان الفارون بنشرها فى إيطاليا فمات ثلث السكان بحلول الصيف التالي.
 
نوفمبر 1347
وصل الطاعون إلى فرنسا  على متن سفينة أخرى من سفن "كافا" ورست في مرسيليا، وانتشر  المرض بسرعة عبر البلاد.
 
يناير 1348
دخلت سلالة طاعون مختلفة إلى أوروبا عبر مدينة جنوة الإيطالية، جلبتها سفينة أخرى منكانت قادمة من " كافا"، وقد هاجم الجنويون السفينة وطردوها، لكنهم بالفعل كانوا مصابين، كما واجهت إيطاليا السلالة الثانية بينما لاتزال تقاتل بالفعل السلالة الأولى.
 
واتجه الطاعون شرقاً من صقلية إلى الإمبراطورية الفارسية وعبر اليونان وبلغاريا ورومانيا وبولندا وجنوبًا إلى مصر، إضافة إلى قبرص، التي تعرضت للدمار بسبب زلزال وموجة مد وجزر قاتلة فى نفس الوقت، وواجهت البندقية تفشى المرض ، حيث أمرت اللجان بتفتيش السفن وحرق المصابين بالعدوى، وإغلاق الحانات ، وتقييد النبيذ من مصادر غير معروفة، ورغم من هذه الجهود قتل الطاعون 60 %من سكان البندقية.
 
أبريل 1348
ومن ناحية أخرى أوقظ الطاعون غضبًا معاديًا للسامية فى جميع أنحاء أوروبا، تسبب فى مذابح متكررة للمجتمعات اليهودية، حدثت الأولى في بروفانس وقتل 40 يهوديًا.
 
يونيو 1348
دخل الطاعون إنجلترا عبر ميناء ميلكومب ريجيس فى دورست، وانتشر عبر المدينة، وهرب البعض مما تسبب فى نشرها دون قصد فى المناطق الداخلية للبلاد.
 
صيف 1348
بدأت مجموعة من المتعصبين دينيا، لأول مرة فى الظهور في ألمانيا، هذه المجموعات تشكلت من 50 إلى 500 رجل مقنع ونصف عارٍ تظاهروا وغنوا وجلدوا أنفسهم حتى تورموا، وقد كانت هذه  ممارسات للرهبان الإيطاليين فى القرن الحادى عشر أثناء الوباء، وانتشرت عبر أوروبا.
 
وأصاب الطاعون مرسيليا وباريس ونورماندى، ثم انقسمت السلالة، ومع انتقال سلالة واحدة إلى مدينة تورناي البلجيكية الآن إلى الشرق والأخرى تمر عبر كاليه وأفينيون، حيث مات 50 % من السكان، وانتقل الطاعون أيضًا عبر النمسا وسويسرا، وصاحبها غضب معادٍ على طول نهر الراين بعد انتشار شائعة مفادها أن اليهود تسببوا في الطاعون من خلال تسميم الآبار.
 
أكتوبر 1348
بعد إصابة وموت ابنة الملك إدوارد الثالث الأميرة جوان وصل الطاعون إلى لندن، وهرب سكان لندن إلى الريف بحثًا عن الطعام.
 
فبراير 1349
وقعت واحدة من أسوأ المذابح التى ارتكبت ضد اليهود خلال الموت الأسود فى عيد الحب فى ستراسبورج، حيث أحرق 2000 يهودي على قيد الحياة، ودافع 3000 يهودى عن أنفسهم في ماينز ضد المسيحيين ولكن تم التغلب عليهم وذبحهم.
 
أبريل 1349
أصاب الطاعون ويلز بعدما جلبه الأشخاص الفارين من جنوب إنجلترا، وقتل فى نهاية المطاف 100 ألف شخص هناك.
 
يوليو 1349
جلبت سفينة إنجليزية الموت الأسود إلى النرويج، ومات طاقم السفينة فى نهاية الأسبوع وسافر الوباء إلى الدنمارك والسويد، واعتقد الملك أن صيام يوم الجمعة ويوم الأحد يرضي الله وينهى الطاعون، لكن  أسفر عن مقتل اثنين من أخوة الملك والانتقال إلى روسيا وأيضًا شرق غرينلاند ، مما أجبر الفايكنج على وقف استكشافهم لأمريكا الشمالية.
 
مارس 1350
آملت اسكتلندا ، بعد أن تجنبت الطاعون حتى هذه اللحظة فى الاستفادة من ضعف الإنجليز فكدست جيشا وخططت لغزو إنجلتر، وأثناء الانتظار على الحدود لبدء الهجوم أصيب الجنود وتوفى 5000، وهلك ثلث اسكتلندا.
 
فى عام 1351
بدأ انتشار الطاعون بشكل كبير وفقدت أوروبا حوالي 50%من سكانها.
 
فى عام 1353
واجهت أوروبا مزيجا غريبا من  عدد الوفيات الهائل والناجين الفارين من منازلهم.
 
جدير بالذكر أن الطاعون لا يخرج من البلاد تمامًا ، بل يعود للظهور عدة مرات عبر القرون.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة