صدرت رواية "جيم المحظوظ" لـ كينجسلى آميس، فى سنة 1954 ورغم كونها الرواية الأولى للمؤلف إلا أنها حققت نجاحا ملحوظا.
وفى رواية "جيم المحظوظ" تسجل للمظاهر الزائفة والكاذبة للمجتمع الأكاديمى فى إحدى الكليات الموجودة فى مدينة إنجليزية صغيرة بعيدة عن العاصمة لندن، وكثيرون من النقاد يضعون الرواية بحسها الكوميدى ضمن أهم الروايات وأكثرها تأثيراً وانتشاراً التى شهدها القرن الماضى.
وبطل الرواية يدعى "جيم ديكسون" وهو مساعد أستاذ جامعى فى مادة التاريخ فى إحدى الجامعات الثانوية فى الريف فى مرحلة السنوات التى تلت الحرب العالمية الثانية، والذى يسكنه هاجس أن يمضى عامين فى الجامعة كى يتم تثبيته وبالتالى الإحساس بالاستقرار.
تبدأ الأحداث فى نهاية العام الدراسى الأول وهذا يعنى بالنسبة لديكسون الحد الفاصل بين الاستمرار لعام آخر أو الرحيل، وما يثير اضطرابه وقلقه أنه لم ينجح فى ترك انطباع جيد لدى البروفيسور ويلش المسؤول عنه، وبذا فإنه يتوقع فى أية لحظة أن يطلب منه مغادرة الجامعة.
وخوفا من أن يكتشف البروفيسور ويلش ضعفه أو مقته ونفوره منه، يقبل جيم بلا تردد اقتراحه بإعداد وإلقاء محاضرة فى نهاية الفصل الدراسى عن مرحلة من تاريخ بريطانيا، كما يكلفه ويلش فى الأيام التالية بإنجاز جميع أعماله نيابة عنه.
وتتوالى المواقف الكوميدية التراجيدية الناجمة عن مخاوف جيم التى تربكه وتوتره، إلى حد الاضطراب وعدم القدرة على التحكم بسلوكه وردود أفعاله. وفى الحفل الموسيقى الذى دعى إليه فى بيت رئيسه، يلتقى بزميلته وصديقته مارغريت التى تحاول التقرب منه والمتكلفة فى تصرفاتها والمتملقة لعائلة البروفيسور، مع تعاملها بفوقية أمومية مع جيم موحية له بأنها الإنسانة الوحيدة التى تعرفه.
ولد كينجسلى آميس عام 1922 فى لندن، وبدأ بكتابة ونشر القصائد فى لندن منذ عام 1947، وانضم إلى العديد من التجمعات المناهضة للحياة الفكرية المثالية وللأسلوب المتغطرس لدى الأرستقراطيين فى مرحلة الثلاثينات، وساعدته مراسلاته الدائمة مع صديق حياته الشاعر والروائى لاركين فى بلورة أسلوبه الساخر واللاذع فى النقد والذى تجلى فى روايته الأولى «جيم المحظوظ» ونشرها عام 1954، والتى ظهر بطلها لاحقا فى كل من روايته «تلك المشاعر الحائرة» ونشرت عام 1956 وحولت إلى فيلم سينمائى عام 1962 ورواية «يعجبنى هنا» ونشرت عام 1958.
