حسام محمود

"الحوار" أرضية السياسة المشتركة

الخميس، 06 فبراير 2020 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في مجتمعاتنا من الحقائق الكبري التي تحتاج الى الادراك والاستيعاب هي حقيقة التعدد والتنوع السياسي والفكري بين جميع فئات المجتمع السياسي ، وهي قاعدة وجودية شاملة لا يمكن الغاؤها والقضاء عليها ، والسعي ناحية الإلغاء هو سعي عقيم لأنه يخالف الثوابت الطبيعية في هذا التكوين المجتمعي ، والصراعات والخلافات التي شهدتها الحياة السياسية في الماضي ولا تزال تشهدها في الحاضر لم تنشأ بسبب الاختلاف والتنوع وانما بسبب العجز عن الاتفاق على هدف مشترك يجمع الناس ضمن دوائر ارتضوها لأنفسهم والحوار بين كل فرد وأخر من النافذة السياسية لتحقيق الأهداف المشتركة التي تدفع الي حياة سياسية يتفق عليها الجميع وهو الامر الذي لا يتحقق سوى بالحوار ، هذا الحوار الذي يخلق مساراً حقيقي يساهم بشكل كبير في اثراء الحياة السياسية

 

الحوار لا يدعو صاحب الرأي او المعتقد السياسي المخالف الى ترك موقعه السياسي او الفكري، وإنما هو حالة لأكتشاف المساحة المشتركة مع الأطراف الأخرى وبلورتها والانطلاق منها في النظر الى الأمور وتحليلها وتفعيل حلول سياسية مشتركة يتضافر في تنفيذها الجميع ، والحوار بين الأطراف السياسية والفكرية يفتح افاق التعاون ويبلور اطرها، ويدخل الجميع في مسيرة الدفاع عن الثوابت والأهداف المشتركة ومواجهة التحديات التي في الاساس مشكلات تواجه الجميع والحوار كذلك يساعدنا على اكتشاف قدراتنا ويقوي خيارات التواصل والتعارف بيننا، ويدفعنا جميعا الى التخلي عن الخيارات العنيفة التي تمارس النبذ والاقصاءعلى المستوى السياسي،


 

وفي قناعتي ان الحوار والتواصل بين القوى السياسية وبعضها البعض يساهم في تبديد حالة الجمود التي تعانيها احيانا هذه القوى، كما يفتح افاق الحل والمعالجة لحالات ضيق الأفق التي تعانيها في مجالات مختلفة والدعوة الى الحوار وسيلة انسانية حضارية قبل ان تكون ارض سياسية مشتركة للتعرف الى الآخرين من اجل كسر حواجز الجهل وتعميق عوامل المعرفة المباشرة والتفصيلية بالآخر حتى يتوفر المناخ النفسي والمعرفي والاجتماعي لخلق نمط انساني وحضاري حقيقي للعلاقة بين مجموع الأطراف السياسية المتحاورة ، واقصد هنا بالحوار ايضا ان في استخدام هذة الوسيلة تكوين لخياراتنا ومحاصرة سوء الفهم والظن واثراء الحياة السياسية بما يجعلنا نقضي علي موروثات الماضي ونخلق عوامل للثقة المتبادلة وسبل التعاون والتضامن علي قاعدة ثابتة وهي احترام الرأي والرأي الاخر

 

إن واقعنا الجديد للحياة السياسية التي نطمح اليها جميعا يتطلب من الجميع اقامة مفهوم حقيقي للحوار السياسي علي اسس من الفكر والثقافة والمشاركة الاجتماعية التي تحترم الفروق والتنوع الذي يجعلنا نملك القدرات المؤهلة لترتيب العلاقات والتشبيك مع كل الدوائر السياسية ، وتطوير كل ما له صلة ودور في تحريك الأفكارالمترسبة، وتطوير النظريات المؤدية الى خلق افكار سياسية جديدة تأخذ على عاتقها تعبئة قوى المجتمع في اتجاه مساندة الدولة وبناء مؤسساتها وتلبية متطلبات وحاجة المجتمع الي الدور السياسي ، وذلك يتحقق من خلال تكثيف قيم التواصل الفكري والمعرفي والإبداعي والذي يملك شباب الاحزاب السياسية الدور الاكبر في تحقيقها وتفعيلها بما يمتلك من ادوات واليات حديثة تتناغم مع مختلف المدارس السياسية والفكرية والثقافية علي صعيد المجتمعين المحلي والدولي ، للوصول الي رؤى وأفكار وصيغ جديدة تحرك العقول والافكار الساكنة تجاه المزيد من الحوار والتلاقي علي ارضية سياسية مشتركة للمضي قدما نحو إثراء الحياة السياسية

 

بقلم / حسام الدين محمود

عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة