"فزاعة روسيا".. كيف تحاول مراكز القوى بالحزب الديمقراطى إجهاض محاولة ساندرز بـ"عصا التدخل الأجنبي؟.. القيادات التقليدية تخشى "ثورة بيرنى" لتجديد الخطاب الحزبى.. وترامب المنتصر الوحيد من "حرب" الديمقراطيين

الأحد، 23 فبراير 2020 04:30 م
"فزاعة روسيا".. كيف تحاول مراكز القوى بالحزب الديمقراطى إجهاض محاولة ساندرز بـ"عصا التدخل الأجنبي؟.. القيادات التقليدية تخشى "ثورة بيرنى" لتجديد الخطاب الحزبى.. وترامب المنتصر الوحيد من "حرب" الديمقراطيين بيرنى ساندرز والحزب الديمقراطي وترامب
تحليل يكتبه: بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حديث متواتر حول دعم روسى محتمل للمرشح الرئاسى بالجولة التمهيدية للحزب الديمقراطى الأمريكى بيرنى ساندرز، ليكون منافسا للرئيس دونالد ترامب، فى الانتخابات الرئاسية المقررة، فى شهر نوفمبر المقبل، والتى يتوقع قطاع كبير من المحللين أن تكون الأشرس فى تاريخ الولايات المتحدة، منذ عقود طويلة من الزمن، وهو الأمر الذى يطرح العديد من التساؤلات حول ما إذا كان الحديث عن موسكو حقيقة، أم أنه مجرد "فزاعة"، للوقوف أمام التقدم الكبير الذى يحققه المرشح الذى يصف نفسه بـ"الاشتراكى"، والذى بات الأقرب لخوض الجولة النهائية، بعد الأنباء التى أفادت بتقدمه فى ولاية نيفادا مؤخرا، على حساب أبرز منافسيه، وعلى رأسهم نائب الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن، ومنافسه الشاب بيت بوتجيج، الذى فجر مفاجأة بتقدمه فى ولاية "أيوا".

ولعل الحديث عن دور روسيا فى الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة، ليس بالأمر الجديد تماما، حيث كانت القضية تسطر مانشيتات الصحف الأمريكية وغيرها من المنصات الإعلامية الأبرز فى العالم، طيلة أكثر من عامين بعد تنصيب ترامب على عرش البيت الأبيض، بينما لم يخرج الأمر فى نهاية المطاف عن كونه مجرد "هراء"، بعدما برأت التحقيقات التى أجرتها واشنطن، بقيادة القاضى الأمريكى روبرت مولر، ساحة الرئيس، وهو الأمر الذى دفع الديمقراطيين إلى تلقف اتصال هاتفي أجراه ترامب مع نظيره الأوكرانى فلاديمير زيلنيسكى، حول أنشطة مشبوهة، لنجل منافسه الديمقراطى المحتمل جو بايدن فى كييف، لإطلاق حملة تستهدف عزله من منصبه، بينما تحمل فى طياتها تشويه صورته قبل المعترك الانتخابى، وهو الأمر الذى لم يؤت ثماره.

 

"فزاعة" روسيا.. مراكز القوى تسعى لتقويض "جناح ساندرز"

وهنا يمكننا القول إن استهداف ساندرز عبر الحديث عن دعم روسى محتمل له، يتطابق مع الحملات التى شنها الديمقراطيون لاستهداف ترامب منذ بداية ولايته، وحتى نهايتها، عبر استدعاء "فزاعة" التدخل الخارجى فى العملية الانتخابية، سواء روسيا أو أوكرانيا، سيد البيت الأبيض، وهو ما يثير الشكوك حول ما إذا كانت السهام التى تستهدف ساندرز هى بمثابة "طعنة من الخلف"، من قبل ما يمكننا تسميته بـ"مراكز القوى" داخل الحزب، فى انعكاس صريح لحالة الانقسام التى يعانيها المعسكر الديمقراطى، منذ سنوات، والتى لعب فيها الرجل دورا بارزا منذ بداية صعود نجمه، عندما ظهر كمنافس لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون، فى الانتخابات التمهيدية، عام 2016.

فلو نظرنا إلى المشهد الديمقراطى منذ 2016، نجد أن ساندرز نجح بصورة كبيرة فى خلق جناح قوى داخل أروقة الحزب، خاصة بعد انتصار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية على حساب غريمته آنذاك هيلارى كلينتون، حيث رأى قطاع كبير من أعضاء الحزب أن إقصاء المرشح "العجوز" ساهم فى نجاح ترامب، والذى تبنى خطابا "متجددا" يختلف عن أسلافه، فى ظل شعبويته، وقدرته على التلامس مع مخاوف المواطن الأمريكى، بعيدا عن "التابوهات" الحزبية المعروفة.

ساندرز الثائر يثير هلع الديمقراطيين
ساندرز الثائر يثير هلع الديمقراطيين

"جناح" ساندرز لم يستغرق وقتا طويلا حتى يصبح حقيقة واقعة فى العلن، حيث فرض وجوده بقوة فى انتخابات التجديد النصفى الأخيرة، والتى عقدت فى نوفمبر 2018، حيث ترشح قطاع كبير من الشباب المناصرين له، وعلى رأسهم إلهان عمر، ورشيدة طليب، بالإضافة إلى ساندرز نفسه، والذين تمكنوا من تحقيق نتائج كبيرة عبر مزاحمة القيادات التقليدية فى مقاعد الكونجرس الأمريكى، إلا أن ذلك ربما لم يكن كافيا بالنسبة لهم، حيث يبقى وجود مرشحهم فى البيت الأبيض، هو الهدف الذى يطمحون لتحقيقه فى المرحلة الراهنة.

 

حرب تكسير العظام.. التقليديون يخشون "ثورة" ساندرز

وبين "مراكز القوى" و"جناح ساندرز"، تثور معركة خفية، يمكننا تسميتها بـ"حرب تكسير العظام"، ربما يبدو منها رغبة القيادات التقليدية، وعلى رأسهم رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى، فى السيطرة على زمام الأمور، داخل الحزب، فى حين تبقى الكثير من الحسابات غير المعلنة، التى يمكنها أن تكشف مخاوف الديمقراطيين المناوئين للمرشح العجوز، وعلى رأسها "ثورته" المحتملة على أسس الحزب المعروفة، على غرار النهج، الذى يقوده ترامب، لـ"تجديد" رؤية الحزب الجمهورى، منذ صعوده إلى البيت الأبيض، عبر تحييد ما يسمى بـ"الصقور"، وهو ما بدا واضحا فى قراراته المتواترة، سواء باستبعاد مستشاره السابق للأمن القومى جون بولتون، أو تهميش وزير الخارجية مايك بومبيو، بالإضافة إلى إقصاء رئيس مجلس النواب السابق بول رايان من المشهد السياسى والحزبى.

صعود ساندرز يكتب كلمة النهاية للقيادات التقليدية للحزب الديمقراطى

صعود ساندرز يكتب كلمة النهاية للقيادات التقليدية للحزب الديمقراطى

الحرب الدائرة داخل أروقة الحزب الديمقراطى ليست جديدة، على الإطلاق، حيث بدأها الشباب المؤيد لساندرز، بمجرد الإعلان عن ترشح بايدن فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، عندما أطلقوا دعاية تهدف فى الأساس إلى تشويه صورته، لإقصائه من المشهد الانتخابى، عبر اتهامه بالتحرش الجنسى بعدة سيدات، إبان وجوده فى منصب نائب الرئيس الأمريكى، وهى الحملة التى لاقت تفاعلا كبيرا من قبل قطاع كبير من الأمريكيين، وربما ساهمت بصورة كبيرة فى تراجع حظوظه، منذ بداية الجولة التمهيدية، وهو الأمر الذى دفع القيادات التقليدية لإلقاء ثقلهم فى دعم وجه جديد، يحمل شبابا فى ملامحه، بينما تبقى ميوله الجنسية، باعتباره "مثلى الجنس"، أحد أهم مؤهلاته لاستقطاب فئات معينة داخل المجتمع الأمريكى، ليصبح بيت بوتجيج، الذى لم يتجاوزه عمره الـ37 عاما، هو بمثابة المنافس الفعلى لساندرز.

 

خياران "أحلاهما مر".. ترامب المنتصر الوحيد

معارك الديمقراطيين ربما لا تصب فى النهاية، سوى فى صالح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حيث إنها تعمق حالة الانقسام داخل المعسكر الديمقراطى فى المرحلة الراهنة، وهو الأمر الذى يسعى إلى تحقيقه، قبل انطلاق المعترك الرئاسى، فى الوقت الذى يتباهى فيه بوحدة الجمهوريين، وهو ما بدا واضحا فى الإجماع بين أعضاء حزبه على رفض حملة بيلوسى لعزله من منصبه، لتصبح شاهدا على نجاحه فى إعادة هيكلة حزبه، ليدور كافة الأعضاء فى فلكه.

ترامب المنتصر فى معركة الديمقراطيين
ترامب المنتصر فى معركة الديمقراطيين

نجاح ساندرز فى الجولة التمهيدية، ربما يترك تداعيات عميقة، قد تصل إلى الحد الذى يضع قيادات الحزب الديمقراطى في حيرة بين خيارين "أحلاهما مر"، أولهما دعم مرشح الحزب، الذى سيسعى إلى إقصائهم في حال جلوسه على عرش البيت الأبيض، بينما يبقى ثانيهما الإبقاء على الوضع الحالي، عبر الاحتفاظ بالرئيس الحالي لأربعة سنوات أخرى، يمكنهم من خلالها إعادة ترتيب البيت من الداخل، بحيث يحتفظون بسطوتهم داخل الحزب، والإعداد للانتخابات المقبلة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة