أكرم القصاص

الصين وأمريكا وتجار المرض.. «كورونا قوم عند قوم» بيزنيس وحروب تجارية!

الأحد، 02 فبراير 2020 07:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام، انتشرت على مستوى واسع صورة لعدد كبير من الأشخاص فى ساحة واسعة، والتعليق بأنهم ضحايا فيروس كورونا فى الصين، وكان هناك فيديو بنفس المشاهد لعشرات يتساقطون فجأة وتلتقطهم الكاميرا، وأعاد كثيرون على فيس بوك وتويتر مشاركة الصورة مع تأكيدات على أنها لضحايا كورونا، المشهد مفزع ويضاعف من الرعب، متزامنا مع حملة دعائية واسعة عن الفيروس القاتل الذى يجتاح العالم. 
 
وبالرغم من خطورة المرض، فقد كان تكرارا لحملات سابقة حذرت من فيروس أنفلونزا الطيور، ومن بعده لأنفلونزا الخنازيرـ وسارس، وجنون البقر.. إلى آخر القائمة، ومع أن دولا كثيرة ومنها مصر أقدمت على إعدام أعداد هائلة من الطيور، والخنازير، وتم ترويج عقار«تامفلو» بكميات ضخمة، إلا أن هذه الأوبئة المفترضة تراجعت لتحل مكانها كورونا. 
 
وبالعودة إلى مشهد «الناس الميتة» نشرت وكالة أسوشيتدبرس تقريرا حول الصورة المفترضة لضحايا كورونا، وقالت: «أعاد كثيرون فى العالم نشر هذه الصورة وتم تشييرها آلاف المرات على أنها لضحايا كورونا، لكن هذا ادعاء خاطئ، فالصورة لمشهد تمثيلى جرى فى هامبورج بألمانيا عام 2014، فى تذكر ضحايا النازية فى هامبورج بألمانيا. 
 
وبالرغم من تقرير الوكالة، فقد تواصلت عمليات نشر صورة الضحايا وتحويلها إلى فيديوهات وتناولتها محطات فضائية، ولم يكلف أحد نفسه بالقيام بعملية بحث بسيطة ليعرف أصل الصورة، ومعها فيديوهات لأسواق صينية فى محاولة للإيحاء بأن نظام الصين الغذائى وراء هذا، بل إن بعض «الهايصين فى الهيصة» روجوا مقاطع أدبية وخيالية تشير إلى أن الصين تجرى تجارب بيولوجية كانت وراء الفيروس. وبعض هذه التفاصيل ليست بريئة ولكنها جزء من حملات دعائية، يشارك فيها مستخدمو السوشيال ميديا بسخرية وربما من دون قصد، ولكنها  تتجاوز الفكاهة إلى أن تكون جزءا من حرب دعائية تتزامن مع المرض، ويكسب منها تجار الرعب فى العالم، ممن ينطبق عليهم المثل«مصائب قوم عند قوم فوائد»، والفوائد يجنيها منافسو الصين وبعض شركات الدواء.
 
الصورة المفبركة والفيديوهات المتزامنة لم تكن الحالة الأولى لصناعة وتداول الأكاذيب، التى تتسع يوميا مع اتساع تأثير مواقع التواصل الاجتماعى، ولم يستبعد الصينيون أن تكون هذه الصورة وغيرها، تم نشرها بتعمد ضمن حرب دعائية تستهدف نشر رعب إضافى من فيروس كورونا، ضمن حرب تجارية، فالصين عملاق اقتصادى، يخوض حربا تجارية واسعة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبالطبع فقد تعرضت الصين لخسائر ضخمة جراء رعب كرونا، حيث تراجعت حركة السفر من الصين وإليها، كما توقفت الكثير من الصفقات التجارية مع الصين. 
 
ومع وجود خطر فعلى لفيروس كورونا والخوف من انتشاره، من هذا الرعب والإجراءات التى تتخذها منظمة الصحة العالمية، فإن هذا الاهتمام لا يتوجه إلى ملايين من البشر يموتون فى دول العالم الفقيرة، الجوع ونقص الغذاء، فضلا عن الأمراض العادية التى انتهت من العالم ولكنها تنتشر فى الدول الفقيرة. 
وحتى الأنفلونزا الموسمية معروف أنها تقتل ما بين 500 إلى 700 ألف سنويا فى العالم، والصين نفسها أخذت إجراءات لمحاصرة المرض ومنع انتشاره، وهناك جهود للتوصل إلى لقاح يقى من المرض، والحذر العالمى مستمر، لكن هناك بالفعل حالة إفزاع مضاعفة، تبدو جزءا من حرب هدفها الاقتصاد الصينى، ولا شك أن هذه الحملات تصب بشكل غير مباشر فى صالح منافسى الصين، ناهيك عن مصالح اقتصادية لشركات الدواء والمواد الوقائية الخاصة بالوباء، باعتبار أن «كورونا قوم عند قوم أرباح». 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة