رحيل راهب القصة القصيرة.. سعيد الكفراوى "المُخلص" للقصص .. كتب 12 مجموعة مثلت عوالم مدهشة عاش فيها ورحل دون كتابة رواية واحدة .. صاحب "كشك الموسيقى": عشت آمل كتابة الرواية والقصة تشبهنى وهى أفضل الأشكال

السبت، 14 نوفمبر 2020 03:30 م
رحيل راهب القصة القصيرة.. سعيد الكفراوى "المُخلص" للقصص .. كتب 12 مجموعة مثلت عوالم مدهشة عاش فيها ورحل دون كتابة رواية واحدة .. صاحب "كشك الموسيقى": عشت آمل كتابة الرواية والقصة تشبهنى وهى أفضل الأشكال القاص الكبير سعيد الكفراوى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاش راهبا لفن القصة القصيرة، ترك أعمالا إبداعية عديدة لم يكن بينها رواية واحدة، أطلق عليها "المُخلص" الذى أحب وأخلص إلى فنه الأثير، فظل لقبه دائما "القاص الكبير" أنه الأديب الكبير سعيد الكفراوى.
 
ورحل عن عالمنا صباح اليوم السبت، الأديب والقاص الكبير سعيد الكفراوى، عن عمر يناهز 81 عاما بعد رحلة طويلة قضاها فى الكتابة والإبداع، قدم فيها العديد من الأعمال، وإن كان إسهامه الأكبر فى المجموعات القصصية، التى تفوق فيها.
 
ولد سعيد الكفراوى فى قرية كفر حجازى بالمحلة الكبرى سنة 1939، ونشأ فيها، وبدأ اهتمامه بالأدب مبكرًا، فكون فى بداية الستينيات ناديًا أدبيًا فى قصر ثقافة المحلة الكبرى.
 
وبدأ سعيد الكفراوي كتابة القصة القصيرة من الستينيات، لكن أولى مجموعاته القصصية لم تُنشر إلا في الثمانينيات، وصدر له نحو 12 مجموعة قصصية، وكانت من أوائل المجموعات المنشورة له "مدينة الموت الجميل" في 1985، و"ستر العورة" 1989، "البغدادية" 2004، و"زبيدة والوحش" 2015، وخلال مسيرته الأدبية؛ حصد الكفراوي جائزة السلطان قابوس بن سعيد للقصة القصيرة عن مجموعته القصصية "البغدادية"، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب (مصر- 2016).
 
 

المخلص للقصة القصيرة

كان أكثرما يميز الأديب الكبير سعيد الكفراوى، هو أنه كان مخلصا للقصة القصيرة، ظل وافيا لهذا الفن من الكتابة منذ البداية وحتى النهاية، عشق هذا النوع من الإبداع، وظل حتى نهاية حياته أبا لكثير من الأجيال الجديدة فى فن القصة القصيرة.
 
"الكفراوى" كان أحد هؤلاء الأشد إخلاصاً لفن القصة القصيرة، وواحد من القلائل النادرين الذين حفروا اسما كبيرا فى السرد من دون كتابة روايات، وهو خيار شديد الصعوبة، أصر عليه الكفراوى، حتى الرحيل، فاستحق لقب "راهب القصة القصيرة" والحارس الوفى لفنها البديع.
 
يقول الأديب الراحل عن "القصة القصيرة"، فى حوار أجرى معه، إن "شيوخ الطريقة (كتابة القصة القصيرة)، همنغواى، وكافكا، وتشيكوف، وبورخيس ما زالوا يعيشون بنصوصهم، ما زالوا يعيشون فاعلين فى أرواحنا وخيالنا بحكمة كورتاثار: ل قصة خالدة هى كالبذرة التى تنام فى داخلها شجرة عظيمة ستنمو ويستظل فى ظلها الناس".
 
ويضيف الكفراوى، أن الأمر يرجع إلى الكتابة نفسها، وأن أى كتابة جيدة فاعلة ومؤثرة فى كل الأزمنة، والفنون الجيدة والتى أنتجت فى الماضى هى بنت المستقبل، موضحا أن رواج الرواية يرجع لقدرتها على تناول متغيرات الحياة وكما أن هناك روايات جيدة فهناك أيضاً قصص جيدة.
 
 
غياب الرواية عن إبداعات سعيد الكفراوى
"أحببت كتابة القصة القصيرة واعتبرتها الشكل الأمثل للتعبير عن تجربتى (إن كانت هناك تجربة) طبعاً تمنيت أن أكتب رواية أردت لها الكمال،  لذلك لم أكتبها أبداً" هكذا قال تحدث القاص الكبير سعيد الكفراوى، عن سبب غياب الرواية عن إبداعاته الأدبية.
 
وقال "الكفراوى" فى حوار سابق، "كتابة الرواية تحتاج إلى جهد روحي، كان لدى العديد من مشاريع لروايات لم تكتب، ومنها (حافة الخليج)، وهى عن تجربة مدرس مصرى فى السعودية، وتركز فى مجملها على القصاص وقسوة الواقع، ومن فترة طويلة كان لدى فكرة رواية أخرى، عن شخص اسمه بطرس الصياد، وهو مسيحى أنتج فليما عن تجلى العذراء، ما أثار العديد من الإشكاليات مع من حوله، كلها مشاريع، لكن على أرض الواقع لا يوجد شيء، لأنى حقيقة لم أستنفد غرضى مع القصة القصيرة، فعبرها أحاول أن أفهم أرواح الناس، من خلال كتابة تشبهني، تفرضها طبيعة الكتابة.
 
وأضاف كتبت 130 قصة تضمنتهم 12 مجموعة مثلت عوالم مدهشة عشت فيها، وقد عشت بأمل أن أكتب رواية ولم تُكتب ولكن ما حققته لى القصة القصيرة كثير جدا، فالقصة القصيرة تمثل لى صوت يأتينى عبر الأماد البعيدة فيرعبنى، هى شكل من أحسن الأشكال التى تساعدنى لكتابة تجربتى، وتابع: "خلال تجربتى انشغلت بالعديد من الروايات، لكن على أرض الواقع لا يوجد شيء، أحب القراءة أكثر من الكتابة، ومن جيلي، الكاتب صنع الله إبراهيم الذى كان كلما دخل علي، يرانى أقرأ، وهو ما جعله يعلق: «هو أنت ستشغل قارئا»، وأنا فى حقيقة الأمر، حتى لو كنت أقرأ، وجاءنى إلهام الكتابة، لا أترك القراءة، ومن هنا كان إنتاجى قليلا".
 
 

أبرز أعمال القاص الكبير سعيد الكفراوى

 

دوائر من حنين

دوائر من حنين
 
مجموعة صدرت عام 1997، عن دار توبقال للنشر، تضم مجموعة من المقطوعات القصصية التي تحكمها تيمة الحنين الى الحياة - كما يفصح العنوان -  ومع أن "الموت" له حضور مراود في "دوائر من حنين"، سواء كان معنى مجردا أو واقعية حسية تتمثل في المظاهر التي يتخذ منها قوالبه الثابتة أو الطقوس المحيطة به أكثر بكثير من كونه واقعة عضوية معاشة.
 

بيت للعابرين

بيت للعابرين
 
مجموعة صدرت عام 1999، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تحتوي هذه المجموعة القصصية على القصص التالية: سيدة على الدرج، صباح غير أليف، صباح غير عادل، رائحة الليل، وردة الليل، كشك الموسيقى، يسعد صباحك يا وطن، صورة ملونة للجدار، بيت للعابرين، في حضرة السيدة، الحلم بادرة حسنة للنوايا وفاصلة وخاتمة تنتهي بغير افتخار.
 

شفق ورجل عجوز وصبي

شفق ورجل عجوز وصبي
 
هى مختارات قصصية تضم أربع وثلاثون مقطوعة قصصية، صدرت عن دار الشروق عام 2008، لم يركن لفكرة المختارات التقليدية، بدليل أن القصص المختارة لم تنشر حسب تواريخ كتابتها أو تتوزع بترتيب صدور مجموعاتها القصصية، بل تفرقت، بحيث يمكن أن نقرأ على التوالي واحدة من القصص المبكرة مشتبكة بواحدة من أحدث قصصه، وبحيث بدا لي أن أحد الرهانات كان تقديم كتاب قصصي له استقلاليته.
 

مجرى العيون

مجرى العيون
 
صدرت عام 2001، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهى مجموعة ممتعة دخلت بها إلى عالم الريف الجميل وكانت كل قصة عالم فريد ومختلف ومن زوايا جديدة
 

مدينة الموت الجميل

مدينة الموت الجميل
 
مجموعة قصصية، صدرت عام 2002، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، الكتاب يتناول مجموعة من القصص القصيرة الشيقة التى تجذب القارئ مثل صندوق الدنيا، الجمعة اليتيمة، مدينة الموت الجميل، خط الاستواء.
 

البغدادية

البغدادية
البغدادية
 
مجموعة صدرت عام هيئة الكتاب المصرية، عام 2004، وهى مجموعة قصص صغيرة، ومن عناوينها "ساعات فرجينيا الأخيرة، وصيد الغزلان، والقطاع والعصفور، وما لا يليق لقاتل أجير، ويوم بسبعين سنة، والخضار أم الحلبي، ومتعهد سرادقات العزاء".
 

يا قلب مين يشتريك

يا قلب مين يشتريك
 
مجموعة صدرت عام 2007، عن سلسلة كتاب اليوم، تضم 12 قصة قصيرة، تزخر بأجواء الاحداث التي تسري في امكنة بعيدة عن المدينة محملة بالاحاسيس والمشاعر التي تجسد معان وظواهر اجتماعية تطل على الامنيات والاحلام المغايرة للواقع الصعب الذي يتحرك فيه ابطاله.
 

حكايات عن ناس طيبين

حكايات عن ناس طيبين
 
كتاب صدر عن دار العين للنشر، عام 2007، سعيد الكفراوي يحكي عن ناس طيبين جمع سعيد الكفراوي في “حكايات عن ناس طيبين” مجموعة من الاسكتشات التي سبق له نشرها في مناسبات متفرقة. وبطبيعة كتابتها متفرقة، فقد تفاوتت قيمتها. غير أن وزنها مجتمعة يزيد عن محصلة مفرداتها.
 

زبيدة والوحش

زبيدة والوحش
 
مختارات قصصية" للكاتب القصصي الكبير سعيد الكفراوي، عن الدار المصرية اللبنانية، عام 2015، ويضم المجموعات الست الأولى التي كتبها خلال مشواره الأدبي منذ الستينيات وحتى الآن، الكتاب الجديد الذي يراوح ما بين سحر الكلمة وسحر الصورة، يأتي كتجربة خاصة وجديدة تمامًا في عالم النشر والكتابة، سرديًّا وبصريًّا.
 

حكايات من دفتر الأحوال

حكايات من دفتر الأحوال
 
صدر حديثاً عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، عام 2018، يروي مؤلفه القاص الكبير سعيد الكفراوي مجموعة حكايات كتبها عن أناس أحبهم، ورحلوا عن حياتنا، حيث يقول الكفراوي في مقدمة الكتاب: «هي حكايات ولا زمن؟!. ولا ناس عرفتهم يوماً ومضوا؟ وأنا بين كل هذا أكدس الريح وأصطاد الأرنب بالثور. وأسبح ضد التيار».
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة