ـ انعقاد القمة نوفمبر المقبل.. السعودية تستضيف 100 اجتماع ومؤتمر قبل الانعقاد
عقدت مجموعة عمل الصحة ضمن برنامج رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، اجتماعها الأول بحضور وفود من دول أعضاء المجموعة والدول المدعوة والمنظمات الإقليمية والدولية.
وناقش الاجتماع على مدار ثلاثة أيام التحديات المشتركة والفرص المحتملة سعيا لتحديد الخطوات القادمة نحو إنشاء أنظمة صحية مستدامة تتمحور حول الإنسان.
وتركزت جلسات الاجتماع على الرعاية الصحية الحكيمة، والصحة الرقمية، وسلامة المرضى. كما تخلل الاجتماع كذلك نقاشات بناءة بشأن التأهب للأوبئة والتهديد الناشئ من مقاومة مضادات الميكروبات؛ وذلك استنادا إلى التقدم المحرز في الرئاسات السابقة لمجموعة العشرين .
وكانت المملكة قد تسلمت رئاسة مجموعة العشرين أو "جي 20" رسميًا في 25 نوفمبر الماضي، ولمدة عام واحد، لتُصبح بذلك البلد العربي الأول الذي يستضيف قمة قادة المجموعة. ويأتي ذلك بعد 11 عامًا على انضمام المملكة إلى مجموعة العشرين، وبعد 5 أشهر من تسلّمها الرئاسة في ختام القمة التي انعقدت ليومين بمدينة أوساكا اليابانية.
3,5 مليار شخص محرمون من الرعاية الصحية
وتشكل أنظمة الرعاية الصحية حول العالم 11% من إجمالي الناتج المحلي، وتسهم في توليد الملايين من الفرص الوظيفية، والكثير منها مخصص للنساء. وفي الوقت ذاته، يفتقر حوالي 3,5 مليار شخص إلى الخدمات الصحية الأساسية، ويمكن لهذا الوضع أن يتحسن بتعاون المجتمع الدولي واغتنام كافة الفرص التي تقدمها التوجهات والتقنيات الناشئة الكفيلة بتشكيل آفاق جديدة لنظام الرعاية الصحية.
وعلى هامش الاجتماع، انعقد المؤتمر الدولي الأول لتسريع التحول نحو أنظمة صحية مستدامة من خلال تعزيز الرعاية الصحية الحكيمة. وتميز المؤتمر بحضور نخبة من الخبراء ووفود الدول وممثلي المنظمات الدولية. واستعرض المتحدثون التجارب الناجحة وأفضل الممارسات الخاصة بتنفيذ حلول "الرعاية الصحية الحكيمة".
وتعتزم مجموعة عمل الصحة لمجموعة العشرين الاجتماع مجددا في مارس 2020 وذلك للمضي قدما في المناقشات وتوحيد الآراء لإنشاء أنظمة صحية مستدامة تركز على سلامة الأفراد واحتياجاتهم.
مجموعة العشرين
فور تسلم المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة العشرين خلال العام الجارى، عملت على إطلاق موقع إلكترونى باللغتين العربية والإنجليزية متخصص لبث كل ما يتعلق بعمل المجموعة خلال رئاسة المملكة لها ، ومن جانبه قال الملك سلمان بن عبدالعزيز إن سـيكون لاسـتضافة المملكـة العربيـة السـعودية أعمـال مجموعـة العشـرين دور رئيسـي فـي تقديـم منظـور منطقـة الشـرق الأوسـط وشـمال إفريقيـا بالإضافـة إلـى وجهـات نظـر الـدول الناميـة.
وأوضح، وفق الموقع الرسمى لمجموعة العشرين، أن المملكـة تمر بتحـول تاريخـي فـي ظـل رؤيـة 2030 للوصـول إلـى مجتمـع حيـوي واقتصـاد مزدهـر ووطـن طمـوح، ومـن خـلال هـذه الرؤيـة سـتعمل المملكـة مـع أعضـاء مجموعـة العشـرين لتبـادل الخبـرات وتعزيـز التعـاون الدولـي بهـدف إيجـاد الحلـول للقضايـا الملحـة للقـرن الحـادي والعشـرين.
وأضاف أن مجموعـة العشـرين منتـدى عالمـي، يجمـع قـادة ورؤسـاء وممثليـن لـكل القـارات وذلـك للعمـل بشـكل جماعـي واقتـراح حلــول فعالــة ذات أثــر إيجابــي علــى العالــم أجمــع لإيجاد حلول للازمات، وقــد أدى المنتــدى فــي العقــد الماضــي دورا فاعلا فى معالجة الازمة الاقتصادية العالمية ، وإيجـاد إصلاحات تعـزز النمـو والتنميـة وصياغـة مناهـج جماعيـة بشـأن القضايـا التـي تسـتوجب التعـاون. إن رسالة السعودية توضح للعالم الأهداف التى ترنو لتحقيقها خلال رئاستها، مؤكدا نعلـن تفاؤله والسعى إلـى التوصل للمجموعـة لمخرجات تحقـق آمـال شـعوب العالـم.
ومن جانبه أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التزام المملكة خلال رئاستها المجموعة بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا، وتعزيز التوافق العالمي، وسنسعى جاهدين بالتعاون مع الشركاء بالمجموعة لتحقيق إنجازات ملموسة، واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل".
وأضاف: "تقع المملكة على مفترق الطرق لثلاث قارات، هي: آسيا وأفريقيا وأوروبا. وباستضافة السعودية مجموعة سيكون لها دورًا مهمًا في إبراز منظور منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونحن نؤمن بأن هذه فرصة فريدة لتشكيل توافق عالمي بشأن القضايا الدولية عند استضافتنا دول العالم في السعودية".
برنامج السعودية لرئاسة "العشرين"
وقد أعلنت المملكة العربية برنامجها لرئاسة مجموعة العشرين الاقتصادية المعروفة اختصارًا بـ"جي 20"، والتي بدأت أعمالها كرئيسة للمجموعة رسميًا ديسمبر الماضى، وتستمر إلى حين انعقاد قمة قادة المجموعة في الرياض 21 و22 نوفمبر 2020.
ومن المُقرر أن تركز المُناقشات واللقاءات الوزارية ومجموعات العمل المزمع أن تُنظمها السعودية خلال رئاستها المجموعة على تحقيق الشعار الذي حدّدته لبرنامجها: "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع"، وفق الموقع الإلكتروني الرسمي لمجموعة العشرين، وبالنظر إلى كونها أول بلد عربي يستضيف قمة لقادة "جي 20"، تسعى السعودية خلال فترة رئاستها إلى تحقيق 3 محاور رئيسية تتمثل في:
ـ تمكين الإنسان: من خلال تهيئة الظروف التي تُمكّن جميع الأفراد، وبخاصة النساء والشباب، من العيش والعمل والازدهار.
ـ الحفاظ على كوكب الأرض: من خلال تعزيز الجهود التعاونية فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي، والمناخ، والطاقة والبيئة.
ـ تشكيل آفاق جديدة: من خلال اعتماد استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لتبادل منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي.
كما شدّدت المملكة أنها ستعمل خلال رئاستها "جي 20" على ضمان استمرار المجموعة في إبراز نطاق واسع وشامل لوجهات النظر الدولية.
وتحقيقا لذلك الهدف، وجهت السعودية دعوات إلى الأردن وسنغافورة وإسبانيا وسويسرا. كما ستوجه دعوات إلى منظمات إقليمية من بينها: صندوق النقد العربي، والبنك الإسلامي للتنمية، وفيتنام بصفتها رئيسًا لرابطة دول جنوب شرق آسيا، وجنوب أفريقيا بصفتها رئيسًا للاتحاد الإفريقي، والإمارات بصفتها رئيسًا لمجلس التعاون الخليجي، والسنغال بصفتها رئيسًا للشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا.
وستُدعى المنظمات الدولية التي كان لها مساهمات جلية تاريخيًّا في مجموعة العشرين، التي تشمل: منظمة الأغذية والزراعة، ومجلس الاستقرار المالي، ومنظمة العمل الدولية، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والأمم المتحدة، ومجموعة البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة التجارة العالمية، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وخلال الفترة التي تسبق عقد قمة قادة المجموعة في نوفمبر من العام المقبل، ستستضيف السعودية أكثر من 100 اجتماع ومؤتمر، تتضمن اجتماعات وزارية واجتماعات لمسؤولين رسميين وممثلي مجموعات التواصل المُمثلة في "مجموعة الأعمال (بي 20)، ومجموعة الشباب (واي 20)، ومجموعة العمال (إل 20)، ومجموعة الفكر (تي 20)، ومجموعة المجتمع المدني (سي 20)، ومجموعة المرأة (دبليو 20)، ومجموعة العلوم (إس 20)، ومجموعة المجتمع الحضري (يو 20)" .
شعار مجموعة العشرين
صمم شـعار مجموعة العشـرين لعام 2020 المصمم السـعودي الشاب، محمـــد الحـــواس، الـــذي اســـتوحاه مـن هويـة المملكـة التـي تجمـع بيـن أصالـة الماضـي بتراثـه وثقافتـه، وعراقـة الحاضـر بحداثتـه وتطـوره.
ويظهـر الشـعار فـي صـورة شـريط ملتـف مطـرز بخيـوط السـدو التقليـدي، كمـا لـو كان يلتـف حـول العالـم، ويعكـس التفافــه اســتضافة المملكــة لــدول مجموعــة العشــرين. ويُنســج الســدو باليــد مــن خيــوط زاهيــة الألوان تزيــن بــه، إضافـة إلـى اللمسـة التراثيـة، يتزيـن الجـزء الخلفـي مـن الشـعار بخيوط رقميـة تربـط العالم وتصـل الماضي بالمسـتقبل، ويسـتمد المصمـم فكرتـه هـذه من رؤيـة المملكـة العربية السـعودية 2030.
وبالتالي تتضح فكرة شعار مجموعة العشرين الثالث عشر الذي يجمع بين تاريخ المملكة ورؤيتها للمستقبل.
