خالد ناجح

‏G 7

الإثنين، 26 أغسطس 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خاض الرئيس عبدالفتاح السيسى المعركة ضد الإرهاب، باستراتيجية اعتمدها مجلس الأمن كوثيقة رسمية له، والتى حملت رؤية عميقة للخطر الذى يواجهه العالم وسبل التصدى له، حيث حملت بُعدا استراتيجيا لا يتوقف فقط عند مواجهة الإرهاب، بل مواجهة ما وراء الإرهاب ومن يدعم الإرهاب ويعطيه القوة ويبقيه ممتدًا ومتواصلًا، فمصر بدأت الحرب ولم تنتظر أحدًا بل ظلت ولاتزال مستمرة فى حربها ضد الإرهاب الذى جنّب العالم ويلات وقوع ضحايا من كل بلاد العالم.
 
مصر لديها رؤية فى الحرب ضد الإرهاب وكيفية مواجهته الشاملة وعدم اختزاله فى شبكة أو اثنتين، فالتنظيمات الإرهابية تنشط عبر شبكة سرطانية وتجمعها روابط متعددة فى معظم أنحاء العالم، وتشمل الأيديولوجية والتمويل والتنسيق العسكرى والمعلوماتى والأمنى.
 
ذهب الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مدينة بياريتز الفرنسية للمشاركة فى اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى- الدول السبع مجتمعة تمثل أكثر من 62 فى المائة من صافى الثروة العالمية- لعام 2019 وتبحث القمة فى نسختها الـ44 عددًا من الملفات السياسية والاقتصادية والبيئية التى تخص الوضع العالمى، وتجديد شراكة أكثر إنصافًا مع أفريقيا.
 
 وتترأس القمة فرنسا ويشارك فى أعمالها 24 وفدًا من بينهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، ورئيسا وزراء اليابان وكندا والرئيس السيسى، الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى، ورؤساء دول وحكومات كل من جنوب أفريقيا والسنغال ورواندا وبوركينا فاسو وإسبانيا والهند وأستراليا وشيلى، بالإضافة إلى مشاركة ممثلى الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولى ومنظمة التجارة العالمية. 
 
يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى وفى يده أجندة مصرية خاصة وأخرى أفريقية، حيث تناقش القمة قضايا كان مصر لها باع طويل معها، ولا أكون متحيزًا لو قلت إن مصر سبقت العالم بتجربتها فى بعض القضايا مثل قضايا الأمن ومواجهة استخدام الإنترنت للأغراض الإرهابية والتطرف العنيف ومواجهة منظمات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، والتطرق للجرائم البيئية التى تضر بالكوكب، وملف مكافحة عدم المساواة والحد من التهديدات وتعزيز الديمقراطية ودعم المساواة من خلال تعزيز الدبلوماسية النسوية، وضمان ودعم المرأة للوصول إلى التعليم، والعمل من أجل التحرر الاقتصادى للمرأة خاصة فى أفريقيا. 
 
وتعد هذه الدعوات لمشاركة مصر انعكاسًا واضحًا لأهمية مصر واقتصادها بالنسبة للعالم، وهى بالتأكيد دلالة على صدق مجموعة من التقارير العالمية الصادرة من المنظمات المختلفة، والتى تتوقع أن تكون مصر مرشحة لأن تكون سابع أكبر قوة اقتصادية فى العالم بحلول عام 2030، وتسبق دولًا كبرى نتيجة للإصلاحات الاقتصادية التى شهدتها مصر فى الآونة الأخيرة، وبعد أن قدمت مصر تجربتها الناجحة للعالم بعد تطبيق برنامج إصلاح اقتصادى جاد، كفرصة استثمارية واعدة، وهو ما يحقق العديد من المكاسب سواء على مستوى اجتذاب الفرص المتاحة للاقتصاد المصرى أو الاستفادة من نتائج أعمال القمة، بعدما أصبحت مصر الآن من أهم الواجهات الاستثمارية فى الأسواق الناشئة والأقرب إلى التلاقى مع طموحات الشركات الراغبة فى الاستثمار الجاد والآمن بحكم ما لديها من بيئة تشريعية وقوانين استثمار وبنى تحتية حديثة، بالإضافة لتوفيرها مصادر الطاقة والبنية المصرفية والبنكية الحديثة، وكلها تؤهل مصر لاستقطاب المزيد من المشروعات التنموية الكبرى، فكل زيارة أو نشاط يقوم به الرئيس له الكثير من العوائد، خاصة أن الرئيس يحظى باحترام كبير من قبل زعماء مجموعة السبع الذين يحرصون على الاستماع إليه ويعدونه زعامة مسؤولة يعتمد عليها.
 
فالرئيس دائمًا يؤكد أهمية قضايا السلم والأمن وكذلك قضايا التنمية والصناعة فى القارة الأفريقية، وضرورة إتاحة الفرصة أمام أفريقيا ودول العالم الثالث لنظام اقتصادى عالمى أكثر استقرارًا وعدالة قائمة على الشراكة والحق العادل لدول أفريقيا فى ثرواتها من أجل تحقيق التنمية ومواجهة مخاطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية، ومن الطبيعى أن تتغير نظرة العالم لأفريقيا بعد دخولها عصر التجمعات الكبرى، فبدأت بمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وهو حدث عظيم ومشروع طموح سيحدث نقلة كبيرة لأفريقيا ويعد من أهم الإنجازات التى حققتها مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد الأفريقى، ما يوحد رؤية القارة فيما هى مقبلة عليه وخطط دولها، لتعلن بذلك أن الشراكة الأفريقية هى أهم أساليب العمل فى الفترة المقبلة.
 
أتى عنوان القمة بما ينادى به الرئيس وهو «التكافؤ والمساواة» فى توقيت بالغ الأهمية يحتاج فيه العالم اليوم إلى تبنى هذا المفهوم على المستوى الاقتصادى الدولى، أى تحقيق عدالة فى النظام الاقتصادى العالمى والمساواة بين الاقتصاديات وإتاحة الفرص للاقتصاديات الأفريقية لتحقيق أهداف التنمية ونقل التكنولوجيات والمساواة فى الحصول على فرص الحياة والتعليم والصحة، وهى حقوق يحرص عليها وينادى بها الرئيس السيسى فى كل المحافل الدولية، فطموح مصر كبير فى نقل القارة الأفريقية نقلة متقدمة لتحقيق التنمية والاستقرار وحياة أفضل تلبى طموحات شعوبها.
 
أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كل المحافل تكون زاخرة بقضايا دولية وإقليمية وقومية مهمة تمثل الاعتماد على الحلول الدبلوماسية، فالحروب تدمر الشعوب والدول ولن تفضى لحلول بل لمزيد من اتساع فجوة الخلافات بين الأطراف، فمصر تمتلك رؤية وتملك العديد من مفاتيح لحلحلة الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة فى فلسطين وسوريا وليبيا واليمن وقضية التوتر الذى تشهده منطقة الخليج وممرات الملاحة الدولية، بالإضافة إلى أن استمرار النزاعات فى الشرق الأوسط يؤدى فى النهاية لتدمير المنطقة بل سيعمل على تقوية الجماعات والمنظمات الإرهابية وتدفق مزيد من اللاجئين نحو الغرب، وهى أمور تحتاج إلى رؤية جماعية متناسقة ومساعٍ مشتركة وهو ما تدعو إليه مصر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة