"أحزاب الظل".. كيانات السياسة الأمريكية المنسية.. "الليبرتارى" و"الخضر" و"الدستور" لا يعرفون طريقهم إلى الكونجرس بسبب النظام الانتخابى.. ودورهم يقتصر على احراج مرشحى "الديمقراطيين" و"الجمهوريين"

الجمعة، 05 يوليو 2019 04:00 م
"أحزاب الظل".. كيانات السياسة الأمريكية المنسية.. "الليبرتارى" و"الخضر" و"الدستور" لا يعرفون طريقهم إلى الكونجرس بسبب النظام الانتخابى.. ودورهم يقتصر على احراج مرشحى "الديمقراطيين" و"الجمهوريين"
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى كل موسم انتخابى فى الولايات المتحدة لا نقرأ ولا نسمع سوى عن مرشحى الحزب الجمهورى والحزب الديمقراطى، حيث يختار الناخب الأمريكى بين هذين الحزبين، ليتساءل البعض كيف لأكبر ديمقراطية فى العالم ألا يتواجد بها سوى حزبين سياسيين فقط. الواقع أن هناك عشرات الأحزاب السياسية الأخرى التى يطلق عليها أحزاب أقلية، لكن ثلاثة منهم فقط هم الذين خاص مرشحوهم سباقات انتخابية رئاسية سابقة.

 

أحزاب الأقلية

أحزاب الأقلية الثلاثة هى الحزب الليبرتارى ويضم حوالى 411 ألف و250 ناخب مسجل وفق آخر احصاءات فى مارس 2016. ويعتبر الحزب الذى يأتى فى المرتبة الثالثة داخل الولايات المتحدة، ولا تختلف مبادئه عن الحزبين الرئيسيين كثيرا إذ يعزز الحريات المدنية غير أنه يدعو لسياسة خارجية غير تدخلية.

يلى الحزب الليبرتارى فى المرتبة الرابعة، حزب الخضر، واسمه يرتبط برسالته إذ أنه حزب بيئى يسارى يشجع الديمقراطية الاجتماعية ويحترم التنوع والسلام واللاعنف، ثم أخيرا حزب الدستور وهو حزب محافظ يروج للقومية الأمريكية، والحركة المناهضة للإجهاض وزيادة الاهتمام بالدستور الأمريكى، ويتبعه 440 ألف ناخب مسجل.

بين الحين والأخر تتحدى هذه الأحزاب الصغيرة الديمقراطيين والجمهوريين فى الانتخابات، ومنذ صعود الحزب الجمهوري كحزب رئيسى فى خمسينيات القرن التاسع عشر، لم تحقق الأحزاب الصغيرة إلا نجاحًا انتخابيًا محدودًا، مقيدًا إما بالتأثير على برامج الأحزاب الرئيسية أو سحب ما يكفى من الأصوات من حزب رئيسى لحرمان هذا الحزب من النصر فى الانتخابات الرئاسية. ففى عام 2000، حصل رالف نادر، مرشح حزب الخضر 2.7% من الأصوات فى الانتخابات الرئاسة التى فاز فيها الجمهورى جورج دبليو بوش، ليحرم المرشح الديمقراطى آل جور من الأصوات التى لم تذهب لمنافسه الجمهورى.

ومنذ عام 1852، يحتل مرشح من الحزبين الجمهورى أو الديمقراطى المرتبة الأولى أو الثانية فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، باستثناء انتخابات واحدة عام 1912، حيث خاض ثيودور روزفلت، الرئيس السابق، السباق كمرشح "حزب ثالث" أمام الرئيس الجمهورى فى ذلك الوقت ويليام هاورد تاف، غير أنه جاء فى المركز الثانى وخسر أمام المرشح الديمقراطى وودرو ويلسون.

ونادراً ما تتنافس الأحزاب الصغيرة على مقاعد فى الكونجرس، فمنذ الحرب العالمية الثانية لم يضم الكونجرس سوى عضوين فقط من أصل 535 عضوًا خارج الجمهوريين والديمقراطيين. من بين هذه الاستثناءات بيرني ساندرز، السيناتور عن فيرمونت الذى تم انتخابه للكونجرس كمستقل والذى يسعى لخوض سباق الانتخابات الرئاسية 2020 كمرشحا عن الحزب الديمقراطى.

 

من يفوز بالأغلبية يفوز بالكل

وهناك عدة أسباب لفشل الأحزاب الصغيرة فى الفوز بالرئاسة أو اشغال مقاعد فى الكونجرس. فبحسب صحيفة واشنطن بوست، الأمريكية، فإن النظام السياسى الأمريكى قد أنشئ لحزبين رئيسيين، لأنه يمنح المقاعد فى الكونجرس والرئاسة بقاعدة من يحصل على اغلبية الأصوات فى الولاية يحصل على كل أصوات المجمع الانتخابى. هذه القاعدة المعقدة تمثل قلب النظام الانتخابى للولايات المتحدة إذ أنه واقعيا لا ينتخب الأمريكيون رئيسهم بشكل مباشر، بل يكون عبر ما يسمى المجتمع الانتخابى الذى يتكون من 538 مندوبا يمثلون الولايات الأمريكية الـ50 وهو الرقم الذى يوازى عدد أعضاء مجلسى الشيوخ والنواب فى الكونجرس.

 

ويكون لكل ولاية عدد من المندوبين داخل المجمع الانتخابى وفقا لعدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلوها فى الكونجرس، ولدخول البيت الأبيض يحتاج المرشح الرئاسى للحصول على 270 صوتا داخل المجمع الانتخابى. وتجرى الانتخابات بالتصويت الشعبى داخل كل ولاية لكن النقطة الجدلية تتمثل فى أن داخل 48 ولاية من أصل 50، ينص النظام الانتخابى على أن يحصل المرشح الفائز بأغلبية الأصوات الشعبية على جميع أصوات المندوبين الممثلين للولاية، ومن ثم ليس بالضرورة أن يكون الرئيس الفائز هو الحاصل على أغلبية أصوات الأمريكيين على المستوى الوطنى.

غياب التمثيل النسبى

تنطبق هذه القاعدة تقريبا على انتخابات الكونجرس، فعلى عكس التمثيل النسبى المستخدم فى العديد من البلدان الأخرى، فإن الأحزاب الصغيرة فى الولايات المتحدة تحتاج للفوز بأغلبية الأصوات فى الدوائر الفردية من اجل تمثيلها فى الكونجرس. وبحسب موسوعة بريتانيكا، فإنه يتم وضع مرشحى الحزب الديمقراطى والحزب الجمهورى تلقائيًا في الاقتراع العام للانتخابات، بينما يتعين على الأحزاب الصغيرة غالبًا أن تنفق موارد كبيرة فى جمع ما يكفى من التوقيعات من الناخبين المسجلين لتأمين مكان فى الاقتراع. وبالإضافة إلى تلك الصعوبات، فغالبًا ما تثبط تكلفة الحملات، خاصة الحملات الرئاسية، الأحزاب الصغيرة من التنافس.

 

هناك أحيانًا حكام ولايات أو أعضاء فى مجلس الشيوخ من حزب ثالث، لكن غالبًا ما يكون لهذه الأحزاب تأثير محدود بشكل عام ويواجهون صعوبة فى أن يصبحوا حركة وطنية. جزء من هذه المشكلة يأتى من صعوبة الفوز فى المقام الأول وجزء آخر من المشكلة هو أن الحزبين الرئيسيين يمكن أن يجعلا من الصعب على مرشحى الأحزاب الاخرى التأهل للانتخابات.

 

وبشكل عام فمن أجل الفوز فى الانتخابات الوطنية، يجب على الحزب أن يناشد قاعدة واسعة من الناخبين ومجموعة واسعة من المصالح. ويميل الحزبان الرئيسيان إلى تبنى برامج سياسية مركزية، وفى بعض الأحيان لا توجد سوى اختلافات بسيطة بينهما حول القضايا الرئيسية، خاصة تلك المتعلقة بالشؤون الخارجية. ولضمان عدم تفتيت الأصوات، بحسب بريتانيكا فإن لكل حزب جناحين على الأغلب احدهم محافظ واخر ليبرالى، وفى بعض القضايا يشترك الديمقراطيون المحافظون مع الجمهوريين المحافظين أكثر من ميلهم للديمقراطيين الليبراليين.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة