تنهض الأمم بعقول وأيادى أبنائها، من خلال الابتكار وتشجيع البحث العلمى، فهما أساس النهضة الحقيقية للبلاد، ومن هذا المنطلق بدأت الدولة خلال السنوات الأخيرة على تشجيع البحث العلمى بكافة أنواعه، والعمل على إشراك مصر فى المسابقات الدولية، والتأكيد على ريادتها فى هذا المجال، من خلال تخصيص نسب بالموازنة العامة للدولة للبحث العلمى.
وبدأت جامعة بنها بالقليوبية بدعم سبل الابتكار من خلال تدشين مسابقة للمشروعات البحثية للطلاب، وتوزيع مبالغ مالية على الفائزين بالمراكز الأولى، لتحفيز الطلاب على الارتقاء بمستوى مشروعاتهم الطلابية والوصول بها إلى مستويات الابتكار وتطبيقها وتوظيفها فى مجال ريادة الأعمال وكذلك نشر أفكار المشروعات الطلابية المتميزة بين المجتمع الأكاديمى بالجامعة ورجال الصناعة والأعمال بمحافظة القليوبية.
وفى هذا السياق استعرض الطالب أحمد محمد محمد حشاد، الطالب بالفرقة الثانية بكلية الهندسة ببنها، المشروع الخاص به والذى يهدف إلى تسهيل العملية الزراعية على الفلاح وتفادى الخسائر لإنتاج أفضل محصول مناسب للأرض الزراعية، والحصول على انتاجية عالية من تلك المحاصيل، وهو ما يهدف فى المقام الأول لمصلحة الفلاح المصرى.
وقال الطالب أحمد محمد حشاد، أن الفكرة راودته فى البداية لمساعدة عائلته فى الزراعة، مضيفاً: "أهلى فلاحين، ففكرت فى أعمل حاجه تساعدهم فى الزراعة وتوفر عليهم تعبهم شوية يتعرفوا على أنسب محصول للأرض عشان يقلل الخسائر، ويزود الإنتاج، وهذا ما دفع أسرته على دعمه بكافة السبل للانتهاء من مشروعه".
وأكد الطالب أحمد حشاد لـ "اليوم السابع"، أن فكرة المشروع عبارة عن شبكة معلوماتيه تتكون من جهاز رئيسى "حاسب آلى" وعدة افرع من الشبكة لتحليل بيانات التربة وتحديد أجود المحاصيل، وأنه عند حدوث حريق يتم إرسال رساله نصية للمستخدم لإنقاذ المزرعة من الحريق، إلى جانب أنه عند زيادة نسبه الغاز عن النسبة المحددة يعطى تحذير صوتى، وعند زراعة محاصيل لا تحتاج لنزول المطر يتم فتح مظلة لتحمى الأرض من المياه، كما يقوم المشروع بحساب عدد اهتزازات الأرض، كما يقوم بقياس المسافات.
وأوضح "حشاد"، أن المشروع يتضمن أيضا حساب شده ضوء الشمس، ويوجد يه مصدر يتحكم فى إضاءة المزرعة كامله باللمس، وعند انخفاض نسبة الرطوبة يتم فتح موتور المياه تلقائيا، ويحتوى على جهاز لتقليل الجهد الكهربى الواصل للموتور، كما يقوم المشروع بقياس درجة الحرارة ودرجه رطوبة الجو، ويتم ربطه بالموبايل عن طريق يوجد بلوتوث ينقل البيانات للموبايل أول بأول وسرعة تحليلها، كما تم تزويده بـ "واى فاي" ينقل البيانات للموبايل على مسافات اكبر من البلوتوث.
وأوضح، أن المشروع يتضمن أيضا سيارة للمساحات الزراعية الكبيرة يتم تركيبها والتحكم فيها عن طريق تطبيق على الموبايل لنقل الموارد فى المزرعة، مشيرا إلى أنه تزويد المشروع بميزتين، الأولى هى صفحات ويب لتسويق المشروع وعرض نتائجه والتواصل المستمر بين العملاء وأصحاب المزرعة، والثانية هى عمل قاعدة بيانات ضخمة لتخزين كل ما يخص المزرعة والعاملين بها ومواردها وعملائها.
واستطرد الطالب، ان المشروع يهدف إلى تسهيل العملية الزراعية على الفلاح وتفادى الخسائر لإنتاج أفضل محصول مناسب للأرض الزراعية، وفقا للإحصائيات التى ينتجها الجهاز على تطبيق المحمول من خلال جمع جميع المعلومات عن التربية ودرجات الحرارة فى كل فصل، ونسبة ملوحة التربة ومدى صلاحيتها لكل محصول يتم زراعته، والمفاضلة بينهم واختيار الأفضل لتلك الناطق.
وفى هذا السياق قال الدكتور جمال السعيد رئيس جامعة بنها، وأكد الدكتور جمال السعيد رئيس الجامعة أن الهدف من المسابقة هو تحفيز الطلاب على الارتقاء بمستوى مشروعاتهم الطلابية والوصول بها إلى مستويات الابتكار وتطبيقها وتوظيفها فى مجال ريادة الأعمال وكذلك نشر أفكار المشروعات الطلابية المتميزة بين المجتمع الأكاديمى بالجامعة ورجال الصناعة والأعمال بمحافظة القليوبية.
وأضاف رئيس جامعة بنها، أن المسابقة تأتى فى إطار تطوير العملية التعليمية بالجامعة ويشارك فيها 39 مشروعا، بإجمالى طلاب 185 طالبا يمثلون الكليات المختلفة، وهو ما تسعى له الجامعة، مشيرا إلى أنه يتم تحكيم المشروعات الطلابية من خلال مجموعة من الأساتذة والخبراء المحايدين فى مختلف التخصصات، كما سيتم تقديم جوائز مالية لأفضل ثلاث مشروعات فائزة فى قطاعات العلوم الهندسية، وكذلك قطاع علوم الحياة والعلوم الانسانية والعلوم الفنية، ويحصل المركز الأول على عشرة آلاف جنيه، والمركز الثانى سبعة آلاف وخمسمائة جنيه، والمركز الثالث خمسة آلاف.
