قصة زوج تبرع بأكثر من 15 مليون جنيه لعلاج مرضى الكبد بالدقهلية تنفيذا لوصية زوجته.. "عادل": أمى وأخى وزوج أختى وزوجتى ماتوا بنفس المرض.. وأنشأنا مركزا لزراعة الكبد بجامعة المنصورة.. وأدعو كل قلب حنون بفعل الخير

الأربعاء، 24 يوليو 2019 08:28 م
قصة زوج تبرع بأكثر من 15 مليون جنيه لعلاج مرضى الكبد بالدقهلية تنفيذا لوصية زوجته.. "عادل": أمى وأخى وزوج أختى وزوجتى ماتوا بنفس المرض.. وأنشأنا مركزا لزراعة الكبد بجامعة المنصورة.. وأدعو كل قلب حنون بفعل الخير المتبرع الحاج عادل عرفة
الدقهلية - سارة الباز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الألم والمرض تجربة عنيفة، تستهلك صاحبها ماديا ومعنويا على أمل الشفاء، ولكن الجميع فى النهاية أسباب والأمر كله بيد الله، وقد تكون الحكمة من الابتلاء هو منحة يمنحها الله لعبده المبتلى في الدنيا أو الآخرة، وهو ما حدث مع الحاج عادل عرفة، الذى قرر التبرع بأكثر من 15 مليون جنيه لبناء مركز متخصص فى زراعة الكبد بجامعة المنصورة؛ وذلك تنفيذا لوصية زوجته التى كانت تعانى من مرض الكبد، واضطرت لإجراء عملية زراعة بإحدى المستشفيات، ولم يكتب لها النجاح، وتحدث "اليوم السابع" مع المتبرع للتعرف على تفاصيل قصة التبرع بكل ما تحمله من ألم وأمل.

المتبرع الحاج عادل عرفة (1)
المتبرع الحاج عادل عرفة 

 

"أمي وأخي وزوج أختى وأخيرا زوجتى ضحايا مرض الكبد"

بحزن شديد يحكى الحاج عادل عرفة عبد المطلب الرديني، 72 عاما، من قرية المحمودية التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، يعمل في مجال الاستثمار في إدارة وتشغيل الفنادق بالمملكة العربية السعودية في تصريح خاص لـ"اليوم السابع": بدأت الحكاية بمرض وفقدان أعز الناس إلى قلبى، إذ عانت أمي من مرض الكبد، وتوفيت على أثره منذ حوالي 8 سنوات، ولحقها زوج أختي بنفس المعاناة والمرض منذ 6 سنوات، تلاه أخى، وأخيرا زوجتي منذ 4 سنوات بعد صراع مرير مع فيروس سى، وتطوره إلى سرطان في الكبد، فتوجهنا لمركز الجهاز الهضمي لإجراء زراعة كبد، لكن لم تتوافق شروط الحالة مع المركز الذي يشترط أن تربط المتبرع بالمريض صلة قرابة أقلها الدرجة الخامسة، الأمر الذى اضطرنا إلى التوجه لإحدى المستشفيات بالقاهرة لإجراء العملية على يد أستاذ دكتور يابانى كبير، يأتى مرتين كل عام لإجراء هذه العمليات، لكن لم يكتب لها النجاح، وبقيت زوجتى 42 يوما فى العناية المركزة حتى توفاها الله.

 

المتبرع الحاج عادل عرفة (2)

 

"وصية زوجتى هي بذرة العمل الخيري في مجال الكبد"

وأوضح "عرفة"، أنه خلال فترة التعب والمرض ومعاناة زوجته كثيرا من الألم، ومشاق العلاج والاستسلام الإجباري للجراحة في النهاية، أوصته بالتبرع لمرضى الكبد، وتقديم عمل خيري لهم ينقذهم من الأوجاع، ومن هنا جاءت الفكرة، لافتا إلى أن ما شاهده في مركز الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة هو الذي شجعه على توجيه تبرعه للمكان، حيث قام بتأسيس وإنشاء مركز لزراعة الكبد تحت إشراف الدكتور محمد عبد الوهاب، أستاذ جراحة الكبد والجهاز الهضمي بجامعة المنصورة، والمشرف على برنامج زراعة الكبد بالمركز، وفريق العمل.

 

وأضاف "عرفة" أن مسلسل المعاناة والمرض الذي واجهه مع أسرته بسبب مرض الكبد الذي أودى بحياتهم جميعا، قد أثر عليه سلبا وأصيب على إثره بمرض القلب، وأجرى عملية قلب مفتوح، وتم تغيير الصمام الأورطي بآخر صناعى.

 

تكلفة المركز تجاوزت الـ15 مليون جنيه على مساحة 650 مترا

وأوضح "عرفة" أنه كان قد خصص مبلغ 15 مليون جنيه منذ حوالي سنتين؛ لإنشاء مركز لزراعة الكبد على مساحة 650 مترا، وتم إنشاء 10 أدوار، لكن تكاليف الإنشاء والتأسيس تجاوزت المبلغ، ورفض التصريح بإجمالي التكلفة، مؤكدا أن التبرع لوجه الله تعالى، وأن هدفه كان إتمام الإنشاء أيا ما كانت التكلفة وباقي الآن تشطيب المبنى والأجهزة الطبية.

وأشار "عرفة"، إلى أنه قد تم إسناد مهمة إنشاء المركز لشركة متميزة تحت إشراف كلية الهندسة بجامعة المنصورة ليتم إنشاؤه على أعلى مستوى بتصاميم وخرائط على الطراز الحديث.

 

عمل الخير بدأ في قريتنا منذ سنوات

وأضاف "عرفة" أن عمل الخير قد بدأ في قريتهم "المحمودية" منذ سنوات، حيث تم التبرع لإقامة مجمع مدارس باسم والده "عرفة عبد المطلب" للتعليم الأساسي، والصناعي، في 2001 م على أرض تبرع من الأوقاف للتربية والتعليم، ومسجد باسم أخيه المتوفى، ومسجد آخر، ومقر مستقل للبريد، ووحدة مطافي، وأخرى للإسعاف، بالإضافة إلى تحمل نفقات أعمال قسم كامل خاص بمرض القلب وعناية مركزة لمرضاه وتأسيسه بأجهزته الطبية بالكامل.

 

وقال "عرفة": أحمد الله على أبنائي الذين تربوا على محبة فعل الخير، ودفعي إليه ومعاونتي عليه خصوصا بعد وصية أمهم، فلدي 4 أبناء، محاسب، ومهندس خريج علوم الحاسب، وابنة حاصلة على ليسانس الآداب، وأخرى خريجة كلية الحقوق القسم الإنجليزى.

 

سأؤدي فريضة الحج وأنهي أعمالي بالمملكة للعودة إلى الوطن

وصرح الحاج عادل عرفة، بأن في نيته البقاء بالمملكة العربية السعودية لحين أداء فريضة الحج، وتصفية استثماراته وأعماله؛ للعودة إلى الوطن ليبقى بجوار أبنائه في المنصورة لظروف السن والمرض، ومتابعة مصالحه وأرضه بقريته في المحمودية.

 

أدعو كل قلب حنون بفعل الخير لتخفيف ابتلاء الأوجاع

ووجه "عرفة" دعوة لكل رجال الأعمال، وكل صاحب قلب حنون لفعل الخير؛ لتخفيف ابتلاء الأوجاع، وآلآم المرضى، متابعا: "أوجه الدعوة لكل محب لبلده، وكل صاحب قلب حنون ومحب لفعل الخير للمشاركة في استكمال تشطيب وتجهيز المركز، حيث إنه ما زال يحتاج إلى حوالي 200 مليون جنيه لإنهائه وبدء التشغيل، ومن تجربتي الشخصية أؤكد أن عمل الخير لا يضيع أبدا، وثمرته هي البركة في الرزق والصحة والأبناء، فلا يوجد بيت يخلو من المرض أو الإبتلاء، وواجبنا هو التكاتف والتعاون لتخفيفه عن كل موجوع ومتألم".

 

ومن جانبه، قال الدكتور محمد عبد الوهاب، المشرف على مركز زراعة الكبد بجامعة المنصورة أن المواطن عادل عرفة، تبرع بـ15 مليون جنيه ليتحمل تكلفة الإنشاء كاملة لمركز زراعة الكبد.

 

وأضاف " عبد الوهاب فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن مركز زراعة الكبد يتم إنشاؤه على مساحة 650 مترا، ويتضمن 10 أدوار، وباقى الآن أعمال التشطيب والتجهيز بالأجهزة الطبية، والتى تتطلب مبالغ كبيرة تصل إلى 250 مليون جنيه، وهو أمر يحتاج إلى تضافر محبى الخير من رجال الأعمال والمتبرعين لاستكمال هذا الصرح الطبى المهم، للمساهمة فى القضاء على فيروس سى وأمراض الكبد.

 

وأشار إلى أنه قد تم إسناد مهمة إنشاء المركز لإحدى الشركات تحت إشراف كلية الهندسة بجامعة المنصورة ليتم إنشائه على أعلى مستوى بتصاميم وخرائط على الطراز الحديث لتحقيق أعلى خدمة طبية.

 
ومن جانب آخر يستضيف الإعلامى أحمد فايق، الدكتور محمد عبد الوهاب رائد زراعة الكبد فى مصر، والحاج عادل عدوي الذي تبرع بثروته كاملةً، لبناء مركز الكبد في المنصورة.
 
من جانبه، أوضح "فايق" أن "عدوي" تبرع بثروته البالغة 15 مليون جنيه، تنفيذًا لوصية زوجته الراحلة بأن يمنح كل ما يملك لعلاج مرضي الكبد، وهو ما شجّعه عليه أولاده أيضًا، لافتًا إلى أنه في البداية رفض التصوير مع البرنامج لكنهم أقنعوه بأن قصته ستشجع الكثيرين على دعم مركز الكبد بالمنصورة والتبرع له، فوافق على إجراء الحوار من داخل المركز.
 
تذاع حلقة برنامج "مصر تستطيع"، غدًا الخميس، في تمام الساعة السابعة مساءً علي قناة dmc.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة