القصة الحقيقية لسقوط عصابة البرادعى..استغلوا الأطفال فى أعمال غير مشروعة

الأربعاء، 24 يوليو 2019 08:15 م
القصة الحقيقية لسقوط عصابة البرادعى..استغلوا الأطفال فى أعمال غير مشروعة القضاء عاقب المتهم الرئيسى البرادعى
كتب أحمد حسنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أطفال لم يجدوا أمل فى الحياة، فكان الشارع مأوى لهم ، وكانت الذئاب لهم حصن، ورجال لم تكن فى قلوبهم رأفة ولا شفقة، فوقعت الكارثة.

 

قصص مأساوية، كشفت عنها القضية رقم 1543 لسنة 2019 جنايات حلوان، والمعروفة باسم " الاتجار بالبشر"، من استغلال للأطفال والعمالة غير المشروعة، وصولاً لإجبار المجنى عليهم وتعرضهم للتعذيب من أجل العمل بالتسول.

"اليوم السابع"، حصل على نسخة من أوراق القضية المثيرة، والمتهم فيها كلاً من " ع.س.ع" الشهير بـ" البرادعى"، 29 سنة، عامل، و " وليد .م"، جزار، و " شريف .ع"، عامل، و " سيد .م"، عامل.

 

وشملت الاتهامات التى وجهتها النيابة العامة للمتهمين، الاتجار فى الأطفال " عمرو .ا"، "عبد الرحمن.م" و"محمد.ح"و" بن لادن .ر"و"فاروق.ح"و"ندا.م"و"مريم.ع"و"سما.ـ".

وتضمن قرار الإحالى أن المتهمين استعملوا القوة والعنف والتهديد ومع ضعف الضحايا وحاجتهم إليهم استغلوهم فى الخدمة القسرية والتسول، بواسطة جماعة إجرامية منظمة أسسوها، وكانت تلك الجريمة ارتكبت بطريق التهديد بالقتل وبالأذى الجسيم، حال كون المجنى عليهم أطفالاً، على النحو المبين بالتحقيقات.

 

وأضافت النيابة أن المتهمين استخدموا الأطفال فى العمل القسرى والتسول، وعرضوهم للخطر وقاموا بتشغيلهم فى أعمال التسول، ما عرض صحتهم وأمنهم وسلامتهم للخطر.

وأحرز الجناة "شفرة كتر" بدون مسوغ من الضرورة المهنية أو الحرفية يسمح لهم بحيازتها أو إحرازها قاصدين الاعتداء والتهديد وتخويف الضحايا.

 

ومن واقع أوراق القضية قالت المجنى عليها " ندا .م"، " :أنا أتولدت فى من منطقة عرب غنيم بحلوان،  وأمى وأبويا عايشين، وليا 5 أخوات أكبر منى، وأبويا شغال عامل جراج، وأمى شغالة بتخدم فى البيوت وأنا سبت المدرسة من 3 ابتدائي لأنى مكنتش عايزة أكمل تعليم، من غير ما حد يضغط عليا".

 

وأضافت المجنى عليها، "محدش من أخواتى كمل تعليمه، وكلنا بنشتغل عشان نصرف على نفسنا، لان ظروفنا المادية صعبة أوى، أنا بمسح عربيات فى الشارع وببيع مناديل من 3 سنوات"، مشيرة إلى أنها حاولت الإنفاق على نفسها والمساعدة بمصاريف المنزل.

 

وأوضحت المجنى عليها، "فى بنت اسمها رحمة، دى كانت بتشتغل فى مسح العربيات وهى جارتى، وأعرفها من المنطقة وقالتلى تعالى نشتغل فى مسح العربيات ونصرف على نفسنا، فنزلنا اشتغلنا فى حلوان وكان فى ولاد وبنات بيمسحوا العربيات وبيبعوا مناديل"، مضيفة " هو بيكون فى واحد أو أكتر بيكونو بلطجية، وبيقولولنا اشتغلوا وهتدونا كل يوم فلوس، عشان نسيبكم  شغالين، وهما واحد اسمه علاء البرادعى وصحبنه نوره زعزوع وكان معاهم ناس تانية معرفهومش".

 

واستطردت " أنا قولت أسمائهم، كانوا بيقولولنا لازم تشتغلوا وتدونا فلوس، بأما هنعوركم ونخليكم ماتشتغلوش هنا تانى، وكانوا بياخدون منى 50 جنيه فى اليوم، وأحيانا علاء البرادعى كان بيجى ياخد منى كل الفلوس اللى اشتغلت بيها، وأنا لو منزلتش مش هلاقى أصرف على نفسى ، عشان معناش فلوس"

 

واستمعت النيابة العامة لأقوال المتهم الرئيسى بالقضية "ع.البرادعى"، الذى أنكر التهم الموجهة له، مستطرداً :" أنا باشتغل فى غسل العربيات فى حلوان من 9 سنوات، وشغال فى المكان ده لأنه جنب بيتى، وعلاقتى بالناس اللى فى الشارع كويسةن ورحت أزور أختى لما رجعت لقبت حد من جيرانى بيقولى فى واقعة سرقة فى المكان وبيدورو على السارق، فأنا خوفت باعتبار أنى كنت محبوس قبل كده، فقعدت فى بيتى لحد ما المباحث خدتنى".

وأضاف المتهم الرئيسى، " بكسب فى اليوم 60 جنيه، عشان الشارع نضيف وزحمة، وناس كتير بتمسح عربيتها، وأنا اشتغلتها بعد ما اتمسكت فى كذا قضية تسول وسرقة بالإكراه ومخدرات قبل كده.

 

و قال المجنى عليه، " بن لادن .ر": من 3 سنوات أبويا توفى وسابنى أنا وأخويا محمد أكبر منى بسنتين، وأختى نعمة أصغر منى بـ5 سنوات، وأمى ست كبيرة ومش بتشتغل، وكنت بروح المدرسة لحد ما لاقيت البيت مفيش فيه مصاريف، فنزلت اشتغلت أبيع مناديل فى المترو، واشحت، وبعدين قولت اشتغل فى مسح العربيات، علشان كنت محتاج فلوس أكتر للبيت، وروحت شارع فى حلوان  وبدأت اشتغل فى غسل العربيات، ومن ساعة ما روحت لاقيت فى واحد اسمه علاء البرادعى وده شاب مسجل، وشكله مخيف لاقته معاه واحده اسمها نوره زعزوع، ماسكين الشارع وبيضربوا العيال فأنا خوفت وحاولت أبعدن بس معرفتش لأن المكان ده نضيف وفيه ناس مستريحة، وهعرف أجيب فلوس كويسة للبيت، وفضلت اشتغل فى المكان ده وفضل علاء ونوره يبلطجوا عليا وياخدوا منى فلوسى.

 

وأضاف المجنى عليه، "أنا باخد 80 جنيه فى اليوم، وعلاء كان بياخد منى 40 جنيه فى اليوم، وساعات كان بياخد الفلوس كلها، ولو فى يوم مروحتش اليوم اللى بعده بيمسكونى وياخدوا كل الفلوس اللى معاية، ولو اعترضت بيضربونى، وفى مرة حاولت امسك أيده وهو بياخد الفلوس ضربنى بالموس وعورنى".

 

وكشف ضابط الإدارة العامة لرعاية الأحداث بوزارة الداخلية، عن أن بداية القضية كانت بورود معلومات من مصادره السرية، تفيد بقيام المتهمين بتكوين عصابة إجرامية منظمة، تخصصت فى الاتجار بالأطفال، وذلك عن طريق استخدامهم فى العمل القسرى والتسول، مستغلين فى ذلك حالة الضعف، والحاجة لديهم، ومستخدمين فى ذلك وسائل الترهيب والتهديد بالإيذاء، بقصد الحصل منهم على منافع مادية، وبالتحرى عن تلك المعلومات توصل لصحتها، فانتقل حيث علم بتواجدهم وأبصر المتهمين يقومون بتشغيل المجنى عليهم الأطفال، فى أعمال التسول وغسل السيارات، فضبطهم وتفتيشهم عثر مع المتهم الثالث على سلاح أبيض " شفرة كتر"، وبمواجهتهم قرروا بارتكابهم الواقعة، ورر المتهم الثالث باستخدام السلاح المضبوط فى الواقعة.

 

وشهد رئيس قسم مكافحة الاتجار بالأطفال، بالإدارة العامة لرعاية الأحداث بوزاة الداخلية، أنه وبإجرائه لتحرياته السرية حول الواقعة، توصلت لصحة ما شهد به سالفه من قيام المتهمين، بتكوين جماعة إجرامية منظمة تولى تأسيسها وقيادتها المتهم الأول، وأخرى مجهولة وعضويتها باقى المتهمين، تخصصت فى الاتجار بالأطفال وذلك عن طريق استخدامهم فى العمل القسرى والتسول، مستغلين فى ذلك حالة الضعف والحاجة لديهم، ومستخدمين فى ذلك وسائل العنف والإيذاء والتهديد بهما، بقصد التحصل منهم على منافع مادية بما نتج عنه الإصابات الثابتة بالمجنى عليهم بتقرير مصلحة الطب الشرعى.

 

وثبت بتقرير الطب الشرعى، إصابة المجنى عليه .م.ح"، بأثر إصابى بوحشية الساق الأيمن وتعذر تحديد كيفية حدوثها، وإصابة المجنى عليه عمرو أشرف، بآثار إصابية بيسار الوجه والساعد الأيسر، والساق اليسرى، وأن الإصابتين الأولى والثانية، هى إصابات قطعية حدثت من جسم ذا حافة حادة، وجائزة الحدوث وفقاً للتصوير الوارد بمذكرة النيابة، ومن مثل السلاح المضبوط بحوزة المتهمين، أما الإصابة الثالثة فهى إصابة حرقية حدثت من جسم ساخن، وجائزة الحدوث من لسع سجائر كما جاء على لسان المجنى عليه، بالإضافة لإصابة المجنى عليه عبد الرحمن محمد، بإصابات وحروق بالفخذ والساق الأيمن والعضد والساعد الأيسر.

كما ثبت بالاستعلام من مصلحة الأحوال المدنية، أن جميع المجنى عليهم أطفال.

وعاقبت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، البرادعي، بالسجن المشدد 6 سنوات والغرامة 100 ألف جنيه، وبراءة 3 أخرين، من تهمة تشكيل إجرامى تخصص فى الاتجار فى البشر والجريمة المنظمة، بهدف تحقيقهم مكاسب مالية.

 صدر الحكم برئاسة المستشار السيد البدوي أبو القاسم، وعضوية المستشارين محمد الجندي وعلى مختار.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة