افطر مع رواية "نوميديا".. قضية انهيار والدوافع وراء العنف والفساد

الإثنين، 03 يونيو 2019 07:00 م
افطر مع رواية "نوميديا".. قضية انهيار والدوافع وراء العنف والفساد غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال شهر رمضان المبارك نقدم لكم سلسلة "افطر مع رواية"، ونقدم من خلالها عرض لإحدى الروايات العربية الحاصلة على الجوائز الكبرى، ونقدم لكم اليوم رواية "نوميديا" للروائى المغربى طارق بكارى، الصادرة عام 2015 عن دار الآداب للنشر والتوزيع فى بيروت، ودخلت فى القائمة النهائية "القصيرة" للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، وفازت بجائزة المغرب للكتاب لعام 2016.
 
ويروى الكاتب المغربى "طارق بكارى" فى هذه الرواية حكاية "مراد المغربى"، تكتبها "جوليا"، عشيقة مراد الفرنسية، تكتب عن مراد، اللقيط والملعون من قبل أهل القرية التى وجدوه فيها فنبذ وأسيء إليه بالإهانة والضرب، فلجأ إلى العشق كمحاولة للانتقام من القدر. عشق "خولة" التى تحمل منه، ثم عشق "نضال" زميلته فى الدراسة والعمل النضالى، ثم عشق "جوليا" المستعمرة، إلى أن وصل إلى عشقه الأخير لـ"نوميديا"، الأمازيغية الخرساء، "نوميديا" رواية ثرية بالحكايات التى تنفتح على واقع تاريخى – سياسى – دينى فى المغرب.
 
رواية “نوميديا”، لطارق بكارى تبدأ باعتراف بجريمة قتل مراد والتآمر على حياته، وذلك فى جزء من مسودات رواية أخرى تكتبها الفرنسية جوليا "ك" بصوتها، لنكتشف لاحقا حكاية مراد تحكى بصوته عن عودته إلى قريته إغرم مع عشيقته جوليا، التى تخادعه فى سبيل إكمال مسودة روايتها. “نوميديا” تحكى قصة مراد لكن بعدة أصوات سردية، لتكون كلها حياة مراد أو أوداد الطفل الأمازيغى اللقيط الذى لاحقته لعنات أهل القرية، وأجبرته على الرحيل عن قريته ليتحوّل إلى كاتب مشهور ينتقد الإسلام الأصولى فى المغرب والأعمال الإرهابية، مما جعله يتعرض إلى تهديد دائم بسبب مواقفه هذه، حتى أنها أودت بحياة صديقه مصطفى عوضا عنه.
 
يعالج المغربى طارق بكارى فى روايته "نوميديا" قضية الهوية القلقة فى واقع متشظ عنيف، وكيف أن الذاكرة تظل مسكونة بعنف يتجدد مع تعاقب الأحداث واستفحال المصائب، ويرمز إلى أن الإنسان يكون مزيجاً معقداً من مجموعة من العوامل التى تساهم فى بلورة هويته المنفتحة على الآخر من دون استعداء أو تعال، بحيث يكون تقبل الآخر والتكامل معه عتبة التصالح المأمولة لبناء الشخصية وتقويمها، ويحاول أن يصور كيف أن الواقع العنيف يدفع الشخصيات إلى مسالك العنف ودروب الفساد.
 
طارق بكارى روائى مغربى من مواليد 7 يوليو 1988، حاصل على شهادة الإجازة فى الأدب العربى من كلية الآداب والعلوم الإنسانية - ظهر المهراز بمدينة فاس، كما أنه خريج المدرسة العليا للأساتذة بمدينة مكناس، وله عدة مقالات وأعمال إبداعية منشورة ورقيًا وإلكترونيا، أول رواية له بعنوان "نوميديا (رواية)" فازت سنة 2016 بجائزة المغرب للكتاب فى فئة السرديات والمحكيات واختيرت ضمن القائمة القصيرة الخاصة بالجائزة العالمية للرواية العربية لنفس العام.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة