سها سعيد

مر عام.. بسبعة أعوام

الأربعاء، 26 يونيو 2019 01:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم زخم أحداث العام الأول مازلت أتذكر كيف حلمنا بمبادرة شبابية سياسية، مازلت أتذكر ارتباكات الاجتماعات الأولى، ما زلت أتذكر حذر الأحزاب المؤيدة وتخوفات الأحزاب المعارضة، ما زلت أتذكر تعبيرات التوتر من تحديات فشل التجربة ولمعة العيون عقب كل خطوة صائبة، ما زلت أتذكر كيف كنت أراقب سطوع نجم جديد بين الأعضاء كاشفا عن مهاراته الكامنة، أتذكر وأتذكر، تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ذلك المشروع الفريد الذى عاهد مؤسسوه النجاح ليكون حليفهم ما تخلوا عن مسببات الفشل الماثورة.
 
أثناء تلك الرحلة خالصة النوايا لبعث السياسية المصرية من الرقود اكتسبنا نمطا من هندسة العلاقات، وصياغة التحالفات وبما لا يضر بالتجربة ولا بالآخرين، وألا يستكثر بعضنا على الأقلية، وكان التصويت وكان التوافق وكان الوطن سابقا على الجميع.
 
تجلى ما يعرف بكيمياء العلاقات الإنسانية بين الأعضاء رغم تباين توجهاتهم الكاشفة عن قدرات كامنة عن استيعاب الآخر.
 
تعلمنا وسط شراسة الصراع السياسى كيف نفرد مساحات للإنسانيات ولا نستخدمها كادوات ضغط، بل نستثمرها فى إثراء التجربة.
لتتردد كلمة تمر على مسامعنا كثيرا ولأول مرة تطرق قلوبنا بنبرة صدق «إحنا إخوات».
 
لقد نجحت التنسيقية فيما عجزت عنه الأجيال السابقة فى التنسيق المشترك وتحقيق التوازن، فتشابك المصالح الشخصية والانتهازية السياسية والشلالية كانت كفيله بإفساد أى محاولات. 
 
 خلقت صيغة جديدة للعمل المشترك يخفف حدة الخلاف بين المؤيد والمعارض ويجبر كل طرف على إعطاء الفرصة للآخر، بل وفرد مساحة له حتى إن لم تكن مدرجة، فيعى كل طرف أهمية الآخر فى تحقيق التكامل وإثراء التجربة.
 
فكانت مشاركات التنسيقية خلال العام من التميز ما منحها إشادات محلية ودولية، فضلا عن تطور كبير فى الأداء يلحظه المتابع ما يعكس أننا بصدد جيل من السياسيين يجمع بين المهارة والمرونة، وهو الإفراز الإيجابى سياسيا لأحداث 2011 وما تلاها.
 
ومن الذكرى للأحلام المشروعة، بأن تحظى التنسيقية بحظ أوفر من المتابعة، ودعم عادل لمستقبلها من شركاء الجيل الحالمين بصدق، لتكون حاضنة لأجيال من الإصلاحيين فى كل الاتجاهات انطلاقا من أرضية وطنية وتتمكن التنسيقية من تجديد الثقة المفقوده فى جدوى العمل السياسى وإنتاج صياغة عادلة للصورة الذهنية عن السياسيين للشعب وللمؤسسات على حد سواء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة