العالم الخفى.. الملائكة والسيدة مريم «1».. ابنة عمران منذورة لحمل كلمة الله منذ صغرها.. الملائكة تبشرها باصطفاء الله لها.. وجبريل يخبرها بمجىء عيسى.. وكان النبى زكريا كلما دخل عليها موضع عبادتها وجد عندها رزقا

الجمعة، 24 مايو 2019 01:30 م
العالم الخفى.. الملائكة والسيدة مريم «1».. ابنة عمران منذورة لحمل كلمة الله منذ صغرها.. الملائكة تبشرها باصطفاء الله لها.. وجبريل يخبرها بمجىء عيسى.. وكان النبى زكريا كلما دخل عليها موضع عبادتها وجد عندها رزقا السيدة العذراء
كتب - أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الملائكة جزء أساسى فى قصة السيدة مريم ابنة عمران، عليها السلام، منذ كانت طفلة، ثم صارت فتاة، وحتى انتهت أمّا لكلمة الله المسيح عيسى، وهى منذورة بحماية الله.

فى سورة آل عمران وقفة مع امرأة عمران التى دعت ربها أن يرزقها بطفل، معلنة أنها ستنذره لبيت الله، فلما وضعتها بنتا وفت بوعدها وأرسلتها لخدمة بيت الله، وقد تنازع عُبَّادُ بيت المقدس أيهم يكفلها، وقد حاول نبى الله زكريا عليه السلام أن يجعل كفالتها له، باعتبار صلته بها، حيث إنه زوج خالتها، ولكنهم رفضوا أن يسلموها له إلا بناء على قرعة.
 
فاقترعوا فغلبت قرعة سيدنا زكريا عليه السلام، فَكَفَلَها، وهيَّأ لها مكانًا تتعبد فيه فى بيت المقدس، لا يدخله سواها، فكانت تعبد الله فيه وتقوم بما يجب عليها من سدانة البيت إذا جاءت نوبتها، وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها فى بنى إسرائيل.
 
وكان الله قد استجاب دعاءَ امرأة عمران «وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»، فحفظها من مَسِّ الشيطان، وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى «صلى الله عليه وآله وسلم» قال: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ، إِلَّا نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ، إِلَّا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ».
 
وكان نبى الله زكريا عليه السلام كلما دخل عليها موضع عبادتها وجد عندها رزقا غريبًا فى غير أوانه، فكان يجد عندها فاكهة الصيف فى الشتاء وفاكهة الشتاء فى الصيف فيسألها، فتقول له: «هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ».
 
لكن قصة السيدة مريم، عندما حملت داخلها كلمة الله، وخاطبتها الملائكة، وبشَّرتها باصطفاء الله لها، وبأنه سيهب لها ولدًا زكيًّا يكون نبيًّا كريمًا طاهرًا مكرَّمًا مؤيدًا بالمعجزات، فتعجَّبَتْ من وجود ولدٍ من غير والدٍ، لأنها لا زوج لها.
 
وجدت السيدة مريم نفسها فى اختبار صعب وقد نجحت فيه، يقول الله تعالى فى سورة آل عمران: «إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِى وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.
 
أما فى سورة كانت مريم فقد توقفت عند الحالة الشعورية للفتاة القلقة التى وجدت نفسها فى موقف صعب، إذ بعث الله إليها الروح الأمين جبريل عليه السلام، ووقعت بينهما القصة المعروفة التى قصَّها الله علينا فى القرآن الكريم «وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا﴾. 
 
يقول ابن كثير إ»ن الملائكة جاءت إلى مريم وقالت: يا مريم إن الله اصطفاك واختارك من بين الناس، وطهرك من الأخلاق الرذيلة، وميزك على نساء العالمين، وكتب لك أن تلدى ولداً بغير أب، يكون نبياً شريفاً من الصالحين، ويكلم الناس وهو فى مهده كما يكلمهم وهو كهل شيخ كبير، قالت مريم متعجبة: كيف يكون ولد ولم يمسسنى بشر؟ قالت الملائكة: كذلك الله يخلق ما يشاء، إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون.
 
عند ذلك استكانت مريم لذلك وأنابت وسلمت لأمر الله، وعلمت أن هذا فيه محنة عظيمة لها، فليس كل الناس يعلمون بحقيقة الأمر.
 
وفى يوم من الأيام خرجت مريم لبعض شؤونها، وانفردت وحدها شرقى المسجد الأقصى، وبينما هى كذلك إذ جاءها الملك جبريل عليه السلام وتمثل لها بشراً سوياً، فلما رأته قالت: إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً، فأخبرها أنه ليس بشراً، وإنما ملك رسول من عند الله فقال لها: إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً، قالت: أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أكن بغياً؟ قال: كذلك قال ربك هو عليه هين، وليجعله آية للناس ورحمة منه، وكان أمراً مقضياً. 
 
ولما حملت مريم طفلها، ضاقت به ذرعاً، إذ كيف تظهر أمام الناس وهى حبلى؟ وماذا سيقول الناس فى حقها وشرفها؟
 
ولما بدأت مخايل الحمل تظهر، بدأ الناس يلحظون ذلك، وكان أول من انتبه لذلك رجل من عُباد بنى إسرائيل يقال له يوسف بن يعقوب النجار، وكان ابن خالها، فتعجب يوسف لذلك، فهو يعلم جيداً مريم وديانتها ونزاهتها وعبادتها، فسألها: يا مريم هل يكون زرع من غير بذر؟ قالت: نعم، فمن خلق الزرع الأول، قال: فهل يكون ولد من غير ذكر؟ قالت: نعم إن الله خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى، قال: فأخبرينى خبرك؟، قالت: إن الله بشرنى بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً فى الدنيا والآخرة ومن المقربين، ويكلم الناس فى المهد وكهلاً ومن الصالحين.
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة