أكرم القصاص

العرب وأوربا.. عولمة وحوار ومصالح متبادلة

الأربعاء، 27 فبراير 2019 07:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من أنها المرة الأولى التى تنعقد فيها القمة العربية الأوروبية، فقد كانت فرصة لطرح وجهات نظر الطرفين ضمن حوار ضرورى فى عالم تحكمه المصالح والمنافسة، وطبيعى أن تكون هناك وجهات نظر متعددة داخل أى تجمع لدول مختلفة اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا، وهذا التعدد انعكاس لاختلاف المصالح لدى كل طرف، وهنا يبدو السؤال: هل يمكن التفاهم بين أطراف تختلف مصالحها؟ و الإجابة جزء من جدل تفرضه «العولمة»، يفرض على أطرافه التلاقى عند نقاط تفاوض، حيث تطرح العولمة أسئلة عن شكل العالم وهل يتجه إلى صورة واحدة، أم صورة أوسع تتضمن التعدد، والعلاقات التجارية والخلافات موجودة بين الحلفاء الطبيعيين، هناك خلافات تجارية بين أوروبا والولايات المتحدة، يدور حولها حوار، ونفس الأمر فيما يتعلق بالخلاف بين الصين والولايات المتحدة، هناك حوارات تقلص من حجم الخلاف مع ضمان مصالح الطرفين. 
 
 هناك اختلاف فى وجهات النظر العربية والأوروبية، ناتج عن سوء فهم أحيانا، ونقص معلومات أحيانا أخرى، فضلا عما تحتمه مصالح الأطراف المختلفة والمتعارضة التى يمكن للحوار أن يوفر حدا أدنى من مصالح الطرفين. 
 
 نجحت مصر فى ترتيب القمة العربية الأوربية الأولى، بمشاركة على مستوى عال أوروبيا وعربيا، لإدراك الطرفين لحجم التحولات التى تفرض التعاون والحوار، أوروبا اكتشفت أنها ليست بعيدة عن أزمات ومشكلات المنطقة، وبحاجة لمفاتيح فيها، والعرب لديهم رغبة فى فتح مجالات أكبر مع أوروبا، الإرهاب لم يعد تهديدا جهويا أو إقليميا، لكنه تحد عالمى، وهو أمر ناقشته القمة العربية الأوروبية، لتقريب وجهات النظر، وهو ما عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتأكيد أن القمة شهدت «مكاشفة صريحة على هذا المستوى الرفيع وأنه كان طبيعيًا أن تتنوع وجهات نظرنا خلال لقائنا الأول بشأن بعض القضايا، سواء على مستوى تشخيص أسبابها أو السبل الأمثل للتعامل معها وتوصل إلى أن ما توافقنا عليه، فاق توقعات الكثيرين.
 
من هنا تبدو أهمية المصارحة والقفز على العبارات الدبلوماسية المغطاة، حتى فيما يتعلق بأحكام القضاء والقانون، حيث كان الرئيس صريحا بالقول: إن أولويات أوروبا مختلفة عن المنطقة العربية، داعيًا إلى عدم إغفال هذا الواقع عند تناول حقوق الإنسان، وقال بشكل واضح: «لن تعلمونا.. وأن نعلمكم».
 
وكانت هناك إشارات متعددة لشكل وحجم الهجمات الإرهابية، حيث تسبب عملية أو عدة عمليات إرباكا أمنيا، بينما تعرضت مصر لعشرات ومئات الهجمات الإرهابية، وهو اختلاف فى الكم والكيف، وما تعرضت له دول عربية من إرهاب منظم متمثلا فى داعش وأخواته من تنظيمات إرهابية مسلحة، وكيف كان هناك عشرات الآلاف من الإرهابيين، نظموا هجمات موسعة وانتزعوا مناطق، وتلقوا مليارات الدولارات دعما، واستمر داعش خمس سنوات قبل أن يتعرض لهزائم.
 
ربما تكون ملفات الإرهاب وحقوق الإنسان من بين النقاط التى تشهد التباسا وتداخلا، واختلافا فى وجهات النظر للتعامل معها، فى أوضاع طبيعية أو أوضاع غير طبيعية، وكيف يؤثر الإرهاب على الاقتصاد والواقع الاجتماعى، كل هذا ظهرت عناوينه فى بيان القمة، ويتوقع أن يتواصل الحوار حول هذه النقاط، لإزالة الاختلافات، أو التوصل إلى نقاط التقاء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة