تمر اليوم الذكرى الـ41، على رحيل سلطان تلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم العربى القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل، إذ رحل الشيخ الجليل في 26 ديسمبر عام 1978، ويعد الشيخ مصطفى إسماعيل من أبرز شيوخ التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، أتقن المقامات وقرأ القرآن بأكثر من 19 مقامًا بفروعها وبصوت عذب وأداء قوى وقد عُرف عنه أنه صاحب نفس طويل في القراءة التجويدية، سجل بصوته تلاوة القرآن الكريم كاملاً مرتلاً.
ويذكر كتاب "صنايعية مصر" إنه خلال عزاء بمدينة طنطا، وبعد أن أنهى الشيخ محمد رفعت تلاوته وغادر مقعده، جلس مكانه مراهق فى الخامسة عشر من عمره، فنهره أحد الموجودين قائلاً له: "بلاش شغل عيال" إلا أن الشيخ رفعت طلب منه أن يقرأ حتى يشير له أن يتوقف، ولم يفعلها الشيخ رفعت إلا بعد ساعة ونصف، تحول خلالها المأتم إلى حفل أمتع فيه مصطفى إسماعيل الحاضرين، وطلب منه الشيخ رفعت أن ينهى دراسته ويهتم بها لأن المستقبل يعده بشأن عظيم.
بعد ذلك عاد "إسماعيل" إلى هوايته القديمة فى التزويغ، وترك الدراسة فى المسجد الأحمدى، وتفرغ لتلاوة القرآن، وبعد أن ذاع صيته وأصبح مطلوبًا فى كل مكان، وهجر مسكن الطلاب وأقام بمفرده فى بنسيون يمتلكه أحد الخواجات، وقرر فى مرة أن يسافر إلى القاهرة ليشترى أقمشة فاخرة ليفصل منها ما يليق بمظهره الجديد كمقرئ ذى صيت.
أشاد بالقارئ الجليل، موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، حيث قال: "يفاجئنا دائمًا بمسارات موسيقية وقفلات غير متوقعة، وله جرأة فى الارتجال الموسيقى والصعود بصوته إلى جواب الجواب بشكل لم نعرفه فى أى صوت حتى الآن".
ومن بين ما يذكر عن الشيخ الجليل، ويوضح مدى تفتحه هو زوجه من امرأة غير محجبة، فيذكر إنه أثناء إحياء ليلة من الليالى التى أقيمت فى عزاء سعد زغلول فى دمياط، وجد امرأة تعزف على البيانو وصفها بالماهرة، وقف بجانبها وطلب منها أن تعزف قليلاً، فعزفت أغنية لـ ليلى مراد، ثم نشرت صورتهما معًا فى الصحف، ولم يعلق وقتها أحد على كون زوجة وأحد كبار المقرئين غير محجبة، ولكن علقوا على استحسان وجود بيانو فى بيته.
